From sudaneseonline.com

أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
من يغيث التجار الشماليين؟/د. ياسر محجوب الحسين
By
Mar 14, 2011, 09:09

 

أمواج ناعمة

 

من يغيث التجار الشماليين؟

د. ياسر محجوب الحسين

في بحر أطماع قادة الحركة الشعبية يغرق التجار الشماليون.. ممتكالتهم وأموالهم الثابتة والمتحركة أضحت لقمة سائغة في أفواه أؤلئك القادة المتربصون بعرق الآخرين.. اتحاد التجار الشماليين بالجنوب طالب بحسم قضية ممتلكات منسوبيهم قبل انتهاء الفترة الانتقالية فى التاسع من يوليو القادم.. رئيسهم صديق كوراك اطلق استغاثة مطالبا بانصاف التجار الشماليين الذين تم الاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل قيادات بالحركة الشعبية.. الاستغاثة تضمنت تأكيدات بأن التجار الشماليين تضرروا كثيرأ وعبر سنوات طويلة جراء الاستيلاء على ممتلكاتهم وعدم تعويضهم.. الدور المهم الذي يقوم به التجار الشماليون في توفير السلع الغذائية اعترفت به الأمم المتحدة وحذرت من نقص حاد - لم تقل مجاعة تأدبا – إذا ما اضطروا لمغادرة الجنوب جراء مضايقات الحركة الشعبية لهم والتنكيل بهم.. يبدو ان الوجود الشمالي وبأي شكل مرفوض لدى الحركة الشعبية التي جُبلت على خبث النفس والانتهازية.. تعاطي الحركة الشعبية مع التجار الشماليين ينسجم مع عدائها للعروبة والاسلام، بيد أنها تفانت في نسج خيوط التقارب والتعاون مع الكيان الصهيوني.. إسرائيل دربت حوالي (20) ألف مقاتل متمرد على حدود أوغندا الشمالية، بل أقامت جسراً جوياً إلى مناطق التمرد في مارس 1994م.. ديفيد بسيوني اليهودي الأصل، كان مرشحاً لرئاسة حكومة الجنوب!!.. وجود التجار الشماليين في الجنوب يتصادم بالضرورة مع حجم الوجود الاسرائيلي المرتقب في الجنوب.. وجنوب السودان كان محط اهتمام اليهود منذ أكثر من مائة عام، حيث الأرضية المهيأة لتحقيق أطماعهم في السيطرة على منابع النيل والإيفاء بوعد إسرائيل الكبرى.

نستطيع أن نقول بكل ثقة أن انفصال الجنوب هو نتيجة حتمية لخلل هيكلي في الأمن القومي العربي، هذا الأمن المختل أضاع العراق ومن قبله فلسطين ومازالت هناك العديد من المهددات التي تتربص بهذا الوطن الملتاع.. لم تتحرك الانظمة العربية تجاه السودان وهو حتى بمنظور اقتصادي أمني رغم أن السودان سنّ افضل قوانين الاستثمار على الاطلاق في تاريخه.. الخُذلان العربي للسودان في جانبه الاقتصادي يتضاءل ويتواضع أما الخُذلان السياسي العسكري.. من لا يعلم أن دولا عربية دعمت الحركة الشعبية دعما عسكريا مثل (ليبيا القذافي) في فترة من أحلك فترات الصراع فقويت الحركة عسكريا وأستأسدت، فقط لأن تلك الدول لها خلافات سياسية مع نظام الحكم في السودان حينها؟!.. لقد اقترحنا من قبل أنشاء متحف لانتهاكات شرف العروبة.. هذا المتحف سيحتوي على دلائل دعم عدد من الدول العربية للحركة الشعبية، أسلحة ومعدات وأشياء أخرى.. على المستوى السياسي كان زعيم الحركة الشعبية السابق جون قرنق يجد المنابر السياسية والاعلامية في تلك الدول (مصر مبارك) ليوجه من خلالها رسائله (العنصرية) المعادية للعروبة والداعية للانفصال!!.  

نأمل ألا تضيع حقوق التجار الشماليين في خضم الحوارات المملة التي لا تنتهي مع الحركة الشعبية، بيد أن التاريخ لن يغفر لنا التفريط في حقوقهم بينما نرى الجنوبين في الخرطوم والشمال معززين ومكرمين وفي ممتلكاتهم (مكنكشين) لا يصيبهم نصب ولا وصب، بل يطالبون بالمزيد من (الحقوق) والجنسية المزدوجة!!.   

لن تنفع قادة الحركة الشعبية أموال وممتلكات التجار الشماليين كما لن تنفعهم عائدات النفط التي من المؤكد أنها لا تذهب إلى تنمية الجنوب وإنما تذهب لجيوبهم، لأن فعلتهم تلك تضرب العلاقات بين البلدين في مقتل.. عموما النفط ثروة ناضبة، فهي ثروة ليست ذات قيمة مقارنة بمزايا ضمان علاقات استراتيجية بين الشمال والجنوب.

 



© Copyright by sudaneseonline.com