From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
ساهموا في إغاثة الشعب الليبي/الطيب مصطفى
By
Mar 20, 2011, 10:47

زفرات حرى

الطيب مصطفى

ساهموا في إغاثة الشعب الليبي

 

نخاطب اليوم قراء «الإنتباهة» والشعب السوداني الكريم لإنجاح مبادرة دعم الشعب الليبي فهو والله يتعرض هذه الأيام لظلم الأقربين والأبعدين وهل من ظلم أكبر من أن يُعمِل فيه هذا الطاغية طائراته ودباباته وراجماته تقتيلاً وتدميراً على مرأى ومسمع من عالم خذول انعدمت فيه قيم المروءة والنجدة والشهامة؟!

هل من ظلم أكبر من أن يجثم أسوأ طغاة التاريخ البشري على صدر شعبه المغلوب على أمره لمدة تجاوزت 24 عاماً ثم لا يشبع ولا يرتوي وإنما يخوض حرباً شعواء لا هوادة فيها ضد شعبه طلباً لشجرة الخُلد وملك لا يبلى وهل بلغ فرعون موسى الذي حكى عنه القرآن الكريم جبروت وجنون هذا السفاح وهل فعل فرعون موسى ببني إسرائيل مافعله هذا المجنون بشعبه الأعزل ولا يزال وهل من تجسيد لآية: «يسومونكم سوء العذاب» التي أنزلها الله تعالى في قرآنه ورُدِّدت بين دفتي كتاب الله عدة مرات أكبر مما نراه ماثلاً أمامنا هذه الأيام في «الزاوية» و«مصراتة» و«أجدابيا» وغيرها من المدن الليبية الحزينة التي لا معين لها ولا ناصر في عالم بات ينظر إلى مصالحه ويتفرج ويتسلّى بصور الموت والخراب التي تمتلئ بها الفضائيات؟!

هذا الطاغية الذي نهب من أموال شعبه 131 مليار دولار والذي تحكي عواصم الغرب عن مغامرات أبنائه وطيشهم ومجونهم وفجورهم ما لم يشهد التاريخ له مثيلاً لا يزال يفتك بشعبه ويفرض نفسه على ليبيا التي اعتبرها إحدى ضيعاته وممتلكاته الخاصة فهلاَّ قدمنا واجب المسلم على المسلم وكشفنا عن معدن الشعب السوداني الكريم وكفّرنا عما يقترفه بعض أبناء السودان الذين باعوا أنفسهم للشيطان وباتوا يرتزقون بفتات من عطايا الفرعون فيقتلون ويدمرون ويخربون دينهم ودنياهم ويشوهون سمعة هذا الشعب العظيم الذي انحدر بعض بنيه إلى القاع وحطّوا من قدره ومرغوا سمعته في التراب وجعلوه أحاديث تلوكها ألسنة العالم فوا خزياه ووا فضيحتاه؟!

إننا نخاطب الأفراد كما نخاطب المنظمات ونستغيث بالمؤسسات والمصارف والشركات ورجال الأعمال ونستنجد بأهل المروءة في سبيل تقديم شيء نعذّر به إلى الله ويكون رصيداً لكل من أسهم ولو بشق تمرة يوم يتوسل الناس إلى رب الناس أن يستنقذهم من النار. سنفتح بإذن الله الحسابات في المصارف ونعلن عنها وتُتاح مواعين استقطاب الدعم العيني والمادي والصحي فهلاَّ أنجحنا هذا الجهد وهذا العمل الذي سيصاب كل شعب السودان بالخزي والعار إذا لم يبلغ مداه ويحقق غاياته وهلاَّ شددنا المئزر وشمّرنا عن ساعد الجد وأرينا العالم حقيقة الشعب السوداني واستجبنا لداعي الله!

بين باقان والمنبطحين!!

 

 أجيبوني بربكم لماذا كل هذه الضجة التي أثارها عدو شعب السودان الشمالي وعدو الله ورسوله باقان أموم الذي حلّ علينا منذ قدومه إلى الخرطوم عقب توقيع نيفاشا كما يحل الطاعون أو السرطان على الجسد المعافى؟!

