From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
بيان من السفارة المصرية بالخرطوم/الطيب مصطفى
By
Mar 10, 2011, 22:49

زفرات حرى

الطيب مصطفى

بيان من السفارة المصرية بالخرطوم

 

السيد الأستاذ/ الصادق الرزيقي رئيس تحرير صحيفة الإنتباهة

تهديكم سفارة جمهورية مصر العربية بالخرطوم أطيب تحياتها لسيادتكم ولأسرة الصحيفة ولقرائها الأعزاء.. وبعد

طالعنا في صحيفتكم عدد الخميس الموافق 10 مارس 2011 مقالاً للسيد/ الطيب مصطفى والمقال بداية من عنوانه به إسفاف ومغالطات من رجل يحسب نفسه بالحريص على علاقات مميَّزة بين مصر والسودان، وما جاء في العنوان بعيد كل البعد عن هذا، فقد وصف المعارضة السودانية بأنهم خونة «وهذا شأنه» ولن نتدخل فيه فهم كفيلون بالرد عليه، ولكن أن يصف سفارات دول معتمَدة بالخرطوم ومن بينها مصر بأنها سفارات للفراعنة ومعلوم للقاصي والداني ما يرمي إليه من وراء إطلاق هذه الصفة، فهذا ما لا  يمكن السكوت عنه.

ثم إنه من سمات الكاتب والمفكر التروي والبحث عن الحقائق وعدم التسرع في الأحكام، وما فعله السيد/ الطيب مصطفى في مقاله هذا بعيد كل البُعد عن ذلك.

فالدعوة التي يتحدث عنها السيد/ الطيب مصطفى في مقاله لم يتسملها السيد السفير المصري بالخرطوم/ عبد الغفار الديب من أساسه، وقد تم إخطار من اتصل بالسفارة من جانب المعارضة السودانية بطلب موعد من السفير بأن سيادته يعتذر عن استقباله ونصحهم بعدم الحضور إلى السفارة، باعتبار أن مطلبهم شأن داخلي يتعاملون فيه مع السلطات السودانية، كما تم التنبيه على كل أعضاء السفارة بعدم التعامل معهم حال حضورهم، وتركهم وشأنهم مع سلطات الأمن السودانية.

ويأتي هذا إيماناً من السفارة المصرية بأن ما يحدث هو شأن سوداني خالص يجب النأي عن الخوض فيه، أو محاولة جعل مصر طرفاً فيه، وإيماناً منها بأن السودانيين قادرون على رؤية وعمل ما فيه المصلحة القومية العليا لبلادهم.

أنه إذا كان السيد/ الطيب مصطفى كما يروِّج دائماً حريص على العلاقات المصرية السودانية وحريص على القومية العربية وعلى الوحدة الإسلامية، فإن التجريح والإساءات والاتهامات والشائعات التي تُبنى على الأوهام ليست هي الطريقة المثلى لتحقيق تلك الأهداف النبيلة.

وختاماً: نرجو نشر ما سبق في صحيفتكم وفي نفس المكان الذي نشر فيه السيد/ الطيب مصطفى مقاله وبنفس الإبراز، إعمالاً بحق الرد والتوضيح، ونحن من جانبنا حريصون على دوام التعاون الصادق والدافع للعلاقات بين البلدين والشعب الواحد في وادي النيل لتحقيق ما يرنو إليه شعب وادي النيل.

مع وافر التحية

تعقيب من المحرر:

 

أود أولاً أن أؤكد للسيد سفير جمهورية مصر العربية بعد توجيه الشكر له على خطابه التوضيحي أنني كما ذكر أشد الناس حرصاً على علاقات متميِّزة بين السودان ومصر كما أود أن أقول إن خبر توجيه الدعوة للسفارة المصرية من قبل ما سُمِّي بقوى الإجماع الوطني نُشر في بعض الصحف المحلية ولم يرد أن السفارة المصرية لم تستقبلهم أو أنها رفضت المشاركة في التظاهرة باعتبارها شأنًا داخلياً.. صحيح أن الخبر لم يذكر كذلك أن السفارة المصرية أكدت لقوى الإجماع أنها ستشارك لكن المهم أن الدعوة حسب الخبر وُجِّهت وكان الأحرى بمقدِّمي الدعوة أن يسكتوا عنها أو يذكروا بقية الخبر بأن السفارة اعتذرت عن المشاركة حتى لا يفهم القارئ أن السفارة المصرية تسلمت الدعوة.

تعلم السفارة المصرية أنني ظللت أكتب عن الحاجة إلى علاقة متميِّزة بين مصر والسودان وعن الدور المصري المفقود إبّان عهد الرئيس مبارك ولكم تحدثت عن مصر صلاح الدين الأيوبي وقطز قاهري الصليبيين ولكم حزنت أن مصر باتت تحت مبارك جزءاً من المشروع الصهيوني تساند إسرائيل على حساب فلسطين وتطبِّق الحصار على غزة لتجويع الشعب الفلسطيني بل وتقيم جداراً عازلاً لا يختلف عن ذلك الذي أقامته دولة الكيان الصهيوني.. كنت خلال لقاءاتي لموفدي السفارة المصرية الذين كانوا يدافعون عن الحكومة المصرية ويطلبون مني أن أتفهم بل وأساند ما تقوم به من أفعال.. كنت أقول لهم إنني متيَّم بحب مصر الأرض ومصر الشعب ومصر الدور التاريخي وأسألهم ألا يكفيكم ذلك مني!!

كنت أقول لهم أيهما أهم بالنسبة لكم: مصر الأرض والشعب أم مصر النظام؟! وأيهما ينبغي أن تحرصوا عليه مصر الأرض والشعب أم مصر النظام؟!

ربما يكون ما يقوم به دبلوماسيو السفارة المصرية هو واجبهم الذي نُدبوا له وكُلِّفوا به وهذه مشكلة العمل الدبلوماسي الذي يجرد السفير ومعاونيه من أي رأي خاص بهم ويجعلهم كالقطيع يساندون حكومتهم حتى ولو كانت في وحشية القذافي ولا ينبسون ببنت شفة عن كل جرائم النظام بل يصبحون مجرد أدوات لتزيين أفعال النظام مهما كان والغاً في الدماء مرتكباً للخيانة وللجرائم مهدداً لأمن بلاده وشعبه، ولست أدري هل يصلح أبو الغيط وزيراً لخارجية مصر الثورة وهو الذي كان يسبِّح بحمد مبارك ولماذا أُزيح بطلب من الثوار؟!

أود أن أنتهز الفرصة لأجدِّد النداء لدبلوماسيي «الجماهيرية» في الخرطوم أن يحذوا حذو رصفائهم في معظم دول العالم بما في ذلك الأمم المتحدة والجامعة العربية وينفضّوا من حول القذافي.

أما قوى الإجماع فإنني والله لا أعاملهم على قدم المساواة وأفرِّق بين عرمان وأبو عيسى ومن لف لِفَّهما، وحزب الأمة جناح الصادق المهدي الذي أرجو منه أن يستنقذ حزبه العريق وطائفة الأنصار من براثن بعض من تولوا القيادة بلا مؤهلات مرجعية تستند الى إرث الحزب وإنما نُصِّبوا بحكم الوراثة التي لم تنفع كنعان ابن نبي الله نوح ولم تنقذه من الغرق فمتى تثوب مريم الصادق ومبارك المهدي إلى رشدهما ويخرجان على عرمان وحركته الشعبية المستهدِفة لهُوية الإمام المهدي؟!



© Copyright by sudaneseonline.com