From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
منظمات المجتمع المدنى الجنوبى و متطلبات المرحلة / سبت ارنست
By
Mar 26, 2011, 10:52

منظمات المجتمع المدنى الجنوبى و متطلبات المرحلة
            سبت ارنست
       شهدت سنوات الاخيرة بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل توسعا مذهلا فى حجم وقدرات منظمات المجتمع المدنى الجنوبى، فقد زدت عددها اكثر من ثلاثة اضعاف من عام2005 حتى 2011م . واصبحت تلعب دور بارز فى رفع الوعى وبناء القدرات باضافة الى دور الرقابى   .كما راءنا ذلك فى الانتخابات العامة التى تمت على جميع مستويات ولايات السودان كاحد استحقاقات الاتفاقية السلام الشامل، وايضا  فى الاستفتاء حول تقرير المصير جنوب السودان. اصدرت تقارير محترمة  بمهنية عالية واحتراف بشهادة منظمات  العالمية المشاركة فى المراقبة .
 ان منظمات المجتمع المدني لا يبرز فقط كجهة فاعلة واضحة على المستوى المجتمعي في أجزاء كثيرة من البلاد، لكنه يتسم كذلك بتنوع ثري في طبيعته وتركيبته. ولهذا السبب، تتفاوت تعريفات المجتمع المدني بدرجة كبيرة.
هناك اختلافات واسعة وعميقة حول  تعريف ومفهوم منظمات المجتمع المدنى، يمكن حصرها في المفهوم الضيق والمفهوم الواسع لهذه المنظمات. وفي المفهوم الضيق لمنظمات المجتمع المدنى، تعرف منظمات المجتمع المدنى علائقياً بأنها تلك المنظمات التى تعمل في المجال الجمعى بين الدولة ومنشآت القطاع الخاص الربحية والاسرة. ويرتبط هذا الجانب العلائقى بالجانب القيمى ارتباطاً عضوياً، اذ تضع هذه القيم الحدود بين الكيانات الثلاثة التى يقع فيها مجال عمل منظمات المجتمع المدنى. والقيم هي:
• غير رابحية: لا تعمل من أجل الربح الذى هو هدف منشآت القطاع الخاص الربحية.
• طوعية: العمل الطوعى أو التطوع. ويعرف بأنه: العمل الذى يؤدى بدون مقابل خارج علاقات السوق. ولا يمكن المطالبة به قانوناً.
• لاتوريث: لا تقوم على الوراثة التى تبنى على علاقات الدم والتى تقصى من لا تشمله هذه العلاقات.
• غير حكومية مستقلة: الاستقلالية من كل الفاعلين الآخرين: الدولة والقطاع الخاص واى فاعلين خارجين.
• نبذ العنف: وهذا ما يضع الحدود بينها وبين الدولة التى تملك وسائل العنف الشرعى.
• ثقافة الحوار وقبول الاخر: قبول الآخر لحل الخلافات والنزاعات بالحوار وبالوسائل السلمية الشفافية والديمقراطية: الشفافية والديمقراطية والاحترام المتبادل والتسامح.
• المشاركة و المحاسبة والمساواة والعدلة بين النوع والفئات العمرية.
• عدم التطلع للسلطة: لا تسعى للسلطة وتختلف بذلك عن الأحزاب السياسية التى تسعى للسلطة.
• انفاذ حقوق الإنسان السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

اما التعريف الواسع لمنظمات المجتمع، او بمفهوم الفعاليات غير الحكومية كما هو وارد في اتفاقية كوتونو. ويأتى تعريف الفعاليات غير الحكومية في الاتفاقية جامعاً لكل ما هو غير حكومى أوتابع للدولة ومانعاً لا يشمل المؤسسات الحكومية. وتحدد الاتفاقية الفعاليات غير الحكومية في المادة (6) في الجزء الاول كالآتى: القطاع الخاص، الشركاء الاقتصاديون والاجتماعيون بما في ذلك النقابات، المجتمع المدنى بكل أشكاله حسب الخصائص الوطنية , ويشمل الروابط القبلية والدينية. يستخدم البنك الدولي مصطلح المجتمع المدني للإشارة إلى مجموعة كبيرة من المنظمات غير الحكومية والمنظمات التي لا تهدف إلى الربح. ولتلك المنظمات وجودٌ في الحياة العامة، وتنهض بعبء التعبير عن اهتمامات وقيم أعضائها أو الآخرين، استناداً إلى اعتبارات أخلاقية، أو ثقافية، أو سياسية، أو علمية، أو دينية، أو خيرية. ومن ثم يشير مصطلح منظمات المجتمع المدني إلى مجموعة كبيرة من المنظمات تضم: جمعيات المجتمعات المحلية، والمنظمات غير الحكومية ، والنقابات العمالية، ومجموعات السكان الأصليين، والمنظمات الخيرية، والمنظمات الدينية، والنقابات العمالية، والمؤسسات.
متطلبات منظمات مجتمع المدنى فعاالة:  

