From sudaneseonline.com

بقلم: عواطف عبد اللطيف
العنف ضد الاطفال/عواطف عبداللطيف
By
Mar 28, 2011, 10:20

العنف ضد الاطفال

 

*   يشهد العالم متغيرات متسارعة رزازها انتشر في كل الاتجاهات وتغير نبض الحياة ورتابتها وهذا الحراك المتسارع والمفتوح كاد يكسر الحدود الجغرافية بل كسرها تماما ففي اقل من الثانية يمكن ان ننقل بالصورة والصوت ما يحدث في اقاصي المعمورة والبشر ايضا يتحركون بنفس السرعة وبكل تراثهم وقيمهم ومكنوناتهم كثيرا منها ايجابي ولكن الاكثر سالب قد يتعارض مع قيمنا ومثلنا السمحة الجميلة ..

*  لا تستثني المتغيرات المتسارعة المساس بقيمنا الفاضلة وثقافتنا الاجتماعية التي نعتز ونتدثر بها ونكاد نحتضنها عزيزة غالية لكنها تتعرض هي الاخرى لرياح التغيير وقد يطول الحديث إن رصدنا مفرداته ولكن فلنقف عند ما يعرف ( بالعنف ضد الاطفال )  لا نقول ان ذلك  ظاهرة مستوردة ولكن دون شك لنا فيها ايادي وايضا القول انها ظاهرة يبقى غير دقيقا لعدم الالمام بدراسات واحصاءات علمية اكثر عمقا وقطعا لا نقول انها نتاج فقط للمتغيرات العالمية المتسارعة ولكن دون ادنى شك لها الاثر العميق والخطير  لذلك كانت المناداة لقيام كيانات طوعية للتوعية اولا باشكال العنف وطرقه وايضا لمداراة المخاطر وتقليل الاثار قدر الامكان بالتثقيف والتوعية  .

·                 ان العنف ضد شريحة الصغار يبقى الاكثر إيلاما وخطورة فالطفولة من المفترض ان تكون آمنة متعافية وديعة برئية ولان حيلتها وادواتها  للمدافعة عن نفسها وصد ما يقع ضدها من عنف تظل قليلة ومحدودة وقد تكون اصلا معدومة لصغر سن الضحية وإستكانتها بحكم الطبيعة والفطرة السليمة السويا وعدم تمييزها للخطأ من الصواب خاصة حينما يكون العنف جنسيا او لفظيا وايضا حينما يكون المعتدي اصلا من والاقرباء اللصقاء والاكثر حممية " للتمويه والاستغفال والاستغلال " .

·                 وقد ثبت علميا ان الضحية المعنفة او المعتدى عليها غالبا ما تكون مختزنة لهذا العنف في دواخلها كفعل شنيع رافضة له تماما حتى ولو لم تفصح عنه في حينه ولحظة وقوعه .. ومن هنا تأتي الخطورة ويصعب اجراء دراسات دقيقة بسبب الكتمان والتستر  ..

·                 اذن التوعية والتثقيف والتنبيه بمخاطر العنف ضد الاطفال هو السياج الاول لعدم وقوع الفعل اصلا خاصة وان العنف الذي يقع للاطفال ليس بالضرورة من خارج محيطهم الصغير في البيت والمدرسة النادي والشارع لذلك ومنذ ان تم تكوين الشبكة القطرية للعنف ضد الاطفال وهي تخطط لوضع برامج وخطط لتصل لمبتغاها عبر المساهمة بالتوعية لشرائح المجتمع جميعهم والاسرة بصفة اخص وحينما نقول الاسرة فاننا نعني ايضا المدرسة فهي  صميم محيط الاسرة فالمجتمع بكل مكوناته .

·                   ان العنف الذي يقع على الاطفال ينتقص من قدرات المجتمع فقد وضح جليا ان الاطفال المعنفين جسديا او لفظيا او جنسيا ولم يتم اكتشافهم ومعالجتهم وتأهيلهم فان تلك الترسبات " الكريهة "  المرفوضة من الذات السوية لا تغادرهم دون مساعدة متخصصة وعلمية وإن لم تتح لهم ظروف حياتية تمكنهم بذاتهم من معالجة الاثار الدفينة لينفسوا عن تلك الفظاعات التي وقعت عليهم.

·                  ان الاطفال اللذين يقع عليهم العنف يتحولوا مع الزمن لادوات عنف اخرى .. وبذلك تدور الايام والدوائر ويخلقوا من انفسهم فاعلين اخرين بذات قوة العنف او اقوى منه التي وقعت عليهم كردة فعل لا شعورية .

·                   اذن فان اثار العنف ضد الاطفال إن لم تعد لها العدة والآليات الفاعلة والقدرات الكبيرة للكشف عنها والتوعية باثارها ومعالجتها فهي تشكل اداوات مدمرة راجعة لذات المجتمع لذلك فمهمة " الشبكة القطرية للعنف ضد الاطفال " وهي احد مؤسسات المجتمع المدني التي تشكلت اخيرا كبيرة ومتشعبة  لكي تصنع اطرا وبرامج في صياغ متناسق والمؤسسات الضالعة في نفس الشأن وذات العلاقة الوطيدة لتصل لمحيط المستهدفين من اطفالنا " اكبادنا تمشي على الارض ".  ويبقى للحديث بقية .. 

                          

            عواطف عبداللطيف   awatifderar [email protected]

 

اعلامية مقيمة بقطر

 

همسة : تبقى الام هي الحضن الآمن وبقدر وعيها  وثقافتها يبقى اطفالنا بعيدين عن "الخرقاء " .



© Copyright by sudaneseonline.com