From sudaneseonline.com

بيانات صحفية
بيان تثبيت الحقوق القانونية والتاريخية بأبيي :المجلس التنسيقي الأعلى لإتحاد عام أبناء المسيرية بالمهجر ( الخليج ) .
By
Mar 26, 2011, 10:46

بسم الله الرحمن الرحيم

                                بيان تثبيت الحقوق القانونية والتاريخية بأبيي

                                                " إلى كل من يهمه الأمر "

 

لا يخفى على أي مراقب ومتابع ومهتم بنزاع منطقة أبيي السودانية ، ناهيك عن أفراد قبيلة المسيرية " صاحبة الصفة والمظلمة " ، أن يدرك أن حقوقها في هذه الأرض ، هي حقوق ثابتة تاريخيا وقانونيا - كحقوق أصلية وليست حقوقا  ثانوية تتعلق بالرعي والمياه فحسب ، كما ورد في الوثائق الجائرة الظالمة " بروتوكول أبيي، وملاحقه ، قرار الخبراء ، وثيقة التحكيم المبرمة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية " ولا سيما قرار هيئة التحكيم التابعة لمحكمة العدل الدولية بلاهاى " . حيث أن هذه الهيئة لم تنظر ولم تدرس أو تتداول في الوقائع والمرافعات والوثائق والأدلة التي قدمها المحامي الذي مثًّل حكومة السودان ،  بل إعتمدت ما جاء بوثيقة التحكيم الموقعة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية  ، أي رأت هيئة التحكيم  أن تفصل في النزاع سياسيا " توفيقيا " وليس قانونيا كما كان ينبغي عليها أن تفعل بصفتها هيئة أو محكمة قانون ووقائع أي تفصل في النزاع بعد سماع اقوال الخصوم ودفوعهم ودفاعاتهم وما يسندها من أدلة ووثائق  -  ويكفي للتدليل على ذلك ما ورد بالرأي القانوني الذي كتبه وصرح به القاضي العالم العادل وعضو نفس هذه الهيئة وهو البروفيسور / عون الخصاونة والذي جاء في " 70 صفحة " ، وقد تم نشره في عدد كبير جدا من وسائل ووسائط الإعلام المختلفة الإلكترونية والورقية  وأهمها الإنترنت و جريدة الشرق الأوسط – حيث أكد  فيه الروفيسور عون الخصاونة على عدم عدالة أعضاء الهيئة وظلمهم البيِّن والواضح لقبيلة المسيرية العربية . وقد شايعه ووافقه في رأيه هذا كثير من أساتذة القانون الدولي والعلوم السياسية من السودانيين وغير السودانيين والذين على رأسهم البروفيسور/ الطيب زين العابدين الذي فنًّد رأي البروفيسور عون الخصاونة هذا ، وشرحه شرحا واضحا ومفصلا ، وأبان كل ما تضمنه من خبايا سياسية وعنصرية  . 

إن حقوق قبيلة المسيرية في أرضهم " أبيي " هي حقوق ثابتة بموجب وثائق رسمية " خرائط ترسيم حدود منطقة دار المسيرية بمديرية كردفان والتي تتبع لها أبيي ، وكذلك التقارير والبحوث والدراسات التي أعدها مسئولو الحكم البريطاني إبان فترة حكمهم للسودان ، وتم إعتمادها وتطبيقها والعمل بها من قبلهم  منذ أكثر من مائة عام – هذا ، فضلا عن ثبوت هذه الحقوق بوسائل إثبات معتمدة قانونا مثل وضع اليد على الأرض وحيازتها وحكرها وسكناها والإستقرار فيها وإستخدامها وإستغلالها وفلاحتها .

إن أبيي شمالية ، ولا نحتاج لأي تدليل على هذه الحقبقة الجلية الثابتة ، والتي تُفصحُ عن نفسها  ، وذلك  تأسيسا على ما تم الإتفاق عليه بين طرفي إتفاق نيفاشا " المؤتمر الوطني والحركة الشعبية " ببروتوكول مشاكوس الإطاري الذي تم توقيعه بينهما في عام 2002م ، حيث نص فيه على أن الحدود بين الشمال والجنوب  تظل كما  هي عليه ، أي منذ أن تم ترسيمها عند بزوغ فجر الإستقلال في 1/ 1 / 1956م . عليه ، فإن كل ما تم الإتفاق عليه بين طرفي نيفاشا بما يناقض ما جاء ببروتوكول مشاكوس الإطاري ، وكذلك ما ورد بروتوكول أبيي ،  وقرار الخبراء ،  ووثيقة التحكيم ،  وقرار هيئة التحكيم الدولية بلاهاى – كلها وثائق باطلة وليست لها أي  قيمة قانونية ولا تعترف بها قبيلة المسيرية ولا تقبلها إطلاقا كوثائق يتم بموجبها حسم نزاع أبيي .

