From sudaneseonline.com

بقلم : عاطف عبد المجيد محمد
رياح الثورة الشبابية الشعبية تهب على ايران دولة الملالى/عاطف عبد المجيد محمد
By
Feb 16, 2011, 08:34

 

 

رياح الثورة الشبابية الشعبية تهب على ايران دولة الملالى

 

يبدو أن رياح التغيير تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم , فهاهى الشعوب المقهورة بماتسمى بالدول النامية , فالانظمة المستبدة , والممعنة فى انتهاك حقوق الانسان تعيش اليوم أخطر مهدد لوجودها , حيث سأمت شعوب تلك الشعوب المقهورة سنوات طوال من هيمنة فئة محدودة من المجتمع على مقاليد السلطة ومقدراتهم الاقتصادية , وتشيع الفساد بمختلف اروقة الدولة , والبطش بأبنائها المناضلين الشرفاء , وتطرح نمازج حكم  تفتقر لاهم متطلبات الدولة المعاصرة التى ترتكز على عناصر المشاركة وحكم القانون وصيانة حقوق الانسان بما يتوافق واهداف الالفية الثالثة , فى ظل واقع دولى تهيمن عليه ازمات مالية واقتصادية وغذائية لم يسبق لها مثيل , وتغيرات مناخية تنبىء بتهديدات خطيرة على أهم قطاع اقتصادى بهذه الدول , الا وهو قطاع الزراعة , لتتفاقم الشريحة من السكان التى تعانى الجوع لتتجاوز المليار من البشر , ومايتبعه من ارتفاع غير مسبوق لمستوى اسعار السلع الغذائية الاساسية , وكذلك ازدياد نسبة السكان الذين يعيشون دون خط الفقر بهذه الدول , وازدياد معدلات الهجرة من الريف الى المدن , وكذلك النزوح بالملايين , مما دفع بالمنظمات الدولية العاملة فى هذا المجال لدق ناقوس الخطر , على ضوء انخفاض مساهمات الدول المانحة للحد من تلك الاوضاع وهى التى تعانى الازمتين المالية والاقتصادية , وارتفاع مديوناتها لمستويات حرجة تجاوزت فى كل من امريكا واليابان لاكثر من 10 ترليون دولار لكل واحد منهما , وهو مادفع شعوب الدول المستضعفة الى الاستجابة والتفاعل الايجابى مع حراك شبابها نحو التغيير , بغية اعادة تشكيل دولهم بمايتوافق وحجم التحديات التى يواجهونها , وحيث اضحت أنظمة الحكم القابعة على صدورهم لعقود عدة تمثل نماذج فاسدة وفاشلة , لم تورث شعوبها سوى هذا الواقع المرير , واصبحت على قناعة تامة بضرورة ازالتها , ومحاسبتها , واسترداد ثرواتها المنهوبة .

 

