From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
كسل السودانيين ../توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)
By
Mar 27, 2011, 16:08

بسم الله الرحمن الرحيم

كسل السودانيين ..

توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)

http://www.tewfikmansour.net

  موضوع النكات التي تُحاك وتُحكي بكل خبث عن كسل السودانيين، إنما تدعو لوقفةٍ ودراسةٍ لكي نعرف مصدرها ومن يروج لها ؟. أهي نابعة من منافسة في سوق العمل، خاصة في دول الخليج ؟ أم هي غيرة ؟ أم هي نظرة دونية من بعض الخبثاء والجهلاء وعديمي الإحساس ؟ أم ماذا ؟ فالأمر ربما يكون هيناً وعلينا تجاهله لو توقف عند النكات التي تُحكى للتسلية فقط، ولكنه تعدى ذلك لأوجه أخرى خطيرة . هذا وقد سبق أن تطرقت عبر أخبار اليوم  لكتاب (العقل أولاً)  لمؤلفه المتميز (توني بوزان) (Tony Bozan)، والذي أشرفت على ترجمته وقامت بطباعته ونشره  وتوزيعه (مكتبة جرير) الشهيرة بالمملكة العربية السعودية، وهو كتاب يتناول (خرائط العقل) ومخ الإنسان وجسده في محاولة لكشف أبعاد ذكاء الإنسان، ويركز على أن ذكاء الإنسان يتكون من عشرة أنواع؛ منها الذكاء الإبداعي والانفعالي وغيرهما، ويشير إلى عشر طرق لتحقيق أقصى استفادة من قدرات الإنسان الطبيعية .. هذا وقد قام مترجم الكتاب للعربية متبرعاً ومتصرفاً بتخصيص بضعة أسطر إضافية تبدأ بالصفحة 31 حيث رأى المترجم أن يضيف (من عندياته) ما أسماه ب(التحليل لتنشيط العقل) وذلك بإضافة عدة نكات خبيثة كان أولها نكتة السوداني التي تقرأ (ما الفرق بين الديناصور والسوداني النشيط؟) وتأتي الإجابة (الاثنان انقرضا)!.. هذا ويمكن الرجوع لما سبق أن سطرت في هذا الموضوع بموقعي الإليكتروني حيث أشرت في وقتها لاعتذار مكتبة جرير كتابةً للسودانيين عبر أكثر من صحيفة سعودية، وسحبها مشكورة لجميع نسخ الكتاب من جميع مكتباتها، ومن ثم تم شطب افتراء المترجم على السودانيين، وربما تم عقابه ..

وربطاً بما تقدم وإلى حين أن تبدأ جهة مسؤولة في دراسة أمر النكات التي لا شك تجرح مشاعرنا كثيراً، وخاصة تلك التي تأتي عبر ترجماتٍ وكتب جادة، أشير إلى كلماتٍ أثلجت صدري وأراحتني كثيراً بعمود (الجهات الخمس) بصحيفة (عكاظ) بتاريخ (19 فبراير 2011) للصحفي السعودي المتميز جداً، وهو الأستاذ خالد السليمان، بعنوان (كسل السودانيين) :-

  لا أستسيغ النكات التي ترتكز على أسس عرقية أو عنصرية أو دينية، ففيها استعلاء بغيض وازدراء سخيف، وأولى بصاحبها أن ينظر في المرآة فربما وجد واقع هذه النكات في نفسه  !! ومن هذه النكات نكات انتشرت أخيرا من وحي الثورات الشبابية في بعض البلدان تتناول كسل إخواننا السودانيين في التظاهر ضد حكومتهم، وفي الغالب يكتب هذه النكت و يتبادلها ويضحك عليها أناس يعانون من فراغ في الوقت، وأغلبهم (متسدحين) في المقاهي وغارقين في الكسل الفعلي !! ولو كانوا يملكون قدراً من المعرفة لأدركوا أن الشعب السوداني الذي يسخرون من كسله هو الشعب العربي الوحيد الذي غير ثلاثة من أنظمة حكمه منذ استقلاله، وهو الشعب العربي الوحيد الذي خاض حربا عسكرية ضد المستعمر الإنجليزي بقيادة المهدي في نهاية القرن التاسع عشر !!لكن ماذا أرجو من أجيال (الميلك شيك) و(التشيز بيرغر) و (الكافي لاتيه) ومستحضرات العناية بالبشرة، الذين لا يعرف بعضهم معنى النشاط إلا في صولات وجولات المعاكسات، ومحادثات غرف الانترنت، والتسكع في المقاهي المكيفة بالرذاذ المائي ؟! هل أرجو أن ينزلوا الناس منازلهم، أو يحفظوا قدرهم، أو يرتقوا في ممارسة روح الدعابة والنكتة دون تحويلها إلى سكاكين حادة تجرح بلا إحساس ؟!.

 



© Copyright by sudaneseonline.com