From sudaneseonline.com

حـــوار
القيادي عبد اللطيف عبد الله إسماعيل:فشلت النخب السياسية منذ الإستقلال في خلق دولة مواطنة مستقرة
By
Mar 14, 2011, 09:03

 

القيادي عبد اللطيف عبد الله إسماعيل، السكرتير العام لحركة تحرير السودان لـ(نيوميديانايل): نرفض التفاوض مع النظام.. و هذه (...) طبيعة إتصالات مع قطاع الشمال في الحركة

إسماعيل: حركتنا مع الحكم الكونفيدرالي

نناشد الاخوة في الحركات لخلق جبهة متكاتفة

فشلت النخب السياسية منذ الإستقلال في خلق دولة مواطنة مستقرة

النظام يتبضع في سوق المبادرات

 

 

 

القيادي عبد اللطيف عبد الله إسماعيل، السكرتير العام لحركة تحرير السودان، يعد من أهم القيادات السياسية في دارفور في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان. وقف كالطود الشامخ ضد كل المحاولات من أجل إلحقاه بالسلطة؛ وكان رأيه دوما بأن المشكلة ليست في دارفور.. ومن يريد حلها عليه تغيير المركز في الخرطوم قبل اى شىء آخر. شارك بفعالية في مؤتمر الحركة الشعبية لتوحيد الحركات المتمردة في دارفور؛ وكان دوما من أول القادمين إلى جوبا، وأخر من يغادرها؛ وما زال عند موقفه بأن وحدة أهل الهامش ممكنة. إلقته (نيوميديانايل) في عاصمة الضباب، لندن؛ وكانت هذه حصيلتنا. فإلي مضابط الحوار:

 

أجرى الحوار من لندن: عبد الفتاح عرمان

 

 

 

*البند الأول من الإستراتيجية الجديدة لحركتم جاء رافضا للتفاوض مع النظام بحجة أنه يمثل كارثة على الوطن، ويجب إقتلاعه من جذوره. هل هذا يعني أنكم حسمتكم خياراتكم بعدم التفاوض مع النظام وحسم المعركة عسكريا؟

ترفض حركة تحرير السودان  أى تفاوض مع النظام،وسنعمل مع كافة القوى الوطنية لإسقاطته بكل الوسائل الممكنة؛ وتصفية مؤسساته القمعية والسياسية والاقتصادية وثقافة العنف.

  لقد أوصل نظام الجبهة الاسلامية الحالى الأزمة الوطنية العامة لنظام الحكم  لذروتها القصوى بسياساته السياسية والاقتصادية بفرضه لرؤية أحادية تقوم على إقصاء الآخر وفرض نظام دكتاتوري كرس لحكم الفرد الواحد . ترى حركة تحرير السودان بعد مراجعة دقيقة لمجريات الاحداث وبعد التحليل الوافي للواقع السياسي، إن الاوضاع الحالية لا يمكن لها الاستمرار، إن الصيغ القديمة للحكم التي سادت منذ استقلال السودان عام 1956م لم تؤدي إلا سوى للحروب والدمار، وإن التطلعات المشروعة للمواطنين فى أقاليم السودان المختلفة لن تتحقق الا بإيجاد نموزج وصيغة جديدة للحكم تحقق تطلعات الجماهير.

*مراقبون يرون بأنه ليس لديكم قوة عسكرية على الأرض على هزيمة النظام. ما صحة هذا الأمر؟

لا يمكن أن نكشف مثل هذه المعلومات، و نريد أن نؤكد بأن حركة تحرير السودان لم تهزم عسكريا خلال تاريخها ولكننا نعمل الآن من أجل تطوير رؤية سياسية مستقبلية بأهداف واضحة لإسقاط النظام وتقديم البديل بالتوافق مع القوى الوطنية الديمقراطية .

 

*هل ستقومون بالتنسيق مع الحركات المسلحة الأخرى في دارفور من أجل تحسين وضعكم على الأرض؟

نناشد أخوتنا في الحركات الذين حملوا السلاح منهم أو الذين ساهموا في النضال السياسى  بنبذ الخلافات والابتعاد عن الصراعات وبذل الجهود لخلق جبهة واحدة متكاتفة .

