From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
(ما قالت خلاص بقيت حبوبة) /نور الدين مدني
By
Mar 26, 2011, 00:35

كلام الناس
نور الدين مدني
(ما قالت خلاص بقيت حبوبة)
*أعلم ويعلم القراء حجم التحديات الماثلة والكامنة التي تواجه الوطن والمواطنين، ولكن للناس هموم أخرى لا تقل أهمية عن هذه الهموم العامة بل إنها تؤثر بشكل مباشر على مجمل حياتهم ومستقبلهم، وأعني بها الهموم الأسرية والعاطفية.
*المدهش في الأمر أن كلام السبت أصبح جاذباً للقراء من الجنسين، ومن مختلف الأعمار، فقد احتجت فتاة عبر رسالة إلكترونية لأنني كتبت يوم السبت في الهموم العامة المكررة المملة المحبطة، تماماً كما انتحى بي جانباً أحد المصلين عقب صلاة المغرب ليقول لي إن الهموم الأسرية والعاطفية لا تقل أهمية عن قضايا السياسة والاقتصاد والثقافة والفن.
*أذكر ذات مرة أن أحد الخمسينيين فاجأني قائلاً أنه يمارس "العادة السرية" رغم أنه متزوج وأب لثلاثة أطفال لأن السيدة حرمه لم تعد ترغب في المعاشرة الزوجية الأهم لتجدد الحياة الأسرية وللصحة النفسية للطرفين.
*أثبتت الدراسات العملية أن ممارسة الجنس بصورة طبيعية تقلل من حالات التوتر الأسري الناجمة من الضغوط الاقتصادية والمعيشية وأن إثارة أسباب التوترات في لحظات الانسجام العاطفي بين الزوجين تؤثر سلباً على إكمال السيموفونية الجنسية وقد تقطعها تماما.
*لا نريد أن نظلم المرأة السودانية التي هي مظلومة أصلا خاصة اللاتي أجبرن على عملية الختان، ولكن لا نبريء ساحتهن من انهيار العلاقة الأسرية الطبيعية واضطرار بعض الرجال للبحث عن هذه العلاقة خارج نطاق الحياة الزوجية إلى حياة زوجية أخرى لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً.
*إن هذه المشاكل لا تخص المرأة السودانية وحدها وإنما هي مشاكل عامة مع اختلاف في درجة هذه المشاكل وتداعياتها، وإن حدث تحسن واضح في اهتمامات المرأة الحديثة وعلى الأخص اللاتي وجدن فرصا للعمل حيث لا بد من المحافظة على درجة من اللياقة البدنية والاهتمام بالمظهر العام.
*إلا أن تاريخ المرأة السودانية يشهد بأن لها سحرها الخاص الذي زانته العطور السودانية المميزة وهي عوامل إيجابية تحسب لصالحها إذا هي حافظت عليها مهما تقدم بها العمر؛ وهذا ما جعل شاعرنا  الكبير ود الرضي عليه رحمة الله يصف إحداهن في قصيدته الرائعة "ست البيت" بأنها حافظت على "بوختا المحبوبة" وهو يقول:
ما قالت خلاص بقيت حبوبة
وتركت بوختا المحبوبة.

------------------------------------------
صحيفة السوداني
إدارة التحرير



© Copyright by sudaneseonline.com