From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
يا حسب الله صدمتنا!!/الطيب مصطفى
By
Mar 15, 2011, 22:01

زفرات حرى

الطيب مصطفى

يا حسب الله صدمتنا!!

 

بدلاً من أن يعتذر عمد اللواء حسب الله عمر إلى  اختلاق تبريرات «لجليطته» التي أشعلت غضباً عارماً في الشارع فقد قال الرجل إن حديثه عن «ذهاب الشريعة» اُبتُسر واختُزل خارج سياقه ثم طفق يطلق الاتهامات ويتفاخر بحجة داحضة يقول فيها «إنه تربى في كنف الحركة الإسلامية منذ الصبا وإن الشريعة لا تحتاج إلى من يحرسها لأن حاميها الحقيقي هو ملايين الشعب السوداني»

أود أولاً أن أُذكِّر بما ورد على لسان حسب الله فقد قال الرجل في معرض حديثه عن الحوار الذي تُجريه مستشارية الأمن مع الأحزاب السياسية «إنه حوار متكافئ وبلا سقوف وثوابت» وقال: «لو أجمعت الأحزاب فيه على إلغاء الشريعة فلتذهب الشريعة»!!

أقول للواء حسب الله: أي سياق يا رجل أُخرج منه حديثك ولماذا ترتكب الخطيئة ثم تلتمس لنفسك العذر وتحاول أن توهم بمنطقك المعوج الناس بأن الخبر كان خاطئاً؟!

السؤال المباشر الذي يجب أن تجيب عليه يا رجل هو: هل استخدمت عبارة «فلتذهب الشريعة»؟! بالطبع لا تستطيع أن تنفي لأن الحديث مسجل لدينا في «الإنتباهة» إذا كنت قد قلت ذلك القول الخطير فإن مصيبتك الكبرى التي ينبغي أن تستغفر الله عليها بدلاً من «اللولوة» هي أنك تجرأت على الله سبحانه وتعالى وعلى شريعته حين تفوّهت بهذه العبارة الخالية من الأدب وهل من قلة أدب أكبر من أن تقول عن الشريعة الإسلامية «فلتذهب»؟! هل يمكن أن تقول مثلاً فليذهب القرآن الكريم والتي تعني «فليذهب غير مأسوفٍ عليه»!! كمن يتحدّث عن شيء بغيض أو طريد وليس شيئاً مقدَّساً؟!

ماذا تعني عبارة أنك تربيت في كنف الحركة الإسلامية وهل هذا يعطيك حصانة من الذلل والخطأ ويمنع عنك سبق الكتاب أو التبديل؟! ويؤمِّنك ويحصِّنك ضد الفتنة؟! وهل كنت ستقول هذا الكلام وغيره للتنصل من كلامك ذلك الخطير لولا الهجوم الذي تعرضت له والتقريع الذي أصابك جراءه؟!

العجب العجاب أنك في مكابرة وعزة بالإثم أصررت على أن تردد عبارة أن المستشارية جهة تنسيقية لا تعمل بثوابت وأعجب والله أن تقول هذا الكلام وتردده وتكرره وتنسى في غمرة تهافتك لاسترضاء الأحزاب أن الله هو الذي ينبغي أن تسترضيه.. بل تنسى أن الإيمان يُنزع عمّن يجد أدنى حرج في شريعة الله «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما»

متى يصمت هؤلاء الأجانب؟!

 