فهاهى رياح الثورة تجتاح دولة أيران  يوم الاثنين , وهى الدولة التى تمتلك ثالث اكبر احياطى من النفط فى العالم , ومن كبريات الدول المنتجة للغاذ , ورغم كل ذلك تعانى شريحة كبرى من السكان من الفقر , واكبر هجرة من العلماء والمفكرين , وتعانى من العقوبات الدولية بسبب برنامجها النووى , وحيث تعتبر من اكثر الدول المصدرة لعناصر اشعال بؤر التوتر , لكل ذلك , نشأت قبل عدة سنوات حركات اصلاحية متعددة , للخروج بالبلاد من انسداد الافق السياسى الذى تعيشه البلاد , رغم محاولات النظام لبس عباءة الديمقراطية , ولكن بتفصيل الملالى , فكانت النتيجة الطبيعية , من تزوير للانتخابات , وبطش بالمعارضين , والحظر على الالاف من الترشح للانتخابات تحت ستار حجج وقواعد تشبه تماما اصول حكم الملالى , والذى يعتبر أكثر نظم الحكم تخلفا على المستوى الدولى . والسعى المحموم لهذا النظام لامتلاك السلاح النووى , رغم وجاهة المطلب فى مواجهة الغطرسة الصهيونية بالمنطقة , الا ان المرامى التى تختفى خلف هذا المطلب , المساعى التى لاتكلّ من قبل النظام للهيمنة على منطقة الخليج , مستغلتا الفئات السكانية الشيعية بدول الخليج التى طورت من تحركاتها على الساحة بصورة اكثر فاعلية , وقد اضحت هذه التحركات اكثر وضوحا بماجرى ويجرى بالعراق , والملايين الذين قتلوا من ابناءه , ليس بالالة العسكرية للمحتل الامريكى والبريطانى , ولكن جلهم نتاج لمعركة غير معلنة بين الشيعة والسنة , بل وامتد الامر ليشمل اخيرا الشريحة المسيحية من السكان , ويبدو ان القوى الامبريالية تستفيد كثيرا من بقاء النظام الايرانى على سدة الحكم , حيث تعمد لاستخدامه كفزاعة لاستنذاف ثروات دول الخليج , من خلال صفقات اسلحة بمئات المليارات مكن الدولارات , بدلا من توجيه هذه الاموال الضخمة للاستثمار والتنمية بمايعود بنشؤ مجتمعات خليجية وعربية من بعد تعيش الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية , فالقوى الامبريالية تصطاد عصفورين بحجر واحد من بقاء واستمرار هذا النظام , وليس كما تعكسه وسائل اعلامهم ووسائل الاعلام الصهيونى , وواقعيا يعتبر النظام الايرانى اكثر خطورة وفاعلية على الساحة العربية من الكيان الصهيونى . لذلك جاءت الثورة الشبابية والشعبية الايرانية الاصلاحية للسعى لتغويض هذا النظام , والسعى للتأسيس دولة عصرية تمثل سندا للامة العربية والاسلامية وليس خصما على تطلعاتها .

 

فأيران بمواردها الضخمة , واشرافها بالتضامن مع دول الخليج على الخليج العربى , واضافة الى هيمنة الامة على باب المندب ومن ثم قناة السويس أهم معبر مائى فى العالم , كل ذلك  يدفع بالقوى الامبريالية للحفاظ على بؤر التوتر تلك لتجنب هيمنة استراتيجية موحدة على هذه المواقع الاستراتيجية فى العالم . فالابقاء على الصومال بوضعه الراهن يصب فى اطار استراتيجية القوى الامبريالية تلك , بجانب الحفاظ على الاوضاع الاقتصادية المتردية باليمن , لتمكن اولا من شرعية التواجد العسكرى بالمنطقة للقوى الامبريالية , وثانيا : ضمان هذه الممرات الاستراتيجية تحت اشرافهم لضمان تدفق النفط لاقتصادياتهم بأمان , وتجنب سناريو 1973 .

 

لكل ذلك , نجد ان النظام الايرانى الحالى يصب بقائه على سدة الحكم دعما للقوى الامبريالية , وليس كما تظهره أجهزة الاعلام بانه يمثل تهديدا للمصالح الغربية بالمنطقة , ولكل هذه العناصر مجتمعة , كانت تظاهرات الاثنين الماضى لقوى المعارضة بأيران وان عنونت بمناصرة الثورة التونسية والمصرية , الا أنها تمثل انتقال حقيقى لتصحيح مسار الثورة الايرانية , وترسيخ قواعد التعاون والتكامل مع الامة العربية , والنأى ببلادهم عن وهم تصدير ثورة اسلامية تفتقر فى جوهرها لكافة المبادىء والقيم الراسخة لخاتم الرسالات السماوية , من ارساء قواعد العدل وحقوق الانسان والحفاظ على كرامة الانسان .

 

 

والله من وراء القصد

 

 

عاطف عبد المجيد محمد

عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء – هايدلنبرغ – المانيا

عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين – بروكسل – بلجيكا

الخرطوم بحرى – السودان

تلفون:00249912956441

بريد الكترونى:[email protected]

 



© Copyright by sudaneseonline.com