From sudaneseonline.com

بقلم : هلال زاهر الساداتي
دارفور والأمين غير الأمين/هلال زاهر الساداتي
By
Mar 17, 2011, 21:23

دارفور والأمين غير الأمين

الأمانة حمل ثقيل لم تستطع حمله السموات والأرض والجبال وأشفقن منها وأبين أن يحملنها وحملها الانسان فكان ظلوماً جهولا , هكذا أخبرنا خالقنا تعالي في كتابه الكريم , وأحسب أن من يتصدر للعمل العام يجب أن يضطلع بتكاليفه بتجرد ونزاهة نابذاً هوي النفس ومغريات الحياة من منصب أو جاه أو مال .

هذه مقدمة لابد منها , فقد صرّح الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسي معلقاً علي قرار الجامعة بفرض حظر جوي علي ليبيا إزاء ما يفعله العقيد القذافي ضد الشعب الليبي من قصف جوي وبري وبحري , وهي حرب إبادة ضد المدنيين العزل مما أفقد نظام القذافي أي شرعية , وقال الأمين إنه ليست هناك حاجة لفرض حظر جوي علي دارفور , وإدعي أن الوضع في دارفور ناتج عن تدخل أجنبي .

هذا حديث يفتقد الصدق وكله افتراء , اذا عقدنا مقارنة بين قول الأمين العام للجامعة العربية وبين تصريح الأمين العام السابق للأمم المتحدة السيد كوفي عنان بأن ما يحدث في دارفور أكبر كارثة انسانية , فهو قد زار دارفور وذهب الي معسكرات النازحين التي تشبه معسكرات اعتقال النازي , والتي حشروهم فيها بعد أن أحرقوا قراهم وسووها بالأرض وبعد أن أبادوا الرجال , وشاهدنا الأمين العام للأمم المتحدة وهو يجلس فوق برش علي الأرض وهو يستمع الي الناجين من القتل والحرق , وذكرنا هذا المشهد بأمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز الذي قعد علي الأرض للناس واستمع الي شكاواهم بعد أن نُصب خليفة للمسلمين , ولا أعلم إن كان السيد كوفي عنان مسلماً او مسيحياً , بينما ذهب أمين الجامعة العربية الي الفاشر وأجتمع في ديوان الولاية مع الوالي يوسف كبر والذي حشد له عدداً من أنصار  الحكومة ومسؤولي الأمن ليستمع اليهم ثم ركب طائرته وعاد الي الخرطوم , بينما كان الجنجويد يعيثون أشد الفساد في أنحاء دارفور .

وأما إتهامه البائس بأن ما يحدث في دارفور ناتج عن تدخل خارجي وهو لم يذكر أو يحدد هذا التدخل الخارجي , فهذا إتهام نربأ أن يصدر من شخص له باع طويل في الدبلوماسية والسياسة الدولية ولا يستأهل هذا القول سوي السخرية والازدراء , لأن العالم كله يعلم أن قضية دارفور هي قضية شعب انتفض من أجل حياة كريمة وضد الظلم والبطش ويكفي أن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان وهيئات الإغاثة الدولية تقدر عدد القتلي في دارفور  ب300 الفاً وعدد الذين هجروا وتشتتوا في داخل القطر وخارجه بما يقارب بالاثني مليون , بينما قال رئيس النظام نفسه بأن عدد القتلي عشرة آلاف فقط . وقد يكون صادقاً في ذكره للتدخل الأجنبي لو ذكر أن التدخل حدث بجلب حكومة الانقاذ للاعراب البدو المرتزقة من دول غرب افريقيا من مالي والنيجر ونيجيريا , وهؤلاء هم الجنجويد الذين ارتكبوا المذابح والحرق والاغتصابات في دارفور , وهم المرتزقة مثل الذين جلبهم القذافي لتقتيل الشعب الليبي .

ولا يزال الطيران الحربي يقصف القري في شرق جبل مرة بدارفورحتي الان بينما ظل القصف مستمراً منذ ست سنوات , فلماذا لا تطالب الجامعة العربية وانت أمينها بحظر الطيران فوق دارفور ؟!

والمؤسف أن الجامعة العربية تنحاز بدون مواربة الي حكومة الانقاذ في السودان وما ال 50 الفاً من الدولارات المنحة الشحيحة التي رصدتها لدارفور سوي شئ لحفظ ماء الوجه .

ونسأل الأمين العام للجامعة العربية : هل لم يقرأ أو يسمع أو يعلم بأن رئيس جمهورية السودان عمر حسن أحمد البشير مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية متهماً بجرائم الابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور ؟!

ألا يحق لنا أن نقول أن الأمين العام للجامعة العربية غير أمين في مواقفه وفي احكامه ؟

مالكم كيف تحكمون ؟

 

هلال زاهر الساداتي

[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com