 هؤلاء الأجانب لم يصدقوا حتى الآن أنهم، بعد أن اختاروا الانفصال، ما عادوا ينتمون إلى دولة السودان الشمالي وبالتالي لا يحق لهم أن يواصلوا ممارسة «البرطعة» والابتزاز والتهريج وقلة الحياء «والنقة» التي درجوا عليها ومردوا أيام كانوا مواطنين «من الدرجة الثانية أو العاشرة» كما ظلوا يشتكون ويبتزون وهم يصفون حالهم بيننا وكأننا أجبرناهم على البقاء بين ظهرانينا حتى بعد أن أصبح الجنوب محكومًا منهم بعد توقيع اتفاقية نيفاشا وحتى بعد أن أصبح بمقدورهم أن يعودوا إلى ديارهم ويصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى.. لم يصدقوا حتى بعد أن أصبحوا أجانب يتعين عليهم أن «يرعوا بى قيدهم» ويصمتوا ويتأدبوا حتى لا يُرحَّلوا قسراً وبدلاً من أن يعودوا إلى ديارهم لكونهم أجانب ظلوا متمترسين بهذه الأرض التي ظلوا يبغضونها والتي اختاروا الانفصال عنها لكن ماذا نقول مع من يعشقون مقولة «لا بريدك ولا بحمل براك» فهم يعلمون حالة البؤس والشقاء والتعاسة وانفراط عقد الأمن والخوف على حياتهم من أن يفتك بها الاقتتال القبلي والجريمة وشريعة الغاب التي تسود تلك البلاد وبدلاً من أن يحمدوا الله على نعمة «الاغتراب» في بلد أجنبي سمح لهم بالعيش الكريم تجدهم يتمردون!!

أقول لم يصدق هؤلاء أنهم أجانب ولذلك تجدهم يصدرون البيانات والتصريحات مهاجمين ومطالبين وهل أدل على ذلك من أن تصدر امرأة أو يصدر رجل اسمه أو اسمها «كيجي جرمليلي رومان» بياناً باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان ويظل هذا الرجل أو هذه المرأة «لا أدري والله» محتفظاً بموقعه كناطق رسمي باسم القطاع الشمالي للحركة الشعبية؟! ألم يجد عرمان حتى الآن من يقوم بهذه المهمة غير هذا الأجنبي أو الأجنبية؟!

ومن عجائب الدهر والتاريخ أن يعقد باقان مؤتمراً صحفياً في الخرطوم يهاجم فيه المؤتمر الوطني ويتهمه ويهدد بوقف إنتاج البترول ولا يجد من يحمله في لوري سجن كوبر إلى حدود الجنوب «ويفكه» هناك بالقرب من قوات أطور حتى يجري ويفر عارياً كما فعل في معركة جبل بوما!!

بالله عليكم هل يستطيع المؤتمر الوطني عقد مؤتمر صحفي في مدينة جوبا يتهم فيه الحركة الشعبية أم أن مصير المتحدث سيكون مثل مصير مريم برنجي «الجنوبية» التي قُتلت وكان ذنبها الوحيد أنها قامت بنشاط لم ترضَ عنه الحركة!!

متى نُعمِل مبدأ المعاملة بالمثل ومتى نردّ على باقان بأننا سنطرد مليون جنوبي في اليوم الذي يوقفون فيه البترول؟! أما قرأتم ما أدلى به وزير النفط المنتمي إلى الحركة الشعبية والذي قال، تعضيداً لباقان أموم، إنهم أعدّوا دراسات فنية حول إمكانية نقل نفط الجنوب عبر منافذ أخرى تبين من خلالها أن المسافة لتصدير النفط من ملكال إلى جيبوتي أقل من المسافة بين ملكال وبورتسودان؟!

متى نبادر بالهجوم ونأخذ زمام المبادرة ونفضح مؤامرات الحركة بدلاً من أن ننتظر على الدوام صبّ وابل هجومها علينا؟! متى نبادر بحصارها واستخدام الأوراق التي بأيدينا حتى نُسكتها ونُعلمها أنها تعيش في بيت من الزجاج حتى نطبق ديننا الذي يأمرنا بقول الحق سبحانه وتعالى: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»؟! متى نطبق مبدأ العين بالعين والسنّ بالسن ومتى نؤدِّب هذا الباقان اللئيم الذي بدأ تحرشه بنا قبل أن تطأ قدماه أرضنا حين حذر وأنذر «وبشّر» بأحداث الإثنين الأسود قبل نيفاشا بسبعة أشهر وحين قال بأن نيفاشا ستقضي على دولة الجلابة؟!



© Copyright by sudaneseonline.com