يا سيادة الرئيس أحمل عصاك وأرحل

يا سيادة الرئيس

قد صبر عليك الشعب حتى أعياه الصبر

ودعا عليك حتى ظن بعضه أن السماء ما عادت تسمع دعاء المظلوم

ثم تـذكر أن عليه أن يعقلها ثم يتوكل

فقرر أن يفعل فعلة العربي فيبيع ناقته ويفرجها على رقبته كما تقول حكاية شعبية شهيرة في دار حمر،

قرر شعبنا يا سيادة الرئيس أن يقرر مصيره بنفسه،

قرر أن يخرج مثل شعوب الأرض التي علمها من قبل مرتين كيف يمكن لشعب أعزل أن يطيح بنظام ديكتاتوري

فأحمل عصاك وأرحل

شعب السودان لن ينسى أنك:

1- ذات ليلة من شهر يونيو 1989 أطحت بسلطته الديمقراطية التي إختارها وفقا لإرادته وفي إنتخابات حرة وديمقراطية.

2- أنك عطلت دستوره الذي تراضى عليه منذ الإستقلال وما أنفك يعيد العمل به كلما أطاح بديكتاتور.

3- أنك حظرت أحزابه ونقاباته ومنظمات مجمتمعه المدني التي كونها بإرادته ،

4- وعندما سمحت بعودة النقابات ومنظمات المجتمع وضع من القوانين ما سلبها إستقلالها وحولها من منظمات طوعية لأعضائها لمنظمات حكومية وشبه حكومية يتحكم فيها عملاء الأمن والنظام.

5- أنك أعتديت على حقوقه الأساسية فأعتقلت وعذبت وأعدمت وقتلت بالرصاص الحي وقتلت تحت التعذيب، قتلت داخل الجامعات وفي بيوت الأشباح، وفي الشوارع، وشنقت بلا قانون وأعدمت بلا محاكمات وبمحاكمات صورية

6- أنك شردت الآلآف من كفاءات الخدمة المدنية والمهنيين والعمال وأفراد القوات المسلحة والشرطة والسجون وقوات الجمارك والمطافئ وحرس الصيد، وأحللت أعوانك متجاوزا كل شروط الخدمة المدنية والعسكرية، وأهدرت الحق المتساوي للمواطنين في التنافس على وشغل الوظائف العامة وحرمت البلاد من مجهودات وقدرات كفاءاتها وعلمائها ومهنيها وكفاءاتها العسكرية

7- أنك أشعلت الحرب في أطراف البلاد كلها وفوجت الطلاب والشباب ليلقوا حتفهم في نيران حروبك، فلم تكتف بتحويل حرب الجنوب لحرب دينية، بل أعلنت صراحة أنك أتيت بالقوة ومن أراد منازلتك فيفعل ذلك بالقوة مما دفع أطراف البلاد وقواها السياسية لحمل السلاح.

8- أنك عملت على أن تخلق العداوات بين مكونات الشعب السوداني فجندت الميلشيات وأثرت النعرات القبلية وجندت وسلحت الجنجويد للقيام بجرائم حرب ضد أهل دارفور، وأستعملت الغذاء والإعتصاب وقتل المدنيين والنساء والأطفال وحرق الحقول وقتل الماشية.

9- أنك عندما أجبرت للجنوح للسلام في نيفاشا لم تعط السلام حقه فلم تعيد الحقوق لأهلها ولم تلغ القوانين أو تعدلها لتتلاءم مع الدستور المؤقت، ولم تلتزم بإتفاقية القاهرة وأبوجا وأسمرا وما زلت تتآمر على إتفاقية جبال النوبة حول المشورة الشعبية.

10- وأنك همشت القادة الجنوبيين وأحتقرتهم وجعلت منهم شركاء صوريين مما دفعهم للإنحياز للإنفصال بدلا من أن تقوم بكل ما هو ضروري لتجعل الوحدة جاذبة

11- وأنك أرتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور فوفقا لأوامرك وتحت سمعك وبصرك ودون أن تتدخل لإيقاف الجرائم قصفت وأحرقت القرى وقتل المدنيين والنساء والأطفال والمسنين وهجر الملايين من أراضيهم.

12- ورفضت مطالب أهل دارفور المشروعة في إقامة إقليمهم وتشكيل حكمهم الإقليمي وفقا لإرادتهم

13- وأنك خربت الإقتصاد الوطني فحطمت زراعته وصناعته وسككه الحديدية وبعت شركاته ومؤسساته ومصانعه لأعوان النظام والأجانب، بل وتخطيت ذلك ببيع أراضي البلاد للأجانب.

14- أنك خربت تعليمه العام وكنت قد إستلمت تعليما مجانيا متاحا للجميع فأصبح تعليما للخاصة، وأصبح أبناء الشعب العاديين يعانون في دفع المصروفات وفي الإجلاس في المدارس وإنعدام الكتب وأدوات التدريس وتدني مستوى المعلمين وفراغ المناهج نفسها رغم زحمتها بكل ما هو غير مفيد،

15- وخربت تعليمه العالي وطردت خيرة أساتذته وحرمت طلابه من الداخليات والغذاء وأفقرت مكتباته ومعامله وورشه ومختبراته، وجعلت مستواه في قائمة أدنى تعليم في العالم بعد أن كان يشار إليه بالبنان.