From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
السودان --خيارات التغيير /الصادق عبد الوهاب عبد الله
By
Mar 27, 2011, 16:15



 

السودان --خيارات التغيير

شنت قبائل اليسار  واليمين هجوما-- لامبرر له-استنادا على معلومات صحفية وتسريبات  اجتهادية تعرضت لتفاصيل لقاءات حزبى الامة القومى والمؤتمر الوطنى سعيا لاكتشاف حلول  اسعافيه  لمشكلة الحكم---تقى بلادنا  خطر الرياح العنيفه التى تهب من امامنا ومن خلفنا--

وحزب الامة بشعاره المرفوع والمعروف باعتماد الحوار اولا والحوار ثانيا حتى يصل الى طريق مسدود-- وابقاء الخيارات الاخرى والضرورية على الطاوله فى نهاية المطاف-- لم يرفع هذا الشعار اعتباطا-- او تهيبا-- وانما خيار افضل  فرضته  ظروف  بنيان الدولة والصراعات التى  تعيشها والتحولات التى  اقتطعت جزء من  تريبتها-- والازمة المتصاعده فى اقليم دارفور والاوضاع الناشئة فى جنوب كردفان و النيل الازرق-- والتحديات الاقتصادية الخانقة- والانقسام الحاد فى الشارع السياسى وكلها عوامل اضعفت بنيان وتماسك الدولة لحد الهشاشة البالغة -والتى تجعلها بحالتها هذة عرضة للتفكك والتقسيم--

من هذا الواقع المعترف به من الجميع  تمسك حزب الامة بخياره الاستراتيجى  --وبلوغ طريق التراضى الوطنى بالحكمة والدرجات العليا من المسئولية الوطنية-- وهو بذلك يمضى فى طريقه القديم طريق  جربه  وجنت الامة السودانية ثماره  استقلال  للسودان وجربه فى اكتوبر البيضاء فاثمر   وعاد وجربه فى ابريل   ونعمنا  بجدواه-- والحال العام للدولة لم تكن بمثل ماهى عليه الان من ضعف  وماتواجهه من مخاطر--

وفى طريقه هذا  استطلع  اراء  مكونات  الاحزاب السياسية والقوى الوطنية--وفوضته تلك الاحزاب بعد تعديل اجندة الحوار  لاستكشاف طريق التفاوض والمضى فيه   بما يخدم  تحقيق  ما عرف بالاجنده الوطنية----وعندما قطعت المفاوضات  شوطا-- واعلن عن تقدم فى محاور البحث- اشعلت تلك الاحزاب غضبها  وصبت كل لعناتها-- وكالت اتهاماتها-- ولم تنتظر لتتبين  الخيط الابيض من الخيط الاسود-- واعلنت بطرق مباشرة او غير مباشرة رفضها  للحوار-- واخذت بعض مكوناتها عاتق الدعوة لانتفاضات  ماخوذة بما حدث ويحدث فى اجزاء من الوطن العربى مع اختلاف الحال والمال--

دحزب الامة لم يفرض على اى مكون  ان يسلك مسلكه  او ان يرى رؤيته-- ولم يحجر على احد ان يتخذ مايراه-- وصولا للحلول---- ولم  ولن يسمح لقوة كبرت او صغرت ان تحدد له مساره-- او ان ترسم له سياساته واستراتيجياته- او تحدد له اى جهة خياراته- فهو يتحرك كحزب كبير وقوى-- مدركا لمسئولياته حفاظا على التراب الوطنى-- والامن الوطنى-- وهو يدرك تمام الادراك-- احتمالات النجاح والفشل لكل خيارات  وله بدائله  وله مؤسساته القادره على قيادة دفة  التوجهات وفق اتجاه الريح

لم يكن خياره الاول عبثا واعتباطا-- ولكنه خيار وطنى يعلى من قيمة الانتماء الكلى   مضحيا بالكثير من اجل سلامة البلاد وسلامتها اولا واخيرا--

وحزب الامة الذى خبرته بلادنا عبر تاريخها-- وعرفته المصاعب والتحديات مداويا-- لايمكن ان  يمضى مكبلا  او يتحرك  مغمض العين الى مافيه حتف البلاد وضررها

نحن نعلم وندرك تماما-- ان الانقاذ  ضلت طريقها وتسببت فى الكثير مما لحق ببلادنا- من خراب اقتصادى وهيمنة سياسية وحرمان للحقوق الطبيعية   وانتهاك للحقوق الانسانية-- وجزء كبير من اهلها ورموزها يعترفون  بالاثر البالغ التى  افرزته سياساتها-- ومن هنا وهناك تشكل ضغطا دفع اهل المؤتمر الوطنى استشعار المخاطر الزاحفه  لمحاصرة البلاد بعد ان ذهب الجنوب  نتيجة اولية لاخفاق السياسات المتبعه--وكل ذلك دفع  النظام  للحوار والدعوة للحوار وابداء استجابة  لمقتضيات الحوار والحلول ومازال الطريق معبدا-- واذا جنحوا للسلم فاجنح له-- وتلك قاعدة شرعية حكيمة- ولطالما هناك تافذة للوصول بالحوار الى الحلول  فلا خيار يمكن ان يتقدم فى اجندة حزب الامة غير اعتماد نهج الحوار-- وحزب الامة بذلك لايجر معه احد ولايدعى وصاية على احد ولم يمنع احد ان يمضى فى اى طريق يختاره

ومارشح من بيانات غاضبه  --لقوى اليسار واليمين وادانتها المسبقة لحزب الامة  واتهاماتها  غير المسئولة وغير المبرره-- تطلق يد حزب الامة  ليمضى  من واقع  مسئولياته الوطنية منطلقا من قوة نفوذه فى الواقع السودانى ومكانته المحلية والاقليمية-- لتقرير مصير السودان-- يكون او لايكون--مع كل من يلتقى معه فى الاهداف والغايات-- الوطنية المجرده من الكسب والمنافع--وتقديم مصلحة الوطن العليا فوق كل مصلحة

انا هنا لا اتحدث باسم حزب الامة لكنى ادرك ان هذا التوجه يعبر عن ما اعتقد انه الصواب-- وفيه الحلول  وفيه اكثر دفعا للشرور  وماعظمها

ولان للموءتمر الوطنى دورا اكبر فى ذلك --وخطوات اكبر  وتضحيات مطلوبه من واقع مسئوليته عن  الواقع الراهن وتعقيداته ومخاطره ومسئوليته المباشرة عن امن وسلامة الدولة ومسوليته وواجبه  البحث عن مخارج السلامة  -تنتظره  تنازلات قاسية وتبدلات  ملحه فى منهجة وافكاره ومرئياته ليقطع نصف الطريق   لمقابلة الخصوم فى منتصف الطريق او اكثر-- ولا استطيع ان اخفى رؤيتى   ابتغاء مرضاة سلامة بلادى ان ارجو من الاخ الرئس وهو المسئول المباشر امام الله والتاريخ-- ان يستقيل فورا من  رئاسة المؤتمر الوطنى وان يتخلى عن اى انتماء- لقيادة البلاد نحو الحلول الجذرية  وقيام حكومة انتالية  يختار رئس وزراءها من القيادات المستقلة  لترؤس حوكمة تكونقراط  --   تقود الجهاز التنفيذى  لمرحلة اسعاف اقتصادى واجتماعى  لحين الاتفاق على دستور دائم وقيام انتخابات  تشريعية ورئاسية خلال عام

نسال الله ان يهى لبلادنا من ياخذ  بيدها  لبر الامن والسلامة

الصادق عبد الوهاب عبد الله

 



© Copyright by sudaneseonline.com