From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
المعارضة لا تريد ( إسقاط النظام )؟ بقلم: مكي محمد الحسن
By
Mar 28, 2011, 22:40

المعارضة لا تريد ( إسقاط النظام )؟

بقلم: مكي محمد الحسن

[email protected]

 

لا أعتقد بأن في ربوع السودان مواطناً يعتقد في أهل الإنقاذ بعض من الخير فيما تبقي لهم من تجربة حكم بدؤه جماعة وحزبا شمولياًً ثم زينوه ببعض الأحزاب الكرتونية مع السماح (خجلاً تارة وإنكساراً في أخري ) لإنتقادات العالم الخارجي لهم في عدم السماح بإطلاق الحريات والتداول السلمي للسلطة , ولعلني تواضعاً مع نفسي أقول فإن غيري ممن يجهل أمرهم يغترَ بقولهم فينخدع به , لأنهم إذا ما جوبهوا بالحقوق , عهدها وميثاقها جبنوا وإنهزموا , وإذا حدثوا أظهروا شجاعة أقوال لا أفعال. وأعجب من قادة بعض الأحزاب السياسية وهم يسعون الي مخالطتهم بل مشاركتهم في طريقتهم في الحكم هذه والتي لا يستحسنها دنئ النفس أو فاسدٌ دنس , ناهيك عن قي , وبدلاً عن إظهارهم الحمية والصبر والجلد والإقدام , والعمل في تعاون وتنسيق من أجل ( إسقاط النظام ) , وتثبيت عزائم الشعب التواق الي الحرية والعدل,  إنكسروا مشاركين أو مثبطين للهم بأن المرحلة لا تتستوجب تغييراً تخوفاً من صوملة أو أفغنأة السودان , كأن مفاتيح الغيب قد أنزلها الله سبحانه وتعالي علي نور بصائرهم وأعمي عنها جميع أهل السودان الرافض لحكمهم.

الشعب السوداني ينشد  عودة الديمقراطية الراشدة والمستدامة وأن يعم السلام في ربوع السودان إن لم يكن في الجزْ المتبقي شمالاً أو المنفصل جنوباً , فكيف يتم تحقيق ذلك ونظام الإنقاذ تمكن داءٌ في كل المفاصل , لا فكاك عنه ولا شفاء منه الا بالعودة الي شعار ( إقتلاع من الجزور ) والذي أطلقه تجمع المعارضة في عام 1989 , كما أن التاريخ يكتب جيل بعد جيل فإن جيلاً قادم من أبناء وبنات الشعب لن ينسي قادته الحقيقيون ومن وقف معهم في سبيل ( إسقاط هذا النظام )منذ ذلكم العام.

الان في تونس الخضراء و قاهرة المعز وفي بعض العواصم الأخري بالمنطقة المحيطة بالسودان الجغرافي , نازلت الجماهير سلطات القمع والتنكيل والجبروت برفعها شعار (  الشعب يريد إسقاط النظام ) , ولم تتصومل أو تتأفغن تلك الشعوب و الدول , ونحن شهود علي الكثير من مواقف الرجال والنساء فيها , بلا تردد قادوا أنفسهم نحو تحقيق أمنيات الشعار فصار واقعاً , حمله وناضل من أجله الجميع شباباً وشيوخاً , ولست بمتعجب من كثرة الضحايا فللحرية وللقضايا العادلة ثمن باهظ يحفه الحزن في زمانه الآني ويعمه الفرح في الزمان الاتي والذي يجعل من أحزان فقد سابق  ومن النصر فرح لاحق وقراءة لتاريخ ناصع , نحو غد أفضل تنشده الأجيال ,  فالتغيير إرادة تدار بواسطة الشعوب التي إستفادت من حصيلة وافرة من دروس وتجارب إرتقت بفضل الممارسة السياسية في تدعيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ,  صحيح أن بعض الشعوب لم تمارس حقها في الممارسة السياسية وفق تعدد الآراء وطبيعة الممارسة ولكنها لم تركن الي حقول التجارب التي مرت بها , فهي في سبيل حريتها قد مدت أشرعة الصبر عي أنظمتها ولكن الأنظمة إمتلكت الحكم أبدياً , ولأن هذه الشعوب تتوق الي الحرية و تراقب و تتعلم من الآخرين في ممارساتهم , وينشرخ صدرها وتقوي عزائمها وتفرح أوصالها ويقوي قلبها إذا ما وجدت قيادة رشيدة تستهدي بها طريق النصر والخلاص...

 

ومن ذا الذي يقضي حقوقك كلها             ومن ذا الذي يرضي سوي من تسامح   

تجدها قد إنتفضت لتصحح حالها وحال حكامها , ولأن الظروف السودانية تقول بأن حال السودان في ظل حكم ( أهل الإنقاذ ) لن يتبدل مالم تتقوي المعارضة بالعزيمة والتعاهد علي أن التغيير الذي بات أمراً ملحاً وضرورياً الأن وقبل فوات الأوان. حتي يعم السلام تحت مظلة الديمقراطية الوارفة , والحرية العاقلة , متطورةً متوحدة  وموحدة بإذن الله.. ولكن يبدو أن المعارضة في منظومتها الحزبية والنقابية والمجتمعية ترفع شعاراً يقول بأنها ( لا تريد إسقاط النظام )؟

اللهم لا تمحنا ولا تغضب علينا ....



© Copyright by sudaneseonline.com