From sudaneseonline.com

كلام عابر بقلم : عبدالله علقم
الكتاب السوداني في معرض االرياض/عبدالله علقم
By
Mar 18, 2011, 09:32

(كلام عابر)

الكتاب السوداني في معرض االرياض

أمضيت بضع ساعات  من يوم الخميس  العاشر من مارس في  معرض الرياض الدولي للكتاب الذي استضافه المقر الفخيم لشركة معارض الرياض في العاصمة السعودية. فخامة المكان واتساعه للعارضين والزائرين  والخدمات المتنوعة الموفرة بسخاء للعارضين والزائرين  أضافت كلها  ألقا للمناسبة  العظيمة التي تجيء مرة واحدة في السنة والتي أمها   عدد كبير من الزوار  من الجنسين ومن أعمار  وجنسيات مختلفة  وهو أمر ملفت للنظر في عصر الانترنت والقنوات الفضائية وتراجع هواية قراءة الكتاب الورقي.

في هذه المرة تمثّل كل السودان (بأمياله المليون حتى شهر يوليو القادم) بدار نشر واحدة  هي دار قاسم ،في حين تراوحت مشاركات الدول العربية بأعداد متفاوتة من الناشرين ، أربعين دار نشر في حالة مصر ولبنان مصر وداري نشر فقط لسلطنة عمان واليمن. كان الإقبال شديدا على جناح السودان مقارنة بالأجنحة الأخرى  رغم ضيق مساحة الجناح التي كلف إيجارها رغم ذلك مبلغ 6.000 ريال سعودي، ورغم قلة المعروض ، وكان الطلب على أعمال الطيب صالح يفوق العرض مثلما حدجث في  المعرضين السابقين. زاد من قيمة المشاركة السودانية رغم بؤسها، وجود قامة طويلة مثل البروفيسور قاسم عثمان نور  بنفسه في الجناح، قامة أكثر طولا من كل العارضين. البروفيسور قاسم ، كما هو معروف هو أستاذ علوم المكتبات والمعلومات في عدد من  الجامعات السودانية والأديب والباحث المعروف، وصاحب دارقاسم المشاركة في المعرض. شكا البروفيسور قاسم  من الصعوبات التي تواجهها دور النشر السودانية التي تحرص على  المشاركة في المعارض الخارجية، وهذه الصعوبات لا تقتصر فقط على غياب دعم وتسهيلات الدولة ، ولكنها تمتد  إلى الجبايات المفروضة على  الكتب المصدرة للمشاركة في المعرض الخارجي والجبايات الأخرى التي تنتظر ذات  الكتب العائدة مرة أخرى للسودان ولم يتم بيعها في المعرض ،وهي جبايات غير عقلانية  ترفع تكلفة الكتاب السوداني في مثل هذه المعارض. يضاف إلى ذلك الاجراءات المطولة والمعقدة التي تواجه الناشر المشارك في المعارض الخارجية والتي تبلغ أحيانا رفض منح تأشيرة خروج لبعض الكتب المشاركة، وفي ظل هذه الظروف السالبة  تصبح مشاركة الناشرين السودانيين في معارض الكتاب خارج الحدود أمرا مكلفا بالغ المشقة قد يعود عليهم بخسائر مادية كبيرة.

الأمر في مجمله يتطلب  ثقافة جديدة من التعامل مع الثقافة والمعرفة  من منظور يتناغم مع روح العصر، وإذا لم يكن في وسع السلطات الحكومية المعنية  تقديم الدعم للناشرين وتسهيل النقل المخفض أو المجاني  لهم على متن  طائرات الناقل الوطني(بعد فك أسره من عارف وشركاه)،ففي وسعها بكل تأكيد، وبلا تكلفة، أن تكف عنهم أذى الإتاوات والجبايات وتسهل لهم الإجراءات لتكون المشاركة السودانية في معارض الكتاب الخارجية أكثر إيجابية ومرآة للتنوع والثراء الثقافي الذي يتميز به السودان.

التحية للعالم الجليل البروفيسور قاسم عثمان نور الذي كان ممثلا مشرفا للسودان  رغم كل هذه الظروف ورغم أنه لم يجد المساحة التي يستحقها  في إعلام المعرض.

(عبدالله علقم)

[email protected]

 



© Copyright by sudaneseonline.com