• إعطاء منظمات المجتمع المدني مكانتها اللائقة بتشريعيات وقوانين باعتبارها واجهة مشرقة.
• العمل على حرية واستقلالية منظمات المجتمع المدني، على تقوم الاحزاب أنشاء منظمات تكون معروف وهى واجهات وتنال احترام من المجتمع بدلا من تشويش وجهة المنظمات، 
•  تنسيق بين التنظيات الفعالة  للارتقاء بعملها الى مستوى الطموح وتفعيل دورها لخدمة المجتمع الجنوبى.
• العمل على ان تكون منظمات المجتمع المدني بعيدة عن أي سيطرة أو اى نوع من التأثيرات خارجية.
• فتح قنوات الاتصال وتعاون مع جميع الجمعيات والمنظمات الانسانية والوطنية الحقيقة
•  العمل على فتح دورات تثقيفية وتعليمية لكافة شرائح المجتمع الجنوبى وخاصة فى القرى و الاريف فى مختلف المواضيع .
• انشاء مجموعات قاعدية لتوصيل الرسائل  وخاصة مناطق الناحية  لتاسيس جنوبي مدنى متحضرة تحترم الانسانية
•  الدفاع عن حقوق الانسان خلال القيام بعدة مشاريع في تلك المجالات.
• دعم الأنشطة الثقافية والرياضية وخاصة فيما يتعلق بالطلبة والشباب.
•  رفع الوعي الديمقراطي والوطني  لبناء امة .
• المساهمة في تطوير القطاع الصحي والبيئي.
• تحقيق النفع العام، بنكران الذات.
• تقديم الدراسات والبحوث والحلول المناسبة للمشاكل العالقة كأن اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية ...الخ.
• المشاركة في كافة النشاطات الاجتماعية التي تنهض بواقع المجتمع الجنوبى.
• المساهمة في بناء الدولة الوليدة بعمل على محاربة العادات الضارة التى تعيق من تكوين وجدان جنوبى تجاه قضايا المشتركة
يمكن للمنظمات النجاح فى احداث  التغيير وبناء مجتمع جنوبى ولكن يعتمد على توافر عدة  عواملها اهمها:
 توافر الارادة السياسية من حكومة الجنوب وعلى راسها الحركة الشعبية  ، وجود ارادة وطنية من قبل الاحزاب الجنوبية الاخرى  مؤمنة بالمصلحة العليا  العمل لتحقيقها.
تتمثل دور المنظملت في نشر بمبادئ حقوق الانسان وضرورة احترمها والدفاع عنها ، باضافة الى تعريف بمزايا واهمية سيادة حكم القانون اقامة الدولة المؤسسات ونشر ثقافة الحوار وقبول الاخر
يمثل التعريف باهمية الحفاظ على المكتسبات التى حققت الجنوبين  من صميم العمل منظمات المجتمع المدنى والعمل على تصويب الاخطاء التى رافقتها  عملية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل  وخاصة الفترة الانتقالية فى جنوب السودان .
لكن نجد ان هنالك صعوبة تعوق عمل منظمات المجتمع المدنى فى جنوب السودان منها مايتعلق بالمجتمع وهى تدنى فى مستوى الوعى وصعوبة الحديث عن انعاش هذا الوعى فى هذا الظروف التى تعي
شها المجتمع ،حيث العنف بأنواعها فى اعلى درجاته واقساها  باعتبارها سلوك طبيعية لمجتمع خارجة من حرب اهلى امدت اكثر من خمسين عام ،اضافة الى اعتبارات ثقافية اخرى  ترسيخ  ثقافة العنف بالتالى يصبح من صعوبة التغلب عليها وغيرها من المشاكل التى تمنع نشر ثقافة الحوار و قبول الاخر والمساواة بين الجنسين.
  واخرى متعلقة بالمنظمات نفسها، ويتمثل فى تشريعات واطارة القانونى لعملها، ايضا تعانى من الضعف التنظيمى ومؤسسى ومعرفى، وعدم وجود  استراتيجيات واسس ثابتة وأليات عمل واضحة لهذا المنظمات.
كل هذا المشاكل والتحديات لا يمكن تجوزها الا بفعل عمل اجتماعى وسياسيى قوى وديمقراطى يكون المنظمات من خلالها فاعلا رئيسيا ،حقيقيا ومباشرا وتكون محصلتها وضع المنظمات فى سياقهم المجتمعى الصحيح كقوة تغييرة رئيسة ومبادرة.



© Copyright by sudaneseonline.com