إن المفاوضات التي جرت مؤخرا  بأديس أبابا ( أثيوبيا ) بشأن نزاع أبيي تحت مظلة الإدارة الأمريكية ورعايتها وبحضور الرئيس ثامبو إمبيكي ( رئيس لجنة حكماء إفريقيا )  لم تكن مفاوضات مباشرة بين الوفد الشعبي الذي يمثل قبيلة المسيرية والوفد الشعبي الذي يمثل قبيلة دينكا نوك ، وذلك لأن الحركة الشعبية حالت دون السماح لممثلي دينكا نوك من عقد لقاء مباشر مع ممثلي قبيلة المسيرية  لمناقشة الأمر ، وأن يسمع كل طرف رؤية الطرف الآخر للحل ، حتي يتوصلان لإتفاق عادل يتراضيان عليه ، ويؤسس لتعايش سلمي وعيش مشترك وإستقرار في المنطقة بصفة خاصة وفي السودان الموحد أو دولة الشمال و دولة الجنوب  بصفة عامة  -    هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإنه ونتيجة لتعنت  الحركة الشعبية ومداوراتها ومناوراتها وتراجعاتها العديدة والمتكررة عما توافق عليه أثناء تلك المفاوضات   أن قامت الوساطة الأمريكية  بإحالة ملف النزاع بكامله إلى لجنة حكماء إفريقيا برناسة الرئيس / ثامبو إمبيكي ، ويبدو أن الرجل ولجنته لم يستطيعوا التوصل إلى حل يرضي الطرفين لاسيما قبيلة دينكا نوك ، إذ أن هذا هو  ما يفسر إحالة هذا الملف إلى مجلس الأمن ، ليعقد ويفرد له جلسة خاصة إستجابة لطلب ما يسمى ببعض منظمات العمل الطوعي الإنساني ، وبذريعة أن الخلافات بين طرفي نيفاشا (  المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ) قد تفاقمت ووصل التعامل بينهما إلى طريق مسدود بشأن هذه القضية مما أدى إلى نشوب الإقتتال والإشتباكات المستمرة في المنطقة ، والتي نتجت عن الهجمات التي ظلت تشنها قوات المعسكرات التابعة للحركة الشعبية بالمنطقة ، والتي قوامها وقوادها من أفراد دينكا نوك ، والتي خلفت ورائها عددا كبيرا من الشهداء من شباب المسيرية وأطفالها ونسائها وشيوخها ، وآخرها الهجمات التي وقعت على أهلنا العُزًّل  بمنطقة أم بلايل ، وما يزال هنالك جرحى بحالات خطرة ومتأخرة يرقدون بمستشفيات الخرطوم المختلفة .

إننا في إتحاد عام  أبناء المسيرية بالمهجر ( الخليج ) وبالتضامن مع كافة أبناء القبيلة بداخل وخارج السودان نلخص موقفنا ورأينا للحل العادل للنزاع فيما يلي :

أولا : إن الحل العادل الشامل المستدام للنزاع الخاص بتبعية منطقة أبيي ، يجب أن  يتم  وفق إتفاق يتراضى عليه المسيرية ودينكا نوك ، وبناءا على تفاوض مباشر بين الطرفين ، وبعيدا عن الأجندات السياسية  ، وذلك على أساس أنها منطقة ذات خصوصية ، أي أنها منطقة للعيش المشترك والتعايش السلمي بين قبيلة المسيرية وقبيلة دينكا نوك اللتين تساكنتا فيها منذ مئات السنيين . أي أن يستأنف الوفدان الشعبيان الممثلان للقبيلتين إجراءات التفاوض من آخر مرحلة توقف عندها الحوار بينهما وعن طريق ذات الوساطة .   هذا ، على الرغم من أن الجنوب قد إتخذ قراره بتقرير  مصيره بإنفصاله عن الشمال ،  فهو ومنذ إعلان نتيجة الإستفتاء ، قد شرع في القيام  بإستكمال الإجراءات اللازمة لقيام دولته الوليدة. هذا الحل يستبعد إجراء أي إستفتاء بشأن تحديد تبعية المنطقة ، أي تظل تابعة للشمال كما هو الحال الذي هي عليه الآن . كما أن هذا الحل يستبعد أيضا أي محاولة لتطبيق بروتوكول أبيي وملاحقه وإجراءاته ،  قرار الخبراء ، وثيقة التحكيم ، و قرار هيئة التحكيم الدولية بلاهاى حول ذات النزاع .

 ثانيا : أما إذا رفضت قبيلة دينكا نوك ومن ورائها الحركة الشعبية الحل الأول ، وأصروا على إجراء إستفتاء لتقرير تبعية المنطقة وتقرير مصيرها ، فإننا نصر على أن يُكفل حق التصويت لكافة سكان المنطقة من المسيرية ودينكا نوك وغيرهم من السودانيين الآخرين .

ثالثا : عدم قبول قبيلة المسيرية لأي حل آخر من شأنه أن  يُبعدها  أو يُقصيها عن المنطقة أو يُصادر حقها في التصويت بشأن تحديد تبعية منطقة أبيي ، ويجعل هذا الحق حصريا فقط على قبيلة دينكا نوك ، دون غيرهم من السكان الآخرين  ،  والذين أهمهم أفراد قبيلة المسيرية  .

                             وكفى بالله هاديا وموفقا ونصيرا ،،،،،،

                    المجلس التنسيقي الأعلى لإتحاد عام أبناء المسيرية بالمهجر ( الخليج ) .



© Copyright by sudaneseonline.com