From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
هل يقرأ البشير وعلي عثمان ونافع هذا الكلام؟!./الطيب مصطفى
By
Feb 15, 2011, 21:56

زفرات حرى

الطيب مصطفى

[email protected]

هل يقرأ البشير وعلي عثمان ونافع هذا الكلام؟!

وتشهد الحركة الشعبية أخيراً على ما كنا حوله نُدندِن وتأتينا أنباء جوبا بما ظللنا نطرق عليه من قديم حول المخطَّط الأمريكي لزعزعة استقرار الشمال بل والمضي قُدُماً في إنفاذ مشروعها المستهدِف لهُويته حتى بعد أن انفصل الجنوب فهل بربكم بعد هذا، وقد جفّ حلقنا من الصراخ، نحتاج إلى أن نذكِّر بأننا لا نزال نشاهد شجراً يسير نحونا كما فعلت زرقاء اليمامة ذات يوم؟!

فقد اجتمع باري واكلي القنصل الأمريكي بجوبا خلال اليومين الماضيين، وعلى هامش اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية بكلٍّ من باقان أموم وياسر عرمان وعبد العزيز الحلو وتناول الاجتماع الإستراتيجية الأمريكية تجاه الشمال (واستخدام الحركة الشعبية وقوى المعارضة لتغيير بنية الدولة السودانية والدور الأمريكي في هذا الصدد)، وأكدت أمريكا من خلال القنصل الأمريكي أنها لن تتخلّى عن قضايا أبيي وجبال النوبة والنيل الأزرق باعتبار أن اتفاقية السلام مستمرة كما أن أمريكا تدعم استمرار الحركة الشعبية في الشمال لتكون قريبة من هذه الملفات) وأكد القنصل ــ يا من يُطربهم الكلام المعسول ويُفرحهم ــ أكد أن الحديث عن التطبيع بين أمريكا والخرطوم لن يتم إلا بعد استجابة الحكومة السودانية لكافة المطالب الأمريكية!! وأرجو ألا تصدِّقوا النفي الأمريكي لذلك الاجتماع فأقسم بالله العظيم إنه تم في حضور من أشرت إليهم مع القنصل الأمريكي في جوبا!!

أهم ما ورد في ذلك اللقاء الذي حضرته بعض القيادات الشمالية ذات العلاقة (الفكرية والتجارية) ممّن نكفّ عن ذكرهم الآن أن القنصل الأمريكي اعترف بأنهم (كانوا يعوِّلون على الحركة الشعبية وقوى المعارضة في إحداث تغيير جذري في بنية الدولة السودانية ولكنهم فضّلوا الخيار الثاني وهو انفصال جنوب السودان ومن ثم العمل على تحقيق هذه الأهداف عبر الحركة الشعبية) وشدّد القنصل على أن أمريكا ستوفِّر (الدعم الكامل للتحالف من خلال التحرك الدولي والإقليمي وحشد الإعلام والمنظمات والأمم المتحدة للتأثير على مجرى الأحداث في السودان)!!

إذن فإن أمريكا فضّلت الخيار الثاني بعد الانفصال والذي ظللنا نتحدث عنه وظل الفريق قوش يذكره خلال الآونة الأخيرة والذي يُعرف بالخطة «ب» بالرغم من اعتراف القنصل بأن أمريكا كانت تعوِّل على الحركة الشعبية لإحداث ذلك التغيير الجذري في بنية الدولة السودانية خلال الفترة الانتقالية السابقة للانفصال من خلال الخطة «أ» التي عندما فشلت تحولوا إلى الخطة «ب».

أقسم بالله العظيم إننا ظللنا نتحدث عن ذلك (التغيير الجذري) الذي يُقصد به إقامة مشروع السودان الجديد وفقاً لرؤية الحركة الشعبية أو ما تشير إليه قيادات الحركة الشعبية من أولاد قرنق (باقان وعرمان خاصة) بالوحدة (على أسس جديدة).. ظللنا نتحدث عن ذلك طوال الفترة الانتقالية بل قبل توقيع نيفاشا وما كنا نرجم بالغيب لكننا كنا نقرأ ذلك في محاضرات جون قرنق الذي كشف فيها ومنذ العام 2002م عن إستراتيجية التفاوض التي نُشرت وكانت معلومة ومتداوَلة حتى داخل مجلس الوزراء وبالرغم من ذلك جاءت نيفاشا!!

أزيدكم كيل بعير وأحدِّثكم عن اجتماع المكتب السياسي للحركة في جوبا والذي تزامن مع اجتماع القنصل الأمريكي مع أولاد قرنق باقان وعرمان والحلو وأرجو ثم أرجو أن تركِّزوا معي قرائي الكرام!!

اجتماع المكتب السياسي الذي عُقد في جوبا يوم السبت الماضي برئاسة سلفا كير رئيس دولة (السودان الجنوبي) ورئيس الحركة الشعبية والنائب الأول لرئيس جمهورية السودان الشمالي رغم أنف دستور السودان وبالرغم من أنه أصبح أجنبياً يعمل على إنفاذ الخطة «ب» في السودان الشمالي!! أقول إن اجتماع المكتب السياسي الذي حضره أولاد قرنق قرر تكوين لجنة قيادية لإعادة تنظيم القطاع الشمالي وتحويله لحزب برئاسة مالك عقار في منصب الرئيس المكلف وعبد العزيز الحلو نائباً للرئيس وياسر عرمان أميناً عاماً لحين قيام المؤتمر العام الثاني ووجّه باعتماد هياكل الحركة الشعبية المنبثقة من المؤتمر الثاني لافتاً إلى دخول أعضاء المكتب السياسي المنتخبين من ولايات الشمال يُضم إليهم ممثلون من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق واعتماد أعضاء مجلس التحرير ليكونوا جميعاً مجلساً للتحرير شمالاً وتم اعتماد هياكل الحركة في الولايات الخمس عشرة بالشمال)!!

