| ثورة 25 يناير ... ثورة سودانية ؟    ثروت قاسم [email protected]   عقيدة الفرعون الاله  ؟   في مقالة سابقة , اعتبرنا  ثورة 25 يناير حدثأ تاريخيأ , تماما مثل ثورة يوليو 1952 , وثورة عرابي في اواخر القرن التاسع عشر ( عام 1881 ) ! بل ربما اكثر تاريخية ! ذلك انها حطمت عقيدة الفرعون الاله  , التي سيطرت علي الثقافة المصرية  منذ زمن الفرعون الاله   خوفو  , مرورا برمسيس الثاني ( فرعون موسي ) , وباستمرار  , خلال اكثر من 7 الف سنة , حتي الفرعون المخلوع مبارك !    ما سمعنا بفرعون اله مخلوع في ابائنا الاولين , حتي فعلها الثوار في 25 يناير !    الم يقل  الفرعون في الاية 38 من سورة القصص :   ( وقال فرعون ياايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري ) ! ( 38 – القصص )    ثورة 25 يناير , ثورة سودانية !    نحن في بلاد السودان يجب ان نعض بالنواجز علي ثورة 25 يناير , لاسباب كثيرة ومتداخلة , نذكر منها , علي سبيل المثال , ما يلي :    اولا :    كان نظام مبارك عقبة في طريق الاطاحة بنظام الانقاذ ؟   طبيعة الوضع في مصر تؤثر تاثيرا مباشرأ علي الوضع في السودان ! منذ زمن الفرعون رمسيس , مرورأ باتفاقية البقط ( عام 652 )  ,  بين  عبد الله بن سعد بن أبي السرح  وعظيم النوبة ! والتي الزم المسلمون فيها  السودانيين بارسال  360  عبدأ سودانيأ الي امام المسلمين كل سنة ! واستمرت الاتفاقية سارية المفعول , 190 سنة  , حتي عهد الدولة الفاطمية  ( عام  842 ) !
 
 .  ثم جاء  استعمار السودان بواسطة محمد علي باشا الكبير في عام 1821 , فيما يعرف في ادبياتنا بالتركية السابقة ! وبعدها عرفنا الملك فاروق , ملك مصر والسودان ! وسيادة مصر علي السودان التي اتي بها صدقي من لندن !  لم يستسغ جمال عبدالناصر نظاما ديمقراطيأ في السودان ! فعمل بواسطة غواصاته , علي دفع البيه لتسليم السلطة للجنرال عبود ( 1958 )  , لكي يمرر  ( عبدالناصر )  اتفاقية مياه النيل ( 1959 ) ! وعمل عبدالناصر علي قلب نظام الحكم الديمقراطي في السودان في  25 مايو 1969 بواسطة النميري !    اما الفرعون المخلوع مبارك فقد صرح , علي روؤس الاشهاد , واعقب التصريح بالعمل , بانه لن يسمح بدمقراطية وستمنستر في بلاد السودان ! ودعم مبارك نظام الانقاذ الاسلاموي , رغم انه ( نظام الانقاذ )  شارك في عملية اغتياله في اديس ابابا ! وتفوق مبارك علي نفسه في تخذيل العمل السوداني  المعارض, ودعم نظام الانقاذ  الاستبدادي ! حتي يستمر  ( نظام الانقاذ ... المستبد داخليأ والضعيف  خارجيأ )  في الحكم , مما يسهل عملية ابتزازه , ونهب مثلث حلايب منه , وجعله مطية مطيعة في اياديه !   ثانيأ :   نظام الانقاذ ولد مجرم ... ولكنه ولد الرئيس مبارك المدلل !   نظام الانقاذ ولد مجرم ... ولكن البديل له ( نظام ديمقراطي ) أشد اجرامأ وأضل سبيلا , بمنظار الفرعون المصري !  اذن زوال نظام مبارك الفرعوني معناه زوال عقبة كاداء في طريق الاطاحة بنظام الانقاذ الاستبدادي !   ثالثا :   نظام الانقاذ يهدد الوحدة الوطنية في مصر ؟   