From sudaneseonline.com

قصة و شعر
نص قصصي " أم البدري" بقادي الحاج أحمد
By
Mar 24, 2011, 09:38

نص قصصي " أم البدري"  بقادي الحاج أحمد

 

أم البـــــدري

المرأة الريفية، أم البدري، بنت الجبل، صائدة السمك، جبل أولياء، طعم السمك، صخرة سيزيف.

(1)بنت الجبل

كان يسميها بنت الجبل، أهلها سموها بدرية، سمرتها ناعمة، جمالها هادىْ،  ابتسامتها هي الصاخبة تضج مع بريق العينين الواسعتين. تعمل موظفة معه في البنك نفسه. اختارتها الإدارة لحضور ورشة عمل في تمويل المرأة الريفية. كان عليه أن يوصلها كل يوم بعربته من البنك إلى مقر الدورة والعودة،  بالتالي أصبح حاضر الورشة من منازلهم، لان بنت الجبل تراجع معه ما يحدث خلال اليوم في الورشة.

يشرف على الدورة  خبير أجنبي. المشاركات من بنوك محلية ومن منظمات غير حكومية ومن بنوك دول صديقة – سوريا والأردن. طبق الخبير الأجنبي طريقة (الميتا بلان)، التي تعتمد على تحليل موضوع النقاش إلى نقاط توضع علي أشكال؛ مستطيلة، دائرية، بيضاوية مرسومة على لوحات تعرض أمام المشاركات على السبورة، وبعد نهاية النقاش تعلق اللوحات على جدران القاعة حاملة الملخصات أمام عيون الجميع طول الوقت.

صائدة السمك

امرأة ألقت بنفسها في خضم صيد السمك. كانت تكافح يومياً. أصبحت من أشهر صائدي الأسماك في مياه خزان جبل أولياء. تدير مصيدة أسماك من أجل البيع  والتجفيف وعمل الفسيخ.

طعم السمك

في يوم جمعة المشاركات كن في ضيافة حفل إفطار في استراحة الجبل، حسين وآخرين كانوا ضيوف شرف، نسبة الذكور كانت مثل الشمار في المرقة، لكن الإفطار لم تكن فيه المرقة ولا لحمتها، حتى الفول أختفي في ظروف غامضة في ذلك اليوم؛ السمك المقلي بالزيت كان سيد المائدة. والطلة من فوق  الجبل على مشهد النيل الأبيض على الخزان، في  صباح يوم إفطار استراحة الجبل، ورائحة وطعم السمك كلها كانت مختلفة، لم تكن معهودة أبداً.

(2) جبل أولياء

تمويل المرأة الريفية

ملخص 15 ديسمبر 1994م

مقدمة: تلعب المرأة الريفية دوراً هاماً في القطاع الزراعي في الدول النامية. تمثل المرأة الريفية حوالي 70% من القوة العاملة في المناطق الريفية في السودان.

أم البدري

هي أحد المجموعات الخمسة التي قسمت إليها المشاركات في الورشة. لكل مجموعة أسم وشعار وأغنية أو نشيد. اختارت المجموعة أسم " أم البدري " أسماً للمجموعة وهو يمثل الأحرف الأولي للمشاركات في المجموعة التي تضم بنت الجبل، والاسم أيضا يشير إلى أغنية المجموعة التي أخذت كلماتها من مقولة الشيخ فرح ود تكتوك: " يا ايد البدري/ قومي بدري/ اتوضي بدري/ صلي بدري/ ازرعي بدري/ حشي بدري/ احصدي بدري/ شوفي كان تنقدري."، التي تدعو للبذل و فائدة البكور في العمل. وعليه أسم المجموعة يرتبط بالأحرف الأولي للمشاركات من ناحية وبالتراث السوداني من ناحية أخرى.

شعار المجموعة عبارة عن رسم لكف المرأة الريفية العاملة، في وسط الكف كُتبت نشاطات المرأة الريفية: صيد الأسماك، المخازف، المطاحن والزراعة. على أصابع الكف كٌتبت احتياجات المرأة الريفية: التعليم- الإنتاج – تحسين الدخل – تحسين مستوي المعيشة والإعلام والتوعية.