هل تعلمون قرائي الكرام أن هذه الأخبار حول تنظيم الحركة الشعبية في الشمال بعد الانفصال وردت على لسان باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية الذي أصبح أجنبياً بعد الانفصال وينتمي إلى دولة أخرى أجنبية هي التي تقرر بشأن تنظيم فرعها في دولة الشمال (الحُرة المستقلة) وتنصب عرمان أميناً عاماً لفرعها في دولة الشمال؟! وهل تعلمون أن أخبار اجتماع المكتب السياسي نُشرت في صحيفة الحركة الشعبية (أجراس الحرية) يوم الإثنين الماضي الموافق 41/2/1102م؟!

ماذا يري نقيبا المحامين السابق فتحي خليل والحالي عبد الرحمن إبراهيم الخليفة بل ماذا يرى الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن وقبل هذا وذاك ما هو رأي السيدين رئيس الجمهورية المشير البشير والنائب الأستاذ علي عثمان حول ما تفعله الحركة الشعبية في الشمال وهل من دليل أكبر من ذلك على التهديد الذي تشكِّله الحركة على أمن الشمال القومي؟!

أوجِّه هذا السؤال مستصحباً حقيقة ما تقوم به الحركة من استضافة للحركات الدارفورية المتمردة رغم كل الجهود التي بُذلت لإثنائها عن ذلك الفعل وكذلك ما أدلى به القنصل الأمريكي في جوبا خلال اجتماعه بأولاد قرنق حول «التغيير الجذري في بنية الدولة السودانية» والذي أكد أنه هدف كانوا يسعون إلى تحقيقه قبل الانفصال ولا يزالون يفعلون بعد الانفصال!!

هل أحتاج إلى تفسير لإصرار الحركة والدول الداعمة لها على منح مواطنيها الجنسية المزدوجة أو الحريات الأربع ولقول باقان لصحيفة (الأحداث) إنهم يريدون حدوداً مفتوحة بين الشمال والجنوب ولقول سلفا كير إن الحدود ستكون على الورق فقط ولحديث بعض الغافلين عن الحدود الناعمة؟!

باقان أضاف أن اجتماع المكتب السياسي الذي ترأسه سلفا كير والذي أقرّ الهيكل المشار إليه لقطاع الشمال الذي سيكون منفصلاً تنظيمياً بعد التاسع من يوليو القادم.. أضاف أن المكتب السياسي اعتمد اسم (السودان الجنوبي) لدولة جنوب السودان!! أتعلمون لماذا اختير ذلك الاسم؟! إذن فاسمعوا عرمان يحدِّثكم فقد قال ذلك الرويبضة العميل إن اختيار اسم السودان الجنوبي (يعزِّز المشاعر المشتركة ويترك أبواب الأمل لوحدة على أسس جديدة مشرعة أو قيام كونفدرالية بين الدولتين) وأضاف أن هذا الاختيار موفق ويرفع من معنويات الشماليين والجنوبيين)؟!

إذن فإن العميل عرمان لا يزال يحلم بالوحدة على أسس جديدة التي أشار إليها القنصل الأمريكي (بالتغيير الجذري في بنية الدولة السودانية) والتي قال عنها باقان مراراً إن الحركة ستعمل من أجلها من خلال الوحدة أو من خلال الانفصال!! هذا العميل يظن أن أحلامه التي تحطّمت بانفصال الجنوب يمكن أن تتحقق ونحن أحياء نُرزق!!

إذن فإن الحركة اختارت اسم السودان الجنوبي لأنها لا تزال تطمع في أن تضم السودان الشمالي إلى دولتها في جنوب السودان من خلال الخطة «ب» ومن خلال (الجنوب الجديد) الذي تحدث عنه باقان وعرمان مراراً والذي يضم النيل الأزرق وجنوب كردفان اللتين منحت نيفاشا الحركة الشعبية موطئ قدم فيهما؟!

على أن المضحك المبكي في حديث باقان والذي ادّخرته إلى نهاية المقال قوله إن الحركة بالجنوب (ستكون حزباً مستقلاً وستقوم بتسجيل نفسها على ضوء قانون الأحزاب في الجنوب أما في الشمال فإنها لا تحتاج إلى تسجيل لكونها مسجلة سلفاً)!! إذن فإن الحركة الشعبية الأجنبية لا تحتاج الى تسجيل في الشمال لأنها مسجلة.. مسجلة حتى ولو تغير نظامها الأساسي وهيكلها التنظيمي ومكتبها السياسي!! بالله عليكم ألا يفقع مثل هذا الكلام المرارة ويفري الكبد وهل يستطيع المؤتمر الوطني أن يفعل في الجنوب وبالجنوب ما تفعله الحركة في الشمال؟!

 



© Copyright by sudaneseonline.com