ان حركة تحرير السودان تحترم وتقدر جميع الحركات وترغب في توحيد جميع المناضلين في جبهة واحدة وسوف تعمل من اجل ادارة حوار بناء للوصول الي اتفاق ملزم حول الحد الاني من البرامج والاهداف . كما نثمن دور المرأة والشباب في العمل من اجل تحقيق الاهداف ونناشدهم الانضمام الي صفوف الحركة حتي ينشأ سودان جديد يتساوي فية جميع المواطنين من اجل الحرية والديمقراطية .

* قطاع الشمال بالحركة الشعبية دعا إلى توحد قوى الهامش بما فيها الحركات المسلحة في دارفور تحت وعاء جامع. هل لديكم إتصالات بالعمل مع القطاع الشمالي لتوحيد الجهود والعمل سويا؟

نعم لدينا اتصالات، حركة تحرير السودان مع اى عمل يوحد قوى التغيير وندعوا لقيام تحالف شعبى عريض يجمع كافة القوى المؤمنة بعملية التغيير ويوحد أدارة هذه القوى من مختلف قطاعات الشعب فى الريف والمدن من أجل التخلص من دولة الحروب والقهر والشمولية  الى دولة الأختيار الحر لقوميات السودان. ومن دولة الفساد والجباية لدولة الشفافية والمحاسبة والرعاية والرفاهية والخدمات.ومن دولة الحزب لدولة الحقوق المتساوية على أساس المواطنة التى تسع الجميع .

والخروج من الدولة الحالية التي تشرعن العنف الى دولة العقد الاجتماعى .

- هلا اوضحت لنا عن طبيعة علاقاتكم بقطاع الشمال؟

طبيعة إتصالات جاءت نسبة لتوافقنا في الطرح مع قطاع الشمال فيما يختص ببرنامج السودان الجديد. وتاتي هذه الإتصالات لبلورة رؤية مشتركة لمصلحة الفئات المهمشة والمضهدة، و خاصة النساء والشباب من حلفا إلى الجنينة.

* ورد في إستراتجيتكم الجديدة أيضا تحميل جميع الأنظمة التي مرت على حكم السودان الفشل الماثل أمامنا الآن. هل هذا يعني بأنكم لن تعملون مع الأحزاب التقليدية المعارضة لتغيير نظام الحكم في المركز؟

فشلت النخب المسيطرة على مقاليد الحكم منذ الإستقلال بما فى ذلك الطائفية والأحزاب السياسية من إستيعاب حقيقة هذه الأزمات العميقة وابعادها السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وبالتالى عجزت عن تأسيس دولة وطنية مستقرة فى السودان. فان حركة تحرير السودان ستعمل مع كافة القوى الوطنية من أجل تغيير النظام وتقديم بديل .

 و في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها السودان وفي هذا المنعطف التاريخي الذي يكون فيه السودان او لا يكون، تدعو حركة تحرير السودان إلى طرح سياسي جديد، وإلى تبني صيغة سياسية جديدة للحكم، نري فيها الحل الامثل لانهاء الصراع وتحقيق الاستقرار السياسي ، الاقتصادى ،الثقافى والاجتماعى بتشكيل برنامجا عمليا وتنفيذيا لتحقيق اقتسام السلطة والثروة واحقاق الحرية، العدالة، السلام، الديمقراطية، المساواة، والتنمية الاقتصادية،  وهو المطلب الرئيسى لحركة تحرير السودان. وتدعو الحركة كافة القوي السياسية لمناقشة الطرح الجديد واقراره . هذا الطرح  السياسي الجديد هو مبدأ الكنفدرالية .

 وترفض حركة تحرير السودان نظام الحكم المركزي المسمى زوراً بالفيدرالي،ونقدم مشروعنا الاستراتيـجي  لتحقيق نظام حكم كنفيدرالي حقيقى .

والنظام الكنفيدرالي يمنع  تدخل الدولة المركزية في شئون الأقاليم، وبنفس القدر يمكن أن تحل مشكلة السلطة فى السودان بإقامة نظام كنفدرالى تنتفى معه هيمنة المركز.

