From sudaneseonline.com

قصة و شعر
الموتُ شعراً/د. عزّ الدّين هلالي
By
Mar 15, 2011, 08:16

الموتُ شعراً

د. عزّ الدّين هلالي

 

إلى فقيد الشعر العربي

الراحل محمد المهدي مجذوب

عليه رحمةُ الله

في ذكرى رحيله

 

يأبى عليَّ جموحُ شعري

أنْ أَضِنَّ بما يجيشْ

ويصدُّني عنك الجلالْ

كيف التَّغنِّي

والحناجرُ لا تزالْ ؟!

تقتاتُ أرغفةَ الجليدْ

تتمَّردُ الكلماتُ

خوفَ الرَّكضِ خلفَكَ

خلفَ شِعرِكَ يا أميرَ الشِّعرِ

تجتازُ التَّلعُّجَ والتَّلفُّجَ

تلهثُ الرُّؤيا

تَشِعُّ

ولا جديدْ

جفَّ الخيالْ

كيف اللَّحاقُ بِرَكْبِ نَعْيِكَ

والشَّوامخُ لا تُطالْ ؟!

كيف التقاؤكَ ؟

والمساءُ ، الموعدُ المضروبُ ،

كان ، ولم نكنْ

عزَّ اللِّقاءْ

البعدُ فرَّقَ بيننا في القُربِ

واليومَ الرِّثاءْ

كيف التقاؤُكَ يا ربيعَ الشِّعرِ

في صَهْدِ الشِّتاءْ

والصَّيفُ فرَّقَ بيننا

واليومُ جاءْ

متلصِّصاً يمشي على منديلِ ماءْ 

لمْ يلتفتْ

حتى أعزُّ الأقربينَ إليكَ

ما سمعوا النِّداءْ

حتى حُداةُ الشِّعر

ما سمعوا تَضَرُّعَ شعرِكَ المفجوءِ

آخرِ من تسلَّلَ بعد صمتِكَ من يديكْ

" كلُّ بنِ أنثى ... "

وعجزُ البيتِ لا يُخفى عليكْ

النَّاسُ في شُغلٍ بشِعرِك عنكَ

ما ذَكَرُوكَ

ما وفَّوْكَ حقَّكَ في الثَّناءْ

كلاَّ وما دخلوكَ

لمْ يحموُكَ

حين تسلَّلَ الدُّخلاءُ واغتالوا القصائدْ

وتسرطنتْ هزلُ الحروفِ على هتافاتِ الموائدْ

لمْ تحتملْ موتَ القصائدْ

لم تحتملْ غزوَ الضَّجيجِ النَّثرِ

أرصفةَ الجرائدْ

واخترتَ يا ذَوْبَ الصَّفا

صمتَ الفناءْ

والعيشَ في صَحْوِ القصائدْ

والشِّعرُ سيفْ

والشِّعرُ قائدْ

أرثيكَ كيفْ

وما مدحتُكَ بعدُ مهديَّ الغناءْ ؟!

                        p;                                        د. عز الدين هلالي

من ديوان بوح العاشقين

 الصادر في ابوظبي عام 2002

                                            sp;                                             

 



© Copyright by sudaneseonline.com