نظام الانقاذ يتبني رؤية سياسية تنبني علي التفرقة بين المواطنين علي اساس الدين ( لا يعترف الا بالشريعة ) وعلي اساس العنصر ( العروبية ) ! وهذه الرؤية هي الي ادت الي انفصال الجنوب , وحتما سوف تقود الي تفتيت  ما تبقي من بلاد السودان !   أذ توجد في بلاد السودان , كثير من المكونات والقبائل السودانية  غير المسلمة ,  والافريقية ( غير العربية ) ! رؤية نظام الانقاذ الدينية- العروبية الاقصائية تتعارض مع رؤية ثورة 25 يناير ! وربما شجعت هذه الرؤية القاصرة , بعض الجماعات  الاسلامية في مصر  , مثلأ : الاخوان المسلمون , الجماعة الاسلامية , الحركات السلفية والصوفية للمطالبة بتطبيق رؤية نظام الانقاذ في مصر , مما يهدد الوحدة الوطنية في مصر !    وعملا بالمثل  القائل : الوقاية خير من العلاج ! فأنه من المصلحة  المباشرة لحكومة وشعب مصر   , ما بعد 25 يناير , ان تساعدا  قوي الاجماع الوطني والشعب السوداني في الاطاحة بنظام الانقاذ ! واحلال  محله نظام مدني ديمقراطي مبني علي المواطنة , تماما كما في مصر 25 يناير ! والا عمل نظام الانقاذ علي تهديد الوحدة الوطنية في مصر !    رابعأ :    هدية الشباب المصري للشباب السوداني ؟   يمكن اعتبار ثورة 25 يناير كاعظم هدية يقدمها الشباب المصري للشباب السوداني ! الدرس الذي تعلمه الشباب السوداني من الشباب المصري  , ان المثابرة والاستمرارية في المظاهرات السلمية ,  سوف تعري وتكشف هشاشة اجهزة القمع امام العزيمة الشبابية ! ثورة 25 يناير كسرت حاجز الخوف امام الشباب السوداني ! وعلمته ان يتقبل التضحية  في سبيل تحقيق اهدافه الوطنية , كما الشباب المصري !    اصبح الشباب المصري خير قدوة للشباب السوداني !    خامسأ :    هدية الشعب المصري للشعب السوداني ؟   يمكن اعتبار ثورة 25 يناير اعظم هدية يقدمها الشعب المصري للشعب السوداني , في امرين  !   دعم  الشعب المصري ثورة الشباب واصبح طرفا اصيلا في ثورة 25 يناير ! هذه  قدوة سمحة  يقدمها  الشعب المصري للشعب السوداني , وسوف تحفز الشعب السوداني لكي يدعم ثورة الشباب السوداني , ويقف معه في خندق واحد ! حتي النصر !    الامر الثاني ان  الشعب المصري قاد  ثورة مدنية سلمية , جنبت مصر كثيرا من الضحايا ! في ليبيا قاد الشعب الليبي ثورة مسلحة  , فكانت النتيجة حربا  اهلية والاف الشهداء !    أذن ما علي الشعب السوداني الا ان يحذو حذو الشعب المصري,  النعل علي النعل !    سادسأ :    هدية الجيش المصري للجيش السوداني ؟    يمكن اعتبار تجربة ثورة 25 يناير اعظم هدية يقدمها الجيش المصري للجيش السوداني !  وقف الجيش المصري علي الحياد بين الفرعون المستبد والشعب المسالم ! بعكس ليبيا , حيث انقسم الجيش الي قسمين : قسم مع العقيد المجنون وقسم مع الثوار ! رفض الجيش المصري اطلاق النار علي مواطنيه المتظاهرين , بل وقف الي جانبهم , ودعم مطالبهم الوطنية ! وفي نهاية المطاف , ارغم الجيش الفرعون علي التنحي من الحكم , في سلاسة وهدؤ !    نتمني ان  يمشي الجيش السوداني علي خطي الجيش المصري , ويرفض الانقسام بين مؤيد للرئيس البشير , ومؤيد للشعب السوداني ! نتمني ان  يقف الجيش السوداني علي الحياد , تماما مثل الجيش المصري !    نتمني ان  يرفض الجيش السوداني اطلاق النار علي مواطنيه !  