From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
الرئيس البشير وبياته العشري الثالث...عفوا سيدي الرئيس البكاء غير كاف ولا يمكن تصفير العداد/شول دينق
By
Mar 27, 2011, 16:12

الرئيس البشير وبياته العشري الثالث...عفوا سيدي الرئيس البكاء غير كاف ولا يمكن تصفير العداد

منذ أن قدم العميد عمر حسن أحمد البشير من بانتيو مدعيا المرض (بإعترافه) في العام 1989، إنتفت كافة الحيل لدي أجهزة أمن حكومة الصادق المهدي لإبعاد هذا العميد الإنقلابي من الخرطوم وفشلت هذه الأجهزة في فرض مراقبة لصيقة ولجم التحركات المشبوهة لهذا العنصر، فقام بإنقلابه (وليته لم يفعل) الذي أضفي عليه ألقاب مثل الإنقاذ والثورة.

بالرغم من علم السواد الأعظم من أبناء الشعب السوداني (بما في ذلك راعي الضان بالبطانة) بهوية الإنقلاب، أصر العميد عمر علي قومية الإنقلاب مكررا الأسطوانة المشروخة القائلة بقيام نفر من أبناء القوات المسلحة بهذا التحرك لتصحيح الأوضاع المتدهورة بالبلاد والتي بلغت حد لا يمكن إحتمالها. ومن سخريات القدر أن من يقرأ الآن بيان العميد الأول صبيحة الثلاثون من يونيو ينتابه شعور أن مشروع بيان يخطط له مغامر آخر عام 2011 قد وقع في يديه، حيث تجعل الأوضاع الحالية بالسودان ما ذكرها البشير كمسوغات لقيامه بالإنقلاب عبارة عن كذبة أبريل متأخرة (يونيو) فالوضع أصبح لا يوصف (وبالضرورة لا يطاق) غلاءا وفسادا.

لقد كان الشعب علي دراية تامة بمسرحية أذهب إلي القصر رئيسا وأنا إلي السجن حبيسا، ومع ذلك جئ بأناس (تمومة جرتق) وتم إشراكهم علي عجل بمجلس الإنقلاب لإضفاء نوع من القومية علي الإنقلاب وأوتي بتكنوقراط أمثال سحلول وأبو صالح للتمويه. وسرعان ما تم التخلص من هؤلاء بذات العجلة، حيث توفي إبن أعالي النيل العميد بيو يوكوان في ظروف غامضة بالسلاح الطبي فور عودته من زيارة إلي عطبرة بينما تم إتهام العميد مارتن بالفساد وتهميش اللواء دومينيك كاسيانو وقس علي ذلك إبراهيم نايل وفيصل مدني الذي (قنع من الوليمة بالإيّاب) أصبح ناسيا منسيا، بينما أصبح أهل الجلد والرأس يظهرون بشكل خجول رويدا فرويدا. أما علي الصعيد الداخلي، فقد تأزمت الأمور وقامت الطائرات ولم تهبط في أماكنها المفترضة فإستشهد (ويا للغرابة) أعضاء الإنقلاب الأكثر نفوذا وصداما مع أهل الجلد.....والرأس كمان، ولم يهدأ الهمز واللمز الذي صاحب السقوط المتتالي لطائرات التذكرة الواحدة. تزامن ذلك مع إستخفاف غير عادي بقدرات الرئيس الذي أصبح مرتعدا، فها هو مصطفي عثمان يدعو مصر إلي عدم أخذ ما يقوله رئيسه بشأن حلايب علي محمل الجد كون حديث الرئيس حديث حماسي (طفولي) ويجب فهمه في هذا السياق، وحتي عبدالباسط سبدرات (من أهل الجرتق إياه) جرّب حظه في الرئيس عندما ألغي (كوزير للتربية) إلغاء رئيس الجمهورية للخدمة الوطنية لأطفال الشهادة السودانية فواصل الرئيس مشيته جنب الحيطة.

بعد عشر سنوات وبعد أن آلت الأمور إلي أصحابها وأصبح حبيس يونيو 1989 (الترابي) هو من يحبس الشعب وكان يجهّز خطاب شكر وتوصية للعميد نظير قيامه بدوره علي أحسن ما يكون ذاكرا وجود بضعة في المائة من المفسدين بنظامه، خرج العميد مستعطفا الشعب وقال بالحرف الوحد: "في العشر سنوات الماضية كنا حوار الترابي وتلاميذه، يمين يمين شمال شمال" وكان لسان أهل الشعب: "قبيل شن قلنا...جابتلها يمين وشمال كمان من الترابي الملكي؟" وخرج الرئيس من مسيد الترابي حيث قضي العشر سنوات الأولي. عشر سنوات حسوما والرئيس معتقل عند الترابي. أنكر الرئيس عدم حكمه للشعب في الفترة من 1989 إلي 1999 كما أنكر وجود أي فساد ولسان حال الشعب يقول: "إحتسبنا العشرة أعوام...قول صفر يا ريس أبدأ إنت".

بعد السبات العشري الثاني، شوهد المشير (نفس العميد الكان عيان) وهو يبكي من داخل مسجد بمجمع النور (مجمع والده بعد ما الخير عم الأسرة) بكافوري التي آلت للملاك الجدد، وسبب البكاء كما ذكر بعض الحضور أن المشير (الما عيان وما حوار للشيخ) لم يكن يعلم بوجود فساد بنظامه ولسان حال الشعب يقول: "فيك الخير عرفت فماذا أنت فاعل...يمكن نتضامن معك... إن شاء الله بكا ينفع؟" وما هي إلا سويعات إلا وشوهد يرقص ويتبسم ويهوزز عصاه. يتزامن كل ذلك مع إتهام أشقاء الرئيس وخاله الرئاسي جدا بالفساد وسط إنكاره وإنكارهم والشعب يقول لا تصفير ولا بيات عشري ثالث ودموعنا كملن معك بالحيل.

 

شول دينق  

 



© Copyright by sudaneseonline.com