From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
إلى الأخ إبراهيم أحمد عمر مع التحية/ الطيب مصطفى
By
Mar 27, 2011, 23:45

زفرات حرى

 الطيب مصطفى

إلى الأخ إبراهيم أحمد عمر مع التحية

 

شعرتُ بحزن شديد حين اتصل بي الأخ بروف إبراهيم أحمد عمر ليعلق على مقال حول تصريحاته ولينفي ما نشرته صحيفة «التيار» على لسانه وأكدت فيه أنه قال «طردتُ الطيب مصطفى للأسباب التالية».. نعم حزنتُ أن تتردّى صحافتُنا ويبلغ بها الفجور في الخصومة أن تكذب وأن تقوِّل رجلاً في مقام بروف إبراهيم ما لم يقل والأدهى والأمرّ أن الأخ إبراهيم أكد لي أنه اتصل بعثمان ميرغني مالك الصحيفة بمجرد أن قرأ مقالي الذي رددت به عليه وقال إنه أكد لعثمان أنه لم يتفوّه بعبارة «طردتُ» هذه لأن ذلك ليس من أخلاقه ولعلاقته بي لكن عثمان ميرغني حسبما قال الأخ إبراهيم قال له إن الصحفية التي أجرت معه الحوار أكدت أن بروف إبراهيم استخدم تلك الكلمة فردّ عليه إبراهيم أحمد عمر متحدياً أن يراجع تسجيل الحوار الذي كان مع إبراهيم وبالرغم من ذلك لم يتكرم عثمان ميرغني بالاعتذار أو تصحيح حديث الإفك الذي بهتوا به الرجل الكبير الذي ما كنت أحسب أن عثمان كان محتاجاً إلى تكذيبه بل كان يتعيَّن عليه أن يصدِّق البروف بمجرد أن نفى صِحة ما أوردوه على لسانه!!

أرجع قليلاً بقرائي لأذكر أن صحيفة عثمان ميرغني ظلت على مدى ما يقرب من أسبوع تروِّج لحديث بروف إبراهيم بتلك العبارة الواردة في مقدمة مقالي هذا وظل قراؤها يتصلون بي ليسألوا عن تلك الأسباب الخطيرة التي أدّت إلى طردي وتوهَّم بعضُهم أني ارتكبتُ جرماً كبيراً حمل الصحيفة إلى تكثيف الترويج عن ذلك الحوار وتعمُّد إخفاء تلك الأسباب التي أدت إلى «الطرد» المزعوم بدون أن توضِّح طبيعة ذلك «الطرد» أو تذكر شيئاً يروي أو يُشبع فضول الشامتين أو المتربصين أو المشفقين خاصة وأن عبارة الطرد تحمل من معاني الإهانة ما يثير فضول الباحثين عن «الشمار» والمتابعين لمسيرتي السياسية أو الشخصية!!

أما أنا فلم أحفل كثيراً بما ظلت «التيار» تورده يومياً فقد اعتدتُ على ذلك وتهيأتُ له منذ أن اخترتُ طريق مواجهة ما أراه باطلاً وانتقيتُ له عنواناً صارخاً مفعماً بمضامين المواجهة «زفرات حرّى» في صحيفة يحمل اسمها معاني اليقظة والنزوع إلى التحذير من شجر كنا نراه يسير نحونا منذ أن جهرنا برؤيتنا لمعالجة مشكلة السودان الكبرى.

بالطبع اتضح أن كل القضية التي اختارت لها «التيار» عبارة «الطرد» تتعلق بالاختلاف الذي نشب بيني وبين الأخ إبراهيم أحمد عمر الذي كان يشغل منصب الأمين العام للمؤتمر الوطني ورأى من واجبه أن يمنعني من الصدع برأيي الداعي إلى انفصال الجنوب.

لن أكرر ما كتبت في الرد على ما أوردته «التيار» على لسان الأخ إبراهيم لكني أنصح الأخ عثمان الذي امتشق قلمه ليدافع عن مبادئه ورؤاه ومن بينها الدعوة إلى التزام المهنية والديمقراطية والحريات أنصحه بالانتصاح بما ظل ينصح به الناس ولا أريد أن أسخِّر هذا المقال لأبيِّن  المفارقة الكبيرة بين القول والفعل وأسرد بعض مواقف عثمان الذي لطالما طالب بإعدام «الإنتباهة» ومنبر السلام العادل بالرغم من أنه ظل يتحدث عن حرية التعبير ويسلق الحكومة بألسنةٍ حداد جرّاء ما سمّاه بالتضييق على الحريات مما لا أريد أن أستفيض فيه فقد رأينا الكثير من نماذج «الخاتنة غير المختونة» أوقل من الآمرين الناس بالبر والناسين في نفس الوقت أنفسهم في تصادم مريع بين القول والفعل وليت الذين ينصبون أنفسهم ناصحين ومنتقدين لأخطاء أو ما يحسبون أنها أخطاء يرتكبها الآخرون ينتصحون بما ينصحون به الناس.

أما الأخ إبراهيم أحمد عمر فأقول له معتذراً إني لو كنت أظن أن «التيار» يمكن أن تكذب ثم ترفض مجرد الاعتذار عن كذبها لما رددتُ عليها ولما انتصرتُ لنفسي فقد اعتدنا على تجاهل كثير مما يصيبنا من أذى نحتسبه لوجه الله راجين الأجر والثواب أما إبراهيم فإنه أحق بأن نتقبل ما يقوله عنا فهو ليس كبني علمان وغيرهم من السفهاء وله العتبى حتى يرضى.



© Copyright by sudaneseonline.com