From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الجمهورية وأعضاء المكتب القيادي للوطني/الطيب مصطفى
By
Mar 18, 2011, 22:29

زفرات حرى

الطيب مصطفى

رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الجمهورية وأعضاء المكتب القيادي للوطني

 

أفسح المجال للأخ الصحافي المتميِّز عبد النبي شاهين الذي جاء إلى السودان من مقر عمله في السعودية في مهمة قصيرة تعرض خلالها إلى ما حكى عنه اليوم في الأسطر التالية.

عبد النبي يحمل مشروعاً عظيماً حول إنشاء منظمة وطنية للشفافية في السودان بذل جهدًا كبيراً في إعداده وأرجو أن يرى النور ويوضع موضع التنفيذ.

سيدي الرئيس والسادة أعضاء المكتب القيادي بالوطني: قبل نحو أسبوع وصلت إلى الخرطوم قادمًا من الرياض حيث أُقيم وأعمل، وذلك خصيصًا لمتابعة ملف كنت قد رفعته إلى مقامكم الكريم سيدي الرئيس  وإلى السيد نائب الرئيس والسيد رئيس المجلس الوطني منذ تسعة أشهر تقريبًا بواسطة أحد أعضاء المكتب القيادي لتأسيس منظمة وطنية سودانية للشفافية ومكافحة الفساد، حيث سجلت في هذا الملف خلاصات عدة مؤتمرات دولية وإقليمية وعربية حول مكافحة الفساد شاركتُ فيها وسودنتُ بعض أفكارها وأضفتُ لها من جانبي الكثير، فضلاً عن فحوى اتفاق كنت قد عقدته مع مسؤولي المنظمة الدولية للشفافية ومكافحة الفساد لتوفير الدعم الفني والخبرات للمنظمة الوطنية في حال إنشائها.

وكان هدفي من زيارة السودان هو البحث عن طريقة لمقابلتكم سيدي الرئيس خاصة بعد أن أعلنتُّم عن توجه لإنشاء مفوضية لمكافحة الفساد رغم أن مشروعي لا يتقاطع بالضرورة مع هذا التوجه بل يدعمه، وقدّم لي أحد الأصدقاء العون في ترتيب لقاء مع الفريق صلاح عبد الله قوش بصفته مستشارًا لكم ليساعدني في مقابلتكم.

حملت معي الملف المذكور أعلاه وذهبت حسب الموعد المحدد لي لمقابلة الفريق قوش الذي اعتذر عن الموعد بعد وصولي إلى مكتبه وطلب حضوري في اليوم التالي، فاقترح لي سكرتيره الخاص وهو العميد عبد الرحيم عباس مقابلة نائبه اللواء حسب الله عمر الأمين العام لمستشارية الأمن القومي لمجرد إطْلاعه على الفكرة والتعرف عليه رغم قناعتي بأن المستشارية أو أي جهة حكومية أخرى لا علاقة لها بمشروعي إلا أنني أطلعته على الفكرة من باب «الونسة»، وأبدى إعجابه بها وطلب مني الحصول على الملف المذكور أعلاه والذي كنت أحمله معي وذلك لمجرد الاطّلاع عليه فأعطيته وليتني لم أفعل، فقد فاجأني بأنه يريد تبني المشروع، وقال لي بالحرف الواحد «اختر أي مقر لمنظمتك وسوف أدفع لك إيجارها وأعطيك سيارتين ومصاريف تشغيلية لمدة ستة أشهر أو حتى سنة كاملة» فقلت له إن المستشارية إذا تبنّت هذا المشروع فإن ذلك يعني موته قبل أن يولد وإن الشعب السوداني لن يصدق تقارير منظمة أنشأتها أجهزة الأمن أو استشاريتها وخرجت من مكتبه.

وفي اليوم التالي عدتُ لموعدي المحدد مع الفريق صلاح قوش ولكنني ذهبت إلى اللواء حسب الله لاسترداد ملفي غير أني فوجئت للمرة الثانية بأنه يرفض أن يعيد لي الملف في اعتداء صارخ وسافر على جهد فكري لم يبذل فيه أي شيء، وعندما تمسكتُ بموقفي في استرداد الملف طلب مني السماح له بتصويره، فلما رفضتُ طردني من مكتبه غير أنني رفضتُ الخروج قبل الحصول على ملفي المعنون أصلاً للسيد رئيس الجمهورية، رفع سماعة الهاتف لاستدعاء رجال الأمن لإخراجي بالقوة من مكتبه، فخرجت وقال لي إنه يريد فقط قراءة الملف وإرجاعه لي بعد قراءته.

