From sudaneseonline.com

بقلم : عمر قسم السيد
الدولــة الوليدة .. تشخيص حالــة قبل الإحتضـار ! بقلم : عمــر قسم السيد
By
Mar 27, 2011, 10:12

 

الدولــة الوليدة .. تشخيص حالــة قبل الإحتضـار !

 

بقلم : عمــر قسم السيد

 

يُعد البريطانيون أول من سمى جنوب السودان بهذا الاسم وكان ذلك في عام 1921م ، وقد هدف البريطانيون من هذه التسمية إيجاد كيان مستقل ، يكون دولة في المستقبل ، ولكن هناك رأيان يعتبران أساسيين حول التسمية التي أصبحت فيما بعد مشكلة جنوب السودان : يقول الرأي الأول إن المشكلة التي تحولت إلى صراع هي نزاع بين العرب المسلمين والافارقة المسيحيين في الجنوب ، وبالوقت ذاته صراع بين الشماليين والجنوبيين السودانيين ، بينما يذهب الرأي الثاني إلى غير ذلك !

فقد كانت مساهمة جنوب السودان في الاقتصاد القومي السوداني خلال الفترة الممتدة من الاستقلال 1956 إلى توقيع نيفاشا 2005 تساوي صفراً بسبب اغلاق الجنوب وعزله بواسطة الاستعمار البريطاني قبل الاستقلال ، ثم الصراعات والحروب الأهلية التي أعقبت الاستقلال بجولاتها المختلفة الامر الذي أعاق أي تنمية أو تطور في الجنوب ، بل إن الجنوب كان خلالها ذا تاثير سالب علي الاقتصاد السوداني لاعتماده علي الشمال ، بالإضافة إلى تحمل مصروفات الحروب التي كانت دائرة .

وفي المرحلة التي أعقبت اتفاقية نيفاشا وماترتب عليها من قسمة للموارد بين الشمال والجنوب خاصة وأن النفط كان قد سبق دخوله في هيكل الاقتصاد السوداني وأصبح يمثل مورداً هاماً من موارد الدولة ، وبموجب اتفاقية نيفاشا ازداد حجم الموارد المالية المحولة لجنوب السودان بصورة ملحوظة حتى وصل بنهاية عام 2007 الى نحو عشر مليار دولار امريكي .

وبعد الانفصال الذي يتم فعليا على ارض الواقع – دستوريا – فان الجنوب مايزال يعتمد في تجارته على الشماليين الذين يجلبون بضائعهم من الشمال !

لكن بعد توقيع اتفاق نيفاشا بدأ اهتمام التجار الشماليين بالجنوب يتراجع رغم العائد الضخم الذي يجنونه ، وذلك بسبب التهديد الأمني الذي طالهم وكان سبباً مباشراً في عودتهم للشمال وخاصة قبل وأثناء الاستفتاء .

 كما يعتمد الجنوب على بعض السلع الواردة من دول الجوار الإفريقي وهي خمور في الغالب .

ويعول الجنوبيون في الغالب في دولتهم المقبلة على عائدات النفط والمنح الأجنبية ، في حين أن عائدات النفط تشكل خطراً على اقتصاد أي دولة بسبب عدم استقرارها .

وقال وزير الاعلام بولاية الوحدة في جنوب السودان " قديون قرفان: "نحن بحاجة إلى تطوير العمل والتثقيف الصحى ومحاربة الأمراض الفتاكة التى تهدد المجتمع مثل الإيدز، ورعاية الأطفال" !

فالبنى التحتية غير متوفرة هناك برغم ان الحركة الشعبية قد قامت بترحيل ملايين الجنوبيين من الشمال قبل بداية استفتاء تقرير مصير الجنوب للمساهمة دون توفر لهم ادنى مقومات الحياة هناك ، لان همها الاول كان تحقيق مرماها وهدفها الاستراتيجي ، وهو الانفصال !

فانتشرت الامراض وعمّ الفقر بكل اشكاله معظم ولايات جنوب السودان الذي يملك مخزونا اقتصاديا من الارضي الخصبة والامطار الوفيرة التي تمكنه من النهوض بنفسه !

غير ان انسان الجنوب مشهود له بالكسل والتواكل والاعتماد على الغير ، فقد اعتاد بحسب تاريخه الطويل على عدم الانتاج .. والعمل لما يكفيه فقط ، إذ لا طموح لتقديم منفعة لمستقبله او امستقبل اجياله !

وجنوب السودان عموما بعد الابنتخابات العامة وقبيل الاستفتاء اصبح يعاني الحروب والاشتباكات المسلحة .. وانتشر العمل المسلح والقتل العشوائي ، بسبب او دون سبب ، وكاد ان يحوّل المنشقين عن صفوف الحركة الجنوب الى قطعة من نار ، وكل يوم تتناقل الاخبار عن اشتباكات هنا وهناك راح ضحيتها المئات من الابرياء !

فقد اعلن الجنرال المتمرد – منذ فترة ليست بالقصيرة – جورج اطور ،  انه لا يهاب المحكمة الجنائية التي هددوه بها ، وقال ان له مطالب لم تفي بها الحركة ، وان زمامها يسيطر عليه اشخاص بعينهم !

وباقان اموم يحاول تلفيق الأكاذيب لإدانة المؤتمر الوطني بالتورط في تسليح المليشيات الجنوبية التي تقاتل حزبه ..

ولكن بالأمس القريب رفضت إدارة عمليات حفظ السلام الأممية الوثائق – المزعومة – التي قدمها السيد باقان اموم خلال اجتماعه معها الاسبوع الماضي بمباني الامم المتحدة ، واعتبرتها " مزورة " ولا ترقي لإثبات أي اتهام ضد الخرطوم كما زعمت الوثائق !

اما الدكتور لام اكول فقد وجه اتهاماته للحركة الشعبية بتجاوز مقررات الحوار الجنوب – الجنوبي ، من خلال تكوين اللجنة المختصة بتعديل الدستور الانتقالي التي ضمت غالبية أعضائها كوادر من  الحركة الشعبية.

وطالب أكول بتحقيق محايد فى الأحداث التى شهدتها مناطق فنجاك وبانتيو وملكال ، كما

حمّل الجيش الشعبي المسؤولية الكاملة عن الأحداث بتلك المناطق.

ودعا حكومة الجنوب إلى السعي لحل الصراع المسلح عبر الحوار، وحث المتمردين على حكومة الجنوب بالاستجابة للحوار لتجنيب البلاد الاحتراب.

وسلفاكير ، رئيس حكومة الجنوب في ظل كل هذه " الزنقة " لم نسمع له بيانا او إصدار توجيهات تقليل من الأزمة التي يعاني منها إقليمه الملتهب !

فقط يلتزم الصمت .. ولا يمارس سلطاته في حماية مواطنيه من غارات الاغتيالات اليومية .

وباقان فقط .. هو من ينظّر ويهدد ويتوعد

كيف لا .. وهو ابن الراحل الدكتور جون قرنق ، او كما يقول اهل السياسة .

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com