From sudaneseonline.com

تقارير
(اربعاء الرحيل) ... تطور جديد لازمة الاطباء
By
Mar 29, 2011, 11:58

 

(اربعاء الرحيل) ... تطور جديد لازمة الاطباء

تقرير : صالح عمار

بعد أن شيعوا مهنة الطب في السودان؛ وطافوا بنعشها في أكبر مستشفيات البلاد أمس الاول، وتحت مسمي (اربعاء الرحيل)، يستعد الاطباء اليوم للاعتصام أمام مقر (اتحاد الاطباء) في تصعيد جديد للازمة المتواصلة منذ أكثر من عام. في وقت وجه فيه رئيس الجمهورية بالعناية بمشكلات الاطباء.

في السياق، وكمؤشر علي عودة ملامح الازمة وذكريات اضراب العام الماضي وردة الفعل الامنية العنيفة، ذكر بيان صادر من اللجنة أن قوة تتبع للسلطات قامت أمس بتطويق منزل عضو اللجنة د.عبدالله احمد عبدالله.

لجنة الاطباء وطوال الاسابيع الماضية وعبر موقعها في الفيس بوك كانت توجه رسائل للاطباء تدعوهم فيها للتشاور والنقاش حول قضايا الاطباء التي تري اللجنة انها لم تحل حتي الان. ومنتصف هذا الشهر رفعت اللجنة مذكرة لرئيس الجمهورية أشارت فيها للتوجيه الرئاسي بتشكيل لجنة لحل قضية الاطباء في يناير 2010 برئاسة وزير الدولة بالصحة وقتها بروفيسر حسن ابوعائشة والتي خلصت لتوصيات في شكل مذكرة شاملة لحلول جذرية لمشاكل العاملين بالحقل الصحي تم رفعها لمجلس الوزراء، وأشارت المذكرة الي أن شئياً من توصيات اللجنة لم ينفذ، بل تدهور الوضع الي الاسوأ، حسب تعبيرها.

وتلخص المذكرة المرفوعة للرئيس من اللجنة للرئيس عبر وسائل الاعلام اوجه التدهور خلال الفترة الماضية في عدم حدوث أي تقدم علي مستوي ماطرح في مجال السكن والعلاج وتهيئة بيئة العمل، وفصل عدد كبير من الاطباء بعد الاضراب الاخير الذي تم رفعه بناءا على تعهدات والتزامات من قبل الوزارة ولجنة الوساطة بعدم تضرر اي طبيب سواءا بالفصل اوبالنقل، وهجرة اكثر من ثلاثة الاف طبيب خلال الستة اشهر الماضية، وتدني مرتبات الاطباء من 750 جنيه الى 500 جنيه  في 2011.

وأمس الاول احتشدت اعداد كبيرة من الاطباء والعاملين بمستشفي الخرطوم لحضور اللقاء الذي دعت له لجنة الاطباء، وتخللته جنازة رمزية (لمهنة الطب) في السودان طاف من خلالها مشيعون بالنعش أنحاء المستشفي.

عضو اللجنة د.أحمد عبد الله أكد أنه لا تراجع عن عمل لجنة الأطباء إلا بحل جميع المعضلات التي يواجهها الحقل الطبي وعلى رأسها الأطباء الذين تم فصلهم.

ووفقاً لموقع (حريات) الالكتروني فقد إعتبر عبدالله ان النظام يبدي حالة من الخوف والهلع تجاه لجنة الأطباء في الوقت الذي يجب أن يكون الخوف فيه من المفسدين والفاسدين الذين إنتشروا في كل مؤسسات الدولة، وعلى رأس تلك المؤسسات وزارة الصحة، حسب تعبيره.

وقالت عضو اللجنة د.ناهد محمد الحسن ان السلطات ظلت تتحجج ولفترات طويلة بعدم وجود الوقت المناسب لمناقشة قضاياهم، وبلغة لاتخلو من سخرية أضافت : (يبدو أن الكالندر حق الدولة السودانية لن يصبح فارغاً أبداً).

ووصفت د.ناهد الأوضاع الصحية وأوضاع الأطباء بأنها حياة غير جديرة بالعيش، وأكدت علي ان ما يحدث الآن من تردي في كل الأوضاع الصحية وصل حداً "لا يمكن السكوت عليه".

وفي سياق تطورات الازمة، وفيما سماها الاطباء (بأربعاء الرحيل) يستعد الاطباء اليوم للاعتصام امام مقر اتحاد الاطباء؛ المحسوب علي الحكومة وحزب المؤتمر الوطني؛ في تصعيد وتطور جديد للازمة المتواصلة منذ يناير 2010.

ويتهم الاطباء اتحادهم بعدم الوقوف بجانب مطالبهم، كما يقول د.أحمد عبدالله ( إتحاد الأطباء عجز عن توفير العلاج للأطباء كما عجز عن توفير السكن والعربات وفشل في تحسين بيئة العمل ، بما في ذلك عجزه عن ملاحقة  حقوق الأطباء المالية وعلى الرغم من ذلك ظلّ الإتحاد يتهم  لجنة الأطباء بأنها مسيسة).

وقال عبدالله ان الإتحاد أيام الإعتقالات ظل يعمل ضدهم بالإضافة إلى أن كل الجهات سجلت زيارات بصفات مختلفة إلا الاتحاد الذي لم يقم بزيارة طبيب معتقل واحد، على الرغم من أن ذلك من صميم عمله.

وليس بعيد عن مؤشرات حركة الاطباء، وفيما يبدو وكانه استباق لحركة الاطباء، التقي رئيس الجمهورية بوزير الدولة بوزارة الصحة اللواء طبيب الصادق قسم الله ، وجه من خلاله الرئيس بالعناية بمشكلات الاطباء ورفع تقارير دورية للرئاسة.

وعلي خلفية اضرابي مارس واغسطس 2010 والفشل في حل جذور الازمة؛ والتأييد الكبير الذي تتمتع به لجنة الاطباء وأثبتته نجاح دعواتها للاضراب؛ يمكن القول ان ملف الاطباء في طريقه للعودة للواجهة مرةً اخري، مع توقعات بأن تمضي الامور هذه المرة بطريقة أكثر حدة، في الوقت الذي يستبعد فيه المراقبين أي حل للازمة في هذه المرحلة.

 



© Copyright by sudaneseonline.com