From sudaneseonline.com

فيصل على سليمان الدابي/قطر
دم الشهداء ما يمشيش هباء/فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
By
Mar 16, 2011, 21:15

دم الشهداء ما يمشيش هباء

 

ليس هناك أصدق ولا أقوى من هتاف الثائرين "دم الشهداء ما يمشيش هباء" ، فحينما اغتيل الشهيد القرشي أثناء ثورة اكتوبر الشعبية التي اندلعت في السودان في عام 1964، لم يهنأ مغتالوه من العسكر بالبقاء في سدة الحكم وتمت الاطاحة بهم بينما دخل القرشي التاريخ لأن أكبر الحدائق العامة في الخرطوم ما زالت تحمل إسمه حتى تاريخ اليوم، وعندما سحقت جنازير الدبابات أجساد الطلبة الصينيين المحتجين في ميدان تيان آن مين لم تذهب أرواحهم هدراً ، بل ساهمت في تسريع رسملة ولبرلة النظام الشيوعي العتيد في الصين الشعبية، وحينما سحقت دبابات بوريس يلتسين النواب المعتصمين بقبة البرلمان لم تذهب أرواحهم سدى بل ساهمت في استقلال عشرات القوميات التي كانت ترزح تحت سيطرة القومية الروسية وعندما سحقت الطائرات الأمريكية شهداء المقاومة العراقية في الفلوجة عبدت أرواحهم الطريق إلى انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق وأخيراً عندما أضرم التونسي محمد بو عزيزي النار في نفسه احتجاجاً على قطع رزقه من قبل النظام التونسي امتدت نيران احتجاجه وأشعلت أقوى ثلاث ثورات في تاريخ شمال أفريقيا وأطاحت بنظامين عتيدين وما زال الثالث على قائمة الانتظار!

ونفس هذه المقولة تصدق في المجال الاعلامي ، فحينما قدمت قناة الجزيرة القطرية رتلاً من شهداء الحقيقة ابتداءاً من الشهيد طارق أيوب مروراً بالشهيد رشيد والي وانتهاءاً بالشهيد علي حسن الجابر ، ازدادت مصداقيتها الاعلامية رسوخاً على مستوى العالم كله وأصبحت الناقل الشعبي الحصري للأخبار لمعظم المشاهدين والمستمعين في العالم العربي!

فحينما ينتقل المشاهد العادي إلى الفضائية الرسمية الليبية ويسمع خطابات الطزطزة ويسمع نفياً قاطعاً لوجود احتجاجات في ليبيا بينما تنقل كل وسائل الاعلام العالمية صور الاحتجاجات وصور الضحايا الليبيين يعود المشاهد مسرعاً إلى قناة الجزيرة بحثاً عن الحقيقة ، وعندما ينتقل المشاهد العادي إلى فضائية رسمية لدولة مجاورة لليبيا ويشاهد برامج الهزهزة يسارع بالعودة إلى قناة الجزيرة لأنه يدرك أن الجار الذي يغني ويرقص بينما تشتعل النيران في منزل جاره هو جار مصاب بأخطر أنواع الجنون الرسمي!

إن الشعار البيضاوي لقناة الجزيرة الذي يسقط من الأعلى بقوة ويندفع إلى أعماق الخليج ثم يصعد بسرعة إلى الأعلى مجدداً على رأس كل ساعة مبشراً ومنذراً بالأخبار العاجلة التي تسر الشعوب المقهورة وتغيظ الحكومات الاستبدادية الآيلة للسقوط سوف يظل ضيفاً إخبارياً مقيماً داخل كل البيوت العربية وظاهرة إعلامية جريئة تستولي على اهتمام أي مشاهد عادي سواء أكان ذلك المشاهد يحب هذه القناة ويعتبرها رمزاً للقومية العربية أو يكرهها ويتهمها بالعمالة لأمريكا واسرائيل أو يعتبرها وكراً للحركات الاسلامية الأصولية والسبب واضح وبسيط وهو أن فوهة كاميرا شهداء الجزيرة التي سعت إلى كشف الحقيقة وتصويرها ونقلها للمشاهد العربي العادي كانت وستظل أقوى ألف مرة من فوهة بندقية القتلة التي سعت إلى إخفاء الحقيقة  وحظر تصويرها ومنع نقلها إلى المشاهد العادي الذي لا يريد شيئاً سوى الحقيقة السافرة!

 

فيصل علي سليمان الدابي/المحامي

 



© Copyright by sudaneseonline.com