وفور خروجي من المكتب أغلق الباب خلفي بالمفتاح حتى يتمكن من تصوير الملف حيث إن لمكتبه بابًا آخر غير الذي خرجت منه، ليخرج بعد دقائق ويسلم الملف أمام ناظري إلى السكرتارية ويطلب منهم وبكل قوة عين وجرأة في الظلم وسلب الحقوق الفكرية عدم إعطائي الملف الذي أحضرته معي من السعودية خصيصًا للسيد رئيس الجمهورية، وعندما حان موعد لقائي مع الفريق صلاح قوش دخلت عليه وقبل جلوسي طلبت منه إحضار الملف من السكرتير وقد فعل، وشرحتُ له ما بدر من أمين عام الاستشارية من مصادرة بالقوة لحقوق ملكية فكرية وتعامُل غير أخلاقي مع ضيف دخل إلى مكتبه لمجرد التعرف عليه وإطلاعه على مشروع لم يولد بعد، فإذا به يصادر المشروع بأكمله بتصوير نسخة منه وبالقوة لينفذه بطريقته الخاصة أو ليقدمه باسمه إلى رؤسائه أو لينشئ منظمة يتحكم هو وأمثاله في أدائها.

سيدي الرئيس والسادة أعضاء المكتب القيادي بالوطني لقد وجدت كل احترام وتفهُّم من الفريق صلاح قوش هذا الرجل الذي يحمل هموم الوطن في فكره وقلبه غير أن وجود شخص مثل حسب الله الذي يبدر منه مثل هذا التصرف في جهاز حكومي مهم يتولى ضمن ما يتولى حوارًا مع الأحزاب السياسية هو في حد ذاته الفساد بعينه ويكفي إضافة إلى ما بدر منه معي ما أعلنه على الملأ وعلى صفحات الصحف «الإنتباهة» العدد 1805 بتاريخ السبت 12 مارس 2011م عندما قال «فلتذهب الشريعة الإسلامية إذا اتفقت الأحزاب على إلغائها».

سيدي الرئيس والسادة أعضاء المكتب القيادي بالوطني لا أفهم كما لا يفهم العديد من المراقبين السياسيين للشأن السوداني في الداخل والخارج الهدف من الإبقاء على أشخاص مثل حسب الله في مفاصل الجهاز الحكومي والأدهى والأمرّ وجوده ضمن عضوية المكتب القيادي الذي يرسم حاضر ومستقبل السودان الذي يوجد بين شعبه من هم أكثر وطنية وحنكة سياسية وغيرة على الدين والوطن من هذا الحسب الله.

وأسألكم بالله سيدي الرئيس ـ هل يُرجى من شخص يعتدي بالقوة، مستخدمًا سلطاته ووظيفته «الأمنية» وبكل عجرفة على جهد فكري لضيف دخل مكتبه آمنًا مطمئنًا ـ أن يقدِّم الخير لهذا الوطن أو لشعبه أو حتى للحزب الذي ينتمي إليه ولا أدري إن كان انتماءً فكريًا مؤصّلاً أم مصلحيًا مسطحًا فرضته مقتضيات الوظيفة والاستمرارية فيها وأكل العيش، مثل هؤلاء الذين كانوا يرفعون الصوت عاليًا دفاعًا عن الحزب الوطني في مصر ثم كانوا أول الهاربين منه فور أن غرقت سفينته.

سيدي الرئيس إن هذا الملف سبق أن رُفع إلى مقامكم الكريم للمرة الثانية قبل عدة أسابيع بواسطة أحد القيادات الفكرية النزيهة ومن الغيورين على الدين والوطن، كما قُدِّم الملف نفسه إلى كلٍّ من نائب رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الوطني منذ عدة أشهر كما ذكرت في مستهل هذه الرسالة، وأناشدكم التدخل لمنع هذا الحسب الله من التصرف في هذا الملف أو تسريبه لآخرين للتصرف فيه، فهو في نهاية الأمر إنما موظف يعمل تحت إمرتكم.

عبد النبي شاهين

* صحفي مدير مكتب صحيفة » Gulf News »

ومراسل » Los Angeles Times » الأمريكية في الرياض ـ السعودية



© Copyright by sudaneseonline.com