From sudaneseonline.com

أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
(الشعبية).. متى تتعلم الدرس؟/د. ياسر محجوب الحسين
By
Mar 17, 2011, 08:51

 

أمواج ناعمة

(الشعبية).. متى تتعلم الدرس؟

د. ياسر محجوب الحسين

مواقف واتهامات الحركة الشعبية الأخيرة من لدن باقان أموم ثم تراجعها من بعد تؤكد أن الحركة الشعبية لم تع الدرس بعد ولم تتعلم السياسة دعك من ادارة دولة وليدة.. كانت الآمال عراض أن تتمكن الحركة من أن تكون عنصرا فاعلا في العملية السياسية بالبلاد، وأن تتجاوز بسلام مربع حرب العصابات وعقلية العسكرتاريا.. في ظل الفوضى السياسية التي تحدثها الفئة الموتورة في الحركة، يكاد اليأس من أثر ايجابي قوي للعقلاء يصبح قيدا يخنق الأمل في علاقات طبيعية واستراتيجية مع دولة الجنوب.. كانت الحركة وهي شريك في الحكم تخالف سنن الحياة التي لا تنسجم معها ثنائية الشيء وضده، ولكن ذلك حدث في الحركة.. نعلم أن من سنن الحياة ألا يجتمع الظل والحرور، ولا الأبيض والأسود، ولا النور والظلام.. لكن الحركة كانت تجمع بين المعارضة والحكومة!!.

أمثال باقان يسرحون ويمرحون يبشرونا بحروب بين السودان ودولة مفككة الأوصال في الجنوب بل وبدون أي مقومات تحاصرها الحروب الأهلية ومرهونة بالكامل لقائد (ثورة الجماجم) في يوغندا.. لاشك أن حكومة الجنوب مسؤولة بشكل مباشر عن ذلك الذي أرادت أن ترمي به شريكها السابق.. انها تتحمل مسؤولية الانشقاقات العسكرية والتمايزات القبلية وتلك المذابح التي تسيل دماؤها أنهارا بشكل كامل لا شأن للشمال بما يدور، بل أن الشمال مشفق ولا يريد قيام دولة فوضى جنوبه الأمر الذي يهدد الاستقرار في حدود ممتدة يصل طولها إلى ألفي كيلو متر.. حكومة الجنوب لديها كامل الصلاحيات في حسم الفوضى القبلية كما لها من الأموال ما تستطيع أن توفر به الأمن وقبل الأمن أن تثبت قدرتها السياسية على حل الخلافات القبيلة المتفاقمة.

الغريب أن الحركة الشعبية استوردت في الخفاء الأسلحة المدمرة القاتلة بما في ذلك اليورانيوم المستنفد ولم تستورد الأسلحة الخفيفة التي تعينها على حفظ الأمن والاستقرار.. الأسلحة المشار إليها أثارت ضجة عالمية كشفتها الصدفة بعد أن احتجز القراصنة الصوماليين السفينة الحاملة لها.. وتفيد المعلومات أن الحركة استلمتها فيما بعد.

في مجال الاقتصاد والتنمية وعلى العكس تماما شهد الاقتصاد تحولا في الاتجاه السالب، حيث بدأ الارتباط التجاري بعد (نيفاشا) بدول الجوار فأمسك الأجانب والشركات المشبوهة بتلابيب ومفاصل الاقتصاد.. نتيجة للإنفتاح الكبير غير المنضبط مع دول الجوار وفدت العديد من الظواهر الاقتصادية السالبة فأصبح تزييف العملات على عينك يا تاجر حيث تم ضبط شبكة من دولة مجاورة بحوزتها أكثر من مليوني دولار مزيفة بمدينة جوبا، أما الآفة الأكبر نتيجة لهذا الانفتاح ادخال المخدرات والخمور عالية السمية والممنوعة دوليا ونرجو ألا تكون كذلك منتجات مصنع البيرة بجوبا.. حكومة الجنوب بذلت وبسخاء مبلغ 37 مليون دولار لبناء مصنعا للبيرة!!.. نعم ليس مصنعا للأدوية أو مدارس أو مستشفيات.   

البنوك العاملة حاليا بالجنوب والتي تأخذ بالنظام التقليدي تعاني من ضعف شديد في قدرتها المالية والفنية.. طرد البنوك الشمالية من الجنوب أفقد الجنوب فرصة الاستفادة من رؤس أموال ضخمة كانت تتطلع للإستثمار في الجنوب.. لم يكن لطرد البنوك الاسلامية كذلك أي مسوغ سوى التعصب وضيق الأفق.. اليوم نرى أن العديد من الدول الغربية قد سمحت بقيام البنوك الاسلامية، ففي بريطانيا وحدها يقدر رأس مال البنوك الاسلامية بنحو 15% من جملة رؤس أموال البنوك الأخرى!!.. يبدو أن المسؤولين في الجنوب قد أعتمدوا مبدأ الفوضى الخلاقة في إدارة الدولة الجديدة.   



© Copyright by sudaneseonline.com