From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
الأسد يصمت/حسن محمد صالح الكباشي
By
Mar 29, 2011, 11:27

الأسد يصمت
حسن محمد صالح الكباشي

 
تابعت من خلال هذه الزاوية كل الثورات التي إندلعت في البلاد العربية وبعضها من قبل أن تقع حيث تحدثت عن الشاب التونسي  محمد بوعزيزي الذيى حرق نفسه وكان هو الشرارة الأولي لعملية التغيير في تونس الخضراء وتنبأت بالثورة التونسية وصدقت نبؤتي والحمد لله رب العالمين . وكذا الحال مع ميدان التحرير وثورة الشعب المصري وحركة 17 فبراير في ليبيا والثورة اليمنية وعندما ايدت بقلمي تلك الإنتفاضات الشعبية المباركة لم أكن أجهل ما يمكن أن يجده كاتب صحفي من ردة فعل داخلية وخارجية في حالة فشل ثورة من الثورات كأن يتم حظر إسمك من السفر لواحدة من هذه البلدان وخاصة مصر التي احبها حبا جما كما لم أكن ناسيا غضب السفارات والبعثات الدبلماسية التي يتعاون معها القانون السوداني في تجريم نقد الأوضاع السياسية في دولها من خلال الصحف السودانية بذات القدر الذي يجرم به نقد الأوضاع في داخل البلاد. ولكنني نذرت قلمي لتاييد الشعب السوداني والشعوب الأخري في عالمنا العربي والإسلامي وغيرهم من شعوب العالم الحر والمضطهدين والمحرومين من نعمة الحرية والعيش الكريم

وها نحن اليوم نتنسم نفحات الثورة في سوريا والتي ظن كثير من المراقبين انها عصية علي التغيير وبعيدة كل البعد عن ما حدث في البلدان العربية من حول سوريا ويعود ذلك إلي طبيعة النظام الحاكم في سوريا وهو نظام حزب البعث العربي السوري الذي يقوده الدكتور بشار الأسد الذي خلف واده حافظ  الأسد و عندما ورث الحكم بعد وفاة والده أحس الناس ببدعة من البدع في الحياة السياسية في العالم العربي وخاصة النظم الثورية وغير الملكية من شاكلة دول الخليج والأردن والسعودية وخشي كثيرون أن يمضي علي درب الأسد حسني مبارك في مصر وعلي عبد الله صالح في اليمن والقذافي في ليبيا وكان ذلك من اسباب المطالبة بالتغيير ومنع التوريث عن طريق الإنتفاضة الشعبية بعد فشل الجهود والمطالبات الفئوية والحزبية المختلفه. ومما جعل البعض يستبعد التغيير في سوريا موقع سوريا وقربها الجغرافي من إسرائيل وإحتضانها للمقاومة الفلسطينية ممثلة في حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخري ودعم المقاومة في وجه الإحتلال الإسرائيلي.
وعندما وقعت أحداث درعا في الجنوب السوري أعلن الريئس السوري أن التعامل مع المحتجين سيكون مختلفا وأمر الأجهزة الأمنية بعدم إطلاق النار عليهم ولو أدي ذلك لوقوع إصابات وسط الأجهزة الأمنية وبعد وقوع مجزرة المسجد العمري في درعا تمت نسبتها إلي عصابة قيل هي التي أطلقت النار علي المعتصمين بالمسجد وزادت حالة الغليان وتوسعت الإحتجاجات ولا يزال طبيب العيون الدكتور بشار الأسد صامتا ومعاونوه يتولون التهدئة الجماهيرية ويعلنون بعض الإصلاحات ويعدون الجماهير بخطاب للريئس الأسد الذي طال إنتظاره  بينما الشارع السوري يقول كلمته ردا علي معاوني الريئس وليس ردا علي الريئس كما في الدول المنتفضة الأخري ومن يدري لعل الأسد يتحدث اليوم أو غدا ولكن بعد نظرة متأنية ويقول الكلمة الفيصل قبل فوات الأوان ولكن الأمر يتوقف علي مطالب السوريين ورغبتهم الكامنة ما بين الإصلاح السياسي والتغيير الجذري الذي من بين كلماته السحرية إرحل ... والشعب يريد إسقاط النظام ... وما أصعب هذه الكلمات علي الحكام العرب من رحل منهم ومن ينتظر وما بدلوا تبديلا عن أسلافهم الراحلين وقد تكون كلمات التغيير سهلة علي الريئس الأسد الذي يصغي ويتأمل قبل أن يتحدث ويرد علي أبناء شعبه    



© Copyright by sudaneseonline.com