From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
فن التعامل الراقي/جعفر حسن حمودة – صحفي - السعودية
By
Mar 26, 2011, 10:59

فن التعامل الراقي

 

كيف نتعامل مع الآخرين؟ كيف نتعامل في المجتمع وفي البيت والعمل والشارع بأسلوب راقٍ وبطريقة ترضي كل الأطراف حتى لا نُشْعِر الآخرين بأننا نفرض عليهم رأينا بالقوة؟ وهل التعامل في حد ذاته فن الممكن؟

أسئلة طرأت في خاطري منذ فترة، ولم أجد لها إجابة مقنعة، لأنني أسمع وأرى بأم عيني بعض المواقف المحرجة، وكيفية التصرف فيها لبعض الأشخاص، سواء كانوا مسؤولين أم عاديين، أو سواء أكان ذلك التصرف في الشارع أثناء قيادتك لسيارتك، أم في العمل, أو في بعض الأحيان من رئيسك المباشر وبعض المسؤولين في العمل، أو مع جيرانك, أو في ممارسة الحياة اليومية في السوق, أو في أي مكان, تجد مثل هذه الممارسات غير الراقية في التعامل من بعض الأشخاص.

هنالك بعض الأشخاص لديهم حب السيطرة على زمام الأمور سواء كان في العمل أو في الأماكن العامة أو حب التطلع أو الاستطلاع أو التنصت على الآخرين لمعرفة ما يدور من حديث أو ما يحاك حولهم، وذلك في سبيل التقدم إلى الأمام في العمل أو لفت انتباه المسؤولين أو لنزعة داخلية في أنفسهم، لذا تجده يمارس عليك ضغوطاً نفسية أو معنوية، مثل ما يسمى بأسلوب "التطفيش"، أو أسلوب السلطة والتسلط وهو في ذلك لا يريد لأي أحد أن يتخطاه في محيطه العملي أو أثناء سيره في الشارع، لذا تجده يتخطاك بسيارته بأي وسيلة أو طريقة، لذا تجده دائماً يتصدر المواقف أو يتحدث عن نفسه وعن الآخرين في المجتمعات المختلفة وبأسلوب ساخر وبين أفراد الأسرة بما يفعله في الشارع أو في مكان العمل، بكل فخر واعتزاز بنفسه وبما قام به من أدوار ويتباهى بها أمامهم، أو بأنه فعل كذا وكذا، باعتباره هو الأذكى، وهو لا يعلم في الوقت نفسه، أن هناك من سبقه في هذا المجال، أو مارس ما مارسه في فترة سابقة، ولكنه يتعامل بكل صبر وجلد مع الآخرين في الأمور الحياتية أو العملية بطريقة ظريفة وجميلة من دون تعجل في اتخاذ القرارات.

وأيضاً هناك بعض الأشخاص الذين لهم حب السلطة والتسلط أو ممارسة
"الدكتاتورية" في فرض آرائهم على الناس، لذا نراهم دائماً يريدون فرض سطوتهم وسلطتهم وآرائهم على الآخرين، حتى لو كان الذي أمامه أكبر منه سناً وأعلم منه في شتى مناحي الحياة، فلا يراعي تلك الفروق أو السن في ذلك.

وهناك من يأمر و"ينطر" بأعلى صوته ليسمع الآخرون صوته، ليبين لهم أنه هو المطاع وهو الآمر الذي يفرض على الجميع طاعته، وأنه دائماً على حق في كل شيء، أو من أجل وضعه الوظيفي الذي يفرض عليك إطاعته مهما كانت الأمور حتى ولو كانت خطأً، أو هو المخطئ في اتخاذ القرار أو في فرض رأيه وأوامره على الآخرين، وهو في الوقت ذاته لا يعامل كل الناس سواسية، أو يغلظ على أحد في التعامل معه, ويرصده في أدائه وتحركاته.

لذا نقول إن التعامل مع الآخرين هو عبارة عن فن "الممكن" في أسلوب الحديث والمخاطبة، وفي كيفية احترام الآخرين لك، والتعامل بأسلوب راقٍ يفرض على الآخرين احترامك وطاعتك، من دون أن ينفذوا أمراً ما كرهاً أو قسراً.

لذا نقول تبسمك في وجه أخيك صدقة، والكلمة الطيبة عنوان لـ "شخصك"، والتعامل مع الآخرين بـ "فن" يجبر الآخرين على احترامك وتقديرك. والتعامل بتعالٍ وأنفة وتقليل من قدر الآخرين يجلب لك كره الناس في أي مكان وأي زمان, أحب الناس يحبونك واتق غضبة الحليم.

 

جعفر حسن حمودة – صحفي - السعودية



© Copyright by sudaneseonline.com