حركتنا ترى أن انهاء نظام الحكم المركزي وانشاء الكونفدرالية ربما يدفع جنوب السودان فى المستقبل الى اعادة النظر في الالتحاق بالكونفدرالية الجديدة ويقود الى توحيد شمال وجنوب السودان من جديد .

 

* إستراتجيتكم الجديدة حاولت التهرب من موضوع علاقة الدين بالدولة، وقلتم أنكم تسعون إلى إقامة دولة مدنية لكنكم لم تعرفوا ماهية هذه الدولة المدنية. لماذا تخشون من الدعوة صراحة إلى علمانية الدولة؟

         ليس المهم التسمية، والجدل حول الدولة المدنية او العلمانية، وإنما المهم في هذا الأمر هو إقامة دولة تحترم التنوع الديني، العرقي، السياسي والثقافي في السودان؛ دولة قائمة على المواطنة كأساس للحقوق والواجبات. بهذه الشروط لا يهمنا ماذا يريد البعض تسميتها سوي كانت مدنية او غيرها؛ والمهم المحتوي وليس الشعارات الفضفاضة.

* ذكرتكم كذلك، أن حركتم ستسعى إلى محاربة الجهوية ووضع حد للصراعات الإثنية.  أوليس من الأولى لكم أن تعملوا على توحيد الحركات المسلحة الدارفورية التي قام معظمها على قواعد إثنية وجهوية قبل التوجه لمحاربتها في كل السودان؟ 

إن حركة تحرير السودان على الرغم من إنطلاقها من دارفور هى حركة قومية لكل السودان

تسعى لمحاربة العرقية والجهوية فى جميع انحاء السودان، والعمل الجاد لبناء السلام الاجتماعى، وترمى للتعاون مع المجموعات السياسية الأخرى التى تشترك معها فى الرؤى والاهداف؛ لاسيما تلك المجموعات التي تتفق معها في قيام دولة كنفدرالية على أساس ديمقراطى تسود فيه قيم العدالة والمساواة ولإعادة تشكيل المفاهيم السياسية والأخلاقية والثقافية والاقتصادية لضمان الرخاء المادى لكل أهل السودان بلا تمييز .

 

ماهي مآخذكم على مفاوضات الدوحة؟

ترى حركة تحرير السودان أن الازمة فى السودان أزمة شاملة تحتاج لحل شامل.  والمشكلة ليس في دارفور وإنما في مركز السلطة في الخرطوم. وحل هذه المشكلة النظام  في إزالة النظام،  فان اى معالجة جزئية فى ظل النظام الحالى هى إعادة لانتاج الازمة من جديد، وما يحدث في الدوحة لا يمكن أن يعالج قضايا الجماهير.

لابد من الاستفادة من الماضى، أين اتفاقية أبوجا الآن؟ و اتفاقية حركة تحرير السودان فى ليبيا بقيادة الاستاذ أبوالقاسم الامام؟. بالاضافة لاتفاقية القاهرة ......الخ. فالنظام يتبضع في سوق   المبادرات لشراء بعض الوقت، و بأعتبارها شعارا بل خطابا سياسيا ظل النظام يرفعه لاحتواء الاختناق الداخلى لصنع حالة من هامش المناورة السياسية تمكنه من السيطرة على مقدرات الشعب السوداني .

* ماهي توقعاتكم بشأن الأزمة في إقليم دارفور.. هل ستسير الأمور في اتجاه السلام أم باتجاه المواجهة العسكرية؟

من الواضح  أن الامور فى دارفور سوف تسير فى اتجاه  المواجهة العسكرية لأن النظام الآن يقود حملة عسكرية واسعة النطاق، هناك حملات يومية أدت الى تشريد و قتل عشرات المواطنين.

 تناشد حركة تحرير السودان كافة المؤسسات الدولية بتكثيف الجهود لمضاعفة المساعدات الانسانية للنازحين في دارفور الذين يعانون من افتقاد ابسط مقومات الحياة من الامن والطعام والتعليم والدواء.



© Copyright by sudaneseonline.com