From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
المهم إنقاذ الوطن /نور الدين مدني
By
Mar 27, 2011, 10:21

Date: Sun, 27 Mar 2011 12:33:58 +0000

كلام الناس

نور الدين مدني

المهم إنقاذ الوطن

* التصريحات العدائية بل والتكفيرية التي تلوث الأجواء السياسية وتهدد سلام واستقرار السودان الباقي لن تجبرنا على الإنسحاب عن دفع مساعي الحوار المستهدف الأساسي من غلوائهم.

* لهذا حرصنا على المشاركة في المنتدى التفاكري الذي دعانا له المستشار الإعلامي برئاسة الجمهورية عباس إبراهيم النور حول "مدى التأثر بالثورات في الوطن العربي وانفصال جنوب السودان على مستقبل السودان الشمالي السياسي" التي عقدت نهار الأربعاء بقاعة المكتب الصحفي.

* الدكتور حسن حاج علي عميد كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم طرح رؤوس موضوعات مهمة للاسترشاد بها في خارطة العمل السياسي في المرحلة المقبلة بناها على قراءاته لمستقبل التحالفات السياسية, إلا أن أهم ما ورد في كلمته في المنتدى جاء عند حديثه عن الأسس الفكرية التي ينبغي أن يقوم عليها النظام السياسي.

* دعا الدكتور حاج علي إلى زيادة سقف الحريات وإلى ضرورة إعادة تقويم العلاقة بين الحكومة والأحزاب القائمة, وأكد أهمية القبول الشعبي, وتعزيز الحريات, ووضع الاعتبار لما أسماه بارتباط قضايا الداخل بالخارج.

* الدكتور بهاء الدين مكاوي المحاضر بجامعة النيلين إنتقد سياسة الاستيعاب التي كانت متبعة في النظام السياسي القائم, وقال أنها أثبتت فشلها ولكنه أكد أيضاً إن سياسة الاستبعاد ليست حلا للمشاكل, ودعا إلى ضرورة اعتماد إطار فضفاض يتيح للآخرين التعبير عن خصوصياتهم ونيل مكتسباتهم وتمكنهم من التعايش السلمي في "السودان الباقي" كما أكد أهمية مراجعة التطبيق الفدرالي الحالي وأهمية تحسين سجل حقوق الإنسان وإعادة النظر في إستراتيجية إدارة التنوع الاثني والاتفاق على دستور تشارك في وضعه القوى السياسية.

* هذه باختصار أهم النقاط التي جاءت في كلمتي الدكتورين في رأيى الشخصي، وهي في مجملها تصب لصالح تنقية الأجواء لدفع الحوار السياسي نحو الإتفاق القومي اللازم لتأمين استقرار السودان الباقي وتحقيق الإصلاح السياسي والدستوري والاقتصادي والاجتماعي.

* لهذا نقول أنه لابد من التفريق بين ثوابت المؤتمر الوطني وثوابت الوطن, وعلى الحكماء في المؤتمر الوطني محاصرة أسباب الفتنة بدلاً من مسايرتها لأن تطبيقات البشر تتأثر بالطبيعة البشرية التي تخطيء وتصيب.

* ولا مجال للمزايدة بحكم الشريعة الذي لم يطبق لا في مايو ولا في هذا العهد, لان الشريعة نظام حياة يحقق الأمن والعدل للمسلمين ولغير المسلمين, والذي يحدث الآن خاصة تجاه المواطنين السودانيين من "جنوب السودان" في الشمال وفيهم مسلمون ومؤتمر وطني لا يمكن نسبته لحكم الشريعة.

* كذلك لا يمكن اعتبار السياسات الاقتصادية والمالية القائمة ثوابت دينية أو وطنية وإنما هي سياسات قابلة للمراجعة والتقويم وكذلك الحكم الفدرالي وعلاقات              السودان الخارجية و..الخ

* لذلك قلنا ومازلنا نقول أن المهم هو إنقاذ الوطن وليس إنقاذ (الوطني).


------------------------------------------
صحيفة السوداني
إدارة التحرير



© Copyright by sudaneseonline.com