تأملات

بالله ديل مدربين؟!!

 كمال الهِدي

[email protected]   

·      غريب أمر مدربي كرة القدم السودانيين.

·      إن تعاقدت الأندية مع مدربين أجانب احتجوا وقالوا أن الكفاءات الوطنية لا تقل عن المدربين الأجانب.

·      وإن منحوهم الفرصة لا يقدمون سوى تصريحات عديمة النكهة واللون والطعم.

·      قبل أيام شاهدت جزءً من مباراة المريخ وحي العرب وبدا لي من دقائقها الأولى أن لاعبي حي العرب جاءوا للملعب لكي ينتظروا اللحظة التي سيسجل فيها المريخ هدفه الأول.

·      فلا دفاع جيد ولا وسط ولا هجوم للدرجة التي استغربت معها أن يحتفظ المريخ بالحارس الحضري بعد أن خرجوا من البطولة الأفريقية وذلك لأن أول كرة يصوبها مهاجمو حي العرب في مرماه كانت في الدقيقة 33 من الشوط الأول، وهي ليست المرة الأولى فخلال مباراة المريخ والموردة بدا الحضري كأي متفرج عادي.

·      أدى حي العرب بتلك الصورة الهزيلة التي تؤكد أن كرة القدم السودانية لن تتقدم للأمام طالما أن جميع الأندية الأخرى لا تفكر سوى في الخروج بأقل هزيمة ممكنة أمام الهلال والمريخ ورغماً عن ذلك كانت شهية مدربه حسون مفتوحة للتصريح بعد المباراة.

·      ولو أنه اعتذر عن حضور المؤتمر الصحفي لاحترمته.

·      لكنه للأسف حضر المؤتمر ليقول كلاماً مخجلاً في حقه كمدرب.

·      قال حسون أن كرة المريخ صارت تشبه كرة برشلونة وأن ما يفعله الباشا والشغيل في وسط الملعب لا يفعله إلا نجوم برشلونة!

·      تخيلوا بالله!

·      بدلاً عن تناول الأسباب التي دعت فريقه يلعب تلك الكرة الباهتة يحدثنا حسون عن مقارنة لا توجد إلا في خياله أو ربما دفعته لها الرغبة في إرضاء طرف أو شخص ولو على حساب مهنته!

·      وإن قبلنا حديث المدرب حسون عن الباشا على مضض رغم عدم وجود أي شبه بين ما يقدمه لاعب سوداني وبين أضعف اللاعبين الأوربيين، فإن حديثه عن الشغيل جد غريب.

·      فما يفعله الشغيل لا علاقة له بكرة القدم يا حسون.

·      وإن سجل هدفاً ( ربما للمرة الأولى في حياته) في مرمى فريقك الضعيف وحارسكم الأضعف فليس معنى ذلك أنه صار مثل لاعبي برشلونة يا حسون.

·      قلت غير مرة أن المدربين والمحللين السودانيين انطباعيين لذلك لا أستبعد أن يكون هذا التصريح الذي أطلقه حسون قد تأسس على تلك اللقطة الرائعة التي تناقل فيها لاعبو المريخ الكرة بصورة جميلة لتقطع منهم بعد التمريرة التاسعة.

·      لكن هل تكفي جملة تكتيكية وحيدة لأن نشبه المريخ ببرشلونة! وممن ؟! من مدرب نازل فريقه هذا المريخ وانهزم أمامه بأربعة أهداف نظيفة؟! والله إنه أمر مخجل.

·      والمخجل أكثر تصريح حسون الأخير الذي أطلقه بعد يومين من المباراة.

·      هذه المرة قال حسون أنهم لم يكونوا يفكرون في هزيمة المريخ لأنهم يعرفون قدر أنفسهم!

·      ما دمتم خائبون إلى هذا الحد لما أتيتم للملعب يا حسون؟ ألم يكن بالإمكان أن تنسحبوا من المباراة لأي سبب لتحسب نقاط المباراة للمريخ وتوفروا بذلك على لاعبيه عناء الركض لتسعين دقيقة كاملة ؟!

·      الأمر لا يتوقف على حسون وحده، بل هو وضع يشاركه فيه العديد من مدربينا الوطنيين الآخرين.

·      فبعد مباراة الهلال واتحاد مدني التي لم أتمكن من مشاهدتها، خرج علينا جمال أبو عنجة بحديث فارغ المحتوى أيضاً.

·      قال أبو عنجة أن الهلال ضعيف ولم يتمكن من الفوز عليهم إلا بمساعدة الحكم الذي منح وقتاً إضافياً أطول من الذي ضاع.

·      لم أشاهد المباراة كما