زيارة ميدانية:

الزيارة كانت إلى منطقة جبل أولياء، التي تبعد خمسة وأربعون كيلومتراً جنوب الخرطوم. يبلغ عدد سكان المنطقة حوالي اثني عشر ألف نسمة، وحوالي ستة ألف نسمة من السكان المٌهجرين – غير النظامين. ترقد المنطقة على الضفة الشرقية للنيل الأبيض، تحيط الإحياء بالجبل من كل الجهات، ماعدا الجهة الغربية، حيث الخزان والنيل الأبيض الممتد نحو المُقرن في الخرطوم، ونحو الشمال.

الأهداف:

·       دراسة العاملين: المقترِضات- البنوك – المدخرون- المنظمات غير الحكومية السوق والعلاقة بينهم.

·       تقييم الأداء المالي للعاملين، تقيم النشاطات الاجتماعية والثقافية في القرية.

·       جمع المعلومات المطلوبة لخطة العمل.

خطة العمل:

بعد تناول الإفطار في استراحة الجبل، المشاركات قسمن إلى سبعة مجموعات، كل مجموعة تضم أعضاء من المجموعات الخمسة الرئيسية، توجهت المجموعات الجديد لأماكن النشاطات في الجبل.

الحيثيات:

في منطقة الجبل يوجد فرعين للبنوك؛ فرع البنك الزراعي السوداني وفرع بنك الكفاية – تابع لمنظمة الدعوة – منظمة غير حكومية. الفرعين قدما قروض للمرأة الريفية في مجالات: صيد الأسماك، المخاوف، المطاحن والزراعة. تتراوح القروض بين خمسون، خمسمائة ألف إلى تسعمائة ألف جنيه، خلال مدة تتراوح بين ستة إلى ثمانية عشر شهراً. التمويل يمثل 1% من سقف القروض الممولة بواسطة فرع البنك الزراعي، حسب إفادة مدير الفرع. لا يوجد تأخير في سداد أقساط القروض. يوجد نقص في المال المحدد لتمويل المرأة الريفية، مع حاجة النشاطات الماسة لتمويل.

النتائج:

بالنظر إلى العاملين في الحقل: المرأة الريفية، البنوك، المنظمات غير الحكومية، والجمعيات نجد أن المرأة الريفية تعاني من الجهل، العادات والتقاليد، إضافة إلى ذلك لا توجد جمعيات تعاونية ولا توجد فروع كافية للبنوك.

التوصيات:

الهدف هو زيادة عدد المستفيدات من تمويل المرأة الريفية كما يلي:

·       تبني برامج تمويلية خاصة بالمرأة الريفية.

·       فتح فروع بنوك جديدة.

·       حل مشكلة الضمان للمقترضات الريفيات.

·       تشجيع الادخار باستخدام فروع المصارف المتنقلة.

·       التوعية عن طريق النشر والدعاية والإعلان.

الخاتمة:

بما أن المرأة الريفية تمثل حوالي 70% من القوة العاملة في المناطق الريفية في السودان. يجب أن لا يركن على الحكومة في التنمية الريفية، وان يتم تطوير النشاطات التقليدية إلى نشاطات حديثة، حيث أن تمويل النشاطات التقليدية بدون تطويرها يمثل إهدار للمال.

(3) صخرة سيزيف

البدري وأم البدري في مواجهتهما المستمرة ل " صخرة سيزيف " بطول الأيام وعرضها؛ حمل الأثقال صعوداً للجبل والتقهقر نزولاً، صعوداً.. نزولاً.. نزولاً وصعودا..  في محاولات مستمرة  وما زالت!!

المرأة الريفية، أم البدري، بنت الجبل، صائدة السمك، جبل أولياء، طعم السمك، صخرة سيزيف.

 

 

بقادي الحاج أحمد

مدينة الخُبر أغسطس 2010م

[email protected]

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com