باقان بدلاً من أن يتهم المؤتمر الوطني بالعمل على إسقاط حكومة الحركة الشعبية صعّد هجومه مباشرة إلى الرئيس البشير وليس إلى شخص آخر مما يعكس طبيعة هذا الرجل الحقود الذي لا يعرف غير التصعيد وغير أن يجعل على الدوام من الحبة قبة والذي يسعى إلى تعكير الأجواء تماماً كما يفعل البوم «البعجبه الخراب» ولذلك لا غرو أن أُطلق عليه من قديم ومنذ أحداث الإثنين الأسود لقب «طائر الشؤم»!!

العجيب في الأمر أن دعاوى باقان التي ملأ بها الدنيا وشغل بها الناس تمخضت عن لا شيء بعد أن ثبت أنه كان يعتمد في اتهاماته وادعاءاته على وثائق مزورة تمكّنت القوات المسلحة من دحضها وبيان عوارها لكن هب أن تلك الوثائق كانت صحيحة وأن القوات المسلحة تدعم بالفعل الثوار في جنوب السودان فما المشكلة في ذلك؟!

ألم تستضف الحركة الشعبية الحركات الدارفورية المتمردة على سلطان الدولة السودانية والتي تشنّ حرباً تقتل فيها المدنيين وتغير على المدن؟! هل من شك في أن مناوي كان يقيم في جوبا بينما كانت قواته تروع الآمنين في دارفور؟! هل من شك في أن قوات خليل وعبدالواحد كانت ولا تزال تقيم في بعض ولايات جنوب السودان؟!

دعكم من هذا.. ألا تقوم الحركة الشعبية بقيادة قوى الإجماع الوطني في قلب الخرطوم بل وفي دارها وتعلن على رؤوس الأشهاد عن خروجها في مسيرات تهدف إلى إسقاط النظام؟! ما هو الشيء الذي يتهم به باقان حكومة الخرطوم ولا تقوم حركتُه بفعله جهاراً نهاراً وبدون أدنى حياء أو تستُّر؟! مشكلتنا مع المؤتمر الوطني الذي يصر على ممارسة هوايته في فقع مرارتنا آناء الليل وأطراف النهار.. مشكلتنا معه أنه أصبح منذ زمن حزبًا مدجنًا بعد أن خلع أسنانه وأغمد سيفه وصار يحسب كل صيحة عليه لا يهاجم إلا لماماً ولا يزأر ولا يثأر حتى وإن اُعتُدي على عرضه وشرفه بل يكتفي على الدوام بالدفاع أما الهجوم فقد بات من رابع المستحيلات وهل يملك من اعتمد الانبطاح سياسة والتثاقل إلى الأرض عبادة أن يهاجم أو أن يكشر عن أنيابه؟! أما كان من الممكن أن يعقد أحد قادة المؤتمر الوطني مؤتمراً صحفياً يعلن فيه عن تزوير الوثائق ويردف ذلك بالقول: «لكن دعنا نفترض أننا نعمل على إسقاط حكومة الحركة الشعبية الا تقوم الحركة بالعمل على إسقاط حكومة المؤتمر الوطني وتعلن عن ذلك على رؤوس الأشهاد وتجتمع وتسير المسيرات والمظاهرات من أجل تلك الغاية وذلك الهدف»؟!

ماذا بربكم سيحدث إذا قام المؤتمر الوطني بعقد مؤتمرات صحفية في جوبا على غرار ما يفعل عرمان واستضاف الأحزاب الجنوبية المعارضة لحكومة الحركة الشعبية بما في ذلك حزب التغيير الديمقراطي وعقد تحالفًا معها وطالب بإقامة مسيرة «لقوى الإجماع الوطني» في جنوب السودان تهدف إلى ما ظلت تعلن عنه قوى الإجماع التي يرأسها أبو عيسى وعرمان؟! ماذا لو طالب بالتحول الديمقراطي وبإطلاق سراح تلفون كوكو كما تفعل الحركة وهي تطالب بإطلاق سراح الترابي؟! مجرد أسئلة... أرجو من المؤتمر الوطني أن يجيبني، ألست محقاً في طرحها ثم أما آن الأوان لتطبيق مبدأ العين بالعين والسن بالسن؟!



© Copyright by sudaneseonline.com