نتمني ان  يقف الي جانبهم في قضيتهم العادلة , تماما مثل الجيش المصري !    وحتي النصر !    سابعأ :    ثورة 25 يناير حقنة تطعيم لثورة النيم القادمة ؟   ثورة 25 يناير حقنة تطعيم لثورة النيم القادمة , ضد  فيروسات  نظام الانقاذ الذئبية ! بل بوليصة تامين لها من مخاطر واهوال  ومصائب ابالسة الانقاذ ! بل قرص مسهل لعملية التحول الديمقراطي في بلاد السودان ! انها نسمة منعشة , وبشارة خير , وفال سمح  , استبشر به كل السودانيين !   ثامنأ :   نظام الانقاذ خطر  استراتيجي  علي كل دول حوض نهر النيل ؟   توقيع بروندي في يوم الاثنين 28 فبراير 2011 علي اتفاقية عنتبي الاطارية للتعاون بين دول حوض نهر النيل , سوف يجعل من دولة جنوب السودان دولة مفتاحية , خصوصأ بالنسبة لمصالح مصر المائية ! بها تقوم مصر , او تقع مائيأ ! وموقف دولة جنوب السودان في المستقبل , في كل الامور , وخصوصأ المائية منها , سوف يتحدد علي اساس سياسات نظام الانقاذ تجاه دولة جنوب السودان الوليدة ! اذا استمر نظام الانقاذ في  نهجه الاسلاموي العروبي الاقصائي  , فان العلاقة بين دولتي السودان سوف تكون متوترة , بل ربما تدهورت الي حرب ! وسوف يشكل ذلك خطرا استراتيجيا علي كل دول حوض نهر النيل , وبالاخص علي مصر ! ذلك ان العلاقات المتوترة بين دولتي السودان سوف تجذب اسرائيل للصيد في مياه دولة جنوب  السودان العكرة ! وسوف تمثل اسرائيل خميرة عكننة لمصر , خصوصأ فيما يخص اربعة  امور هامة  :    + مياه النيل  , وعصلجة دولة جنوب السودان في تنفيذ مشروع جنقلي , الذي اصبح مفصليا , بعد توقيع بروندي علي اتفاقية عنتبي !    + الوحدة الوطنية في مصر ( العلاقة بين المسلمين والاقباط )  ! كون العلاقة المتوترة سوف تكون بين السودان الشمالي الاسلاموي والسودان الجنوبي المسيحي ! وسوف تنعكس سلبا  علي الوحدة الوطنية داخل مصر !   + نظام الانقاذ الاوتوقراطي سوف يشكل خطرا علي التحول الديمقراطي في مصر وفي دولة جنوب السودان !    + دول المنبع  الافريقية غير المسلمة في حوض نهر النيل سوف تقف مع دولة جنوب السودان , وضد دولة شمال السودان الاسلاموية العروبية الاوتوقراطية ! وبالتالي ضد دولة مصر , التي سوف تضطر للوقوف مع دولة شمال السودان , كون مصالحهما المائية متطابقة ومتكاملة قصاد دول المنبع !    تاسعأ :    اوكامبو ؟    كما يقول السيد الامام فان نظام الانقاذ ( بنهجه المعادي للعدالة الدولية سوف يجر لنا في السودان , وبالتالي مصر مشاكل مع أجهزة العدالة الدولية ,  في وقت نحن فيه أحوج ما نكون للتعامل الإيجابي ,  مع العدالة الدولية ,  الممثلة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ,   وفي المحكمة الجنائية الدولية  !  لأن مؤسسات العدالة الدولية مهمة لنا في هذه المرحلة التي تخوض فيها الشعوب نضالاً ضد الطغاة !  ومؤسسات العدالة الدولية تمثل رادعاً فعالا  وفاعلا  لتجاوزات الطغاة وعدوانهم على شعوبهم المطالبة بحقوقها في الحرية والعدالة ) !   خاتمة !   للاسباب والاعتبارات المذكورة اعلاه , فان ثورة 25 يناير تمثل قدوة حسنة لثورة النيم  القادمة في بلاد السودان !  |