From sudaneseonline.com

قصة و شعر
تَصبَّّبَ السؤالُ خَجَلاً/إبراهيم خالد احمد شوك
By
Mar 24, 2011, 00:22

تَصبَّّبَ السؤالُ خَجَلاً

 

إبراهيم خالد احمد شوك

 

 

أسفٌ غمر الجوفَ واستثار الخيالْ

القصيدُ استقالَ عن مقامِ الكمالِ واستحالَ المقالْ

أسفٌ أرهقَ الساعدينِ ،

أسفٌ عفر الخدين ،

                                    ومن العينين سالْ

 أسفٌ يعقد اللسانْ ،

أسفٌ حار فيه البيانْ ،

أسفٌ للذى كانْ ،

أسفٌ ضاق بالعشِ...

طار... حطّ على صدر الزمانْ ،

أسفٌ يرتفعُ الآنْ...

يرقبُ الواقفينَ على حافة الهاوية ،

الخصامُ أرخى سدولهْ.....

امتلك الأمر والناصية ،

واستباح المكانْ ،

لك العمرُ المديدُ ياموطن الحب... ياسيدى

أسفٌ حاصر الكيانَ...

كسب الرهانَ...

هل أنت منجدى ؟

أسفٌ حاق بالروح...

شاك مرقدى

أسفٌ نخر اللبَ...

وخز القلبَ.....

واستطاب المقامْ

أسفٌ كالسهامْ

أسفٌ غائر فى العظامْ

أسفٌ والحشى وقد نارْ

هل يصلح العطّارُ ماتتلفُ الأقدارْ ؟

كشّر اليتم عن انيابه ...

وتجرعنا ذل الإنكسارْ

الأسى سيدٌ ...  والندى اهتبالْ

أسفٌ ملك العقل فاحتواه السؤالْ.....

عن صبية مشردونَ... يحملونَ رهق الأجيالْ

ينبشونَ فى المزابلْ...

                                   والجوع مايزالْ

يربضُ فى الدواخلْ...

                                   ويفسدُ الخصالْ

وحين يهجم النعاسُ ينسلونَ لحفر المجاريْ

ويمكثون فى الأسافلْ...

مابين سطو نومهم وخوفهم حيارى

وريثما يحط رهطهم من عنت التجوالْ.....

تنوشهم ... تسوءهم ... تسوقهم سياط خفر السوارى  

جحافلاً..... جحافلْ

فتستطيلُ بيننا وبينهم جبالْ

تكبرُ الأحقادُ فى نفوسهم صحارَى

                       لقهرهم أُسارَى

ويأسهم عُضالْ

تطحنهم مغبّةُ الهزالْ

وقبضةُ السعالْ

تائهونَ.....ساخطونَ.....

هائمونَ تحت وقد الشمسِ

ونحن -عفواً يا أبى- نسرق حلم الأمسِ

نسبى براءة الأطفالْ

 

     *******

 

وحين يكبرونَ ... كيف يعشقونَ ...

كيف يعتدّونَ بانتمائهم ، يقدسون هيبة الوطنْ

كيف نستهينُ بجنوحهمْ...

كيف نرفعُ العيونَ فى وجوههمْ...

ونحن نستذلهم ونستحثهم إلى المحنْ

كيف يا أبى ..... وكيف ؟

حيفٌ عليهم..... حيفْ

الصبية / الرجالْ

ونحن صامتونَ... قاعدونَ...

عاجزونَ عن حماية الآمالْ

ندبّج المقالَ فى حضرة الوطنْ ،

وفى القرار والأفعال نذبحُ الوطنْ

                         وندفعُ الثمنْ!

 

       *******

 

أسفٌ طاف فى السُرى

أسفٌ خاصم الكرى

أسفٌ صال وانبرى

              وأيقظ السؤالْ

عن دم الأجداد والنضالْ

عن موقف الأبطالْ

فى لحظة النزالْ

عن أمة تمزقت أشلاءْ ...

تعمّقت جراحها على مدى الزمنْ

عن تضحيات أفرخت بغضاءْ ...

تبخرت سُداً

من يدفع الوطنْ

لبركة العطنْ

وحافة الوهنْ ؟

أواهُ ياوطنْ

ماأفدح الثمنْ

 

  *******

 

" من كدّ وجدَ "

حكمةٌ عظيمة ...

لكنها فى عُرفنا اليمة...

نجدّ فى المَزارعْ

يثمرُ التعب روائعْ

وحين يقبلُ الحصادُ

يفجؤنا الجرادُ

وسوءُ الطالعْ

فنحصدُ المجاعةْ

وفاسدَ البضاعة

وذل السؤالْ

 

  *******

 

كيف تهون ياأبى القضيةْ

وعظمة الهوية

وتلهنا أطماعنا الشخصية

عن عزة الوطنْ

من المدان ... من ؟؟؟

من يا أبى الضحيةْ ؟؟؟

من يقبض الثمنْ ؟؟؟

يشرّد الأطفالْ ...

يخدع الأجيالَْ ...

يبعثر الآمالْ

يذرى للرياحْ

أجنة الافراحْ

يبذر الأتراحْ

ينكؤ الجراحْ

يستثيرُ فينا عقدة التخاصم العضالْ

 

........

.......

.......

 

بالله يا أبى هل تلد الرجالْ ؟؟؟

هذا هو السؤالْ

هذا هو السؤالْ

هذا هو السؤالْ

 

           



© Copyright by sudaneseonline.com