From sudaneseonline.com

فيصل على سليمان الدابي/قطر
لماذا تخشى إسرائيل من ديموقراطية العرب؟!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي
By
Feb 15, 2011, 13:32

لماذا تخشى إسرائيل من ديموقراطية العرب؟!

 

من الملاحظ أن كل دول العالم بلا استثناء قد رحبت بالثورتين الديموقراطيتين العربيتين اللتين اندلعتا في تونس ومصر على التوالي واطاحتا بنظامين استبداديين عريقين وأحدثتا حراكاً ثورياً ديموقراطياً في معظم الدول العربية فإخذت تباشير الديموقراطيات العربية القادمة تلوح في الأردن واليمن وليبيا والجزائر والمغرب والسودان ، وحدها إسرائيل شذت عن الاجماع العالمي إذ لم تعجبها ديموقراطيات العرب الوليدة بأي حال من الأحوال فقد جاء على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ما يفيد بأن الثورات الديموقراطية العربية في كل من تونس ومصر تشكل زلزالاً سياسياً مدمراً وإن إسرائيل سوف تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة لمواجهات تداعيات الديموقراطيات العربية الوليدة!

 فإذا كانت إسرائيل تقوم ليل نهار بترويج صورتها في كل أنحاء العالم وبالأخص في العالم الغربي على أنها واحة الديموقراطية التي تقع في وسط  صحراء الاستبداد العربي ، فلماذا تخشى إسرائيل من ديموقراطيات العرب الناشئة؟! ولماذا تعلن حالة الطواريء لمواجهة ديموقراطيات العرب مع أنها من أكثر المروجين لمفهوم الديموقراطية على المستوى العالمي؟!

من المؤكد أن فزع إسرائيل من ديموقراطيات العرب يعود لادراكها التام بأن الاحتكام لآليات الديموقراطيات العربية سوف يمكن التيارات الاسلامية المقاومة لاسرائيل من الوصول إلى السلطة وهذا أمر مفهوم ومتوقع في ظل انحسار التيارات الاشتراكية والقومية والليبرالية في الظرف التاريخي الراهن، وهو كذلك أمر مجرب فقد اتت صناديق الانتخابات التركية بالاسلاميين الديموقراطيين وأقصت كل التيارات الأخرى ، وهذا بالضبط ما تخشاه إسرائيل فإسرائيل تعشق الحكومات الاستبدادية التي تقتل الفلسطينيين بالحصار وتقتل الأفارقة الهاربين من جحيم حكوماتهم الاستبداية بالرصاص وتبيع لها الغاز بتراب الفلوس ولا ترغب في رؤية حكومات ديموقراطية إسلامية تدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتعتبر تحرير القدس قضيتها المركزية الأولى!

من المؤكد أن الهواجس الاسرائيلية من الديموقراطيات العربية ترتكز على أوهن الحجج فإسرائيل نفسها تتشبث بكيانها الديني اليهودي مثل تشبث دولة الفاتيكان بكيانها الديني المسيحي واسرائيل تصر على إجبار ملايين المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين المقيمين داخل الخط الأخضر على أداء الولاء لكيانها اليهودي فلماذا تحلل إسرائيل لنفسها ما تحرمه على الآخرين؟ّ! ثم لماذا تقيم إسرائيل اليهودية علاقات سياسية وعسكرية وطيدة مع تركيا الاسلامية إذا كان الاسلام هو بعبعها السياسي الأكبر؟! لعل إسرائيل تحتاج إلى ميدان تحرير فلسطيني حتى تفهم أن الديموقراطيات العربية القادمة سوف لن ترضى إلا بالسلام العادل مع إسرائيل القائم على تحرير كافة الأراضي العربية حتى حدود عام 1967 ، أما تلك العدالة الاسرائيلية التي حكمت على اليهودي الذي قتل عشرات الفلسطينيين بدفع غرامة قدرها قرش واحد فقط لا غير فهي التي ستحرض جحافل المقاومين العرب على الهجوم على إسرائيل من جميع الجبهات فلماذا لا تفهم إسرائيل درس الديموقراطية العربية اليوم وليس غداً ؟!

فيصل على سليمان الدابي/المحامي

[email protected]

 



© Copyright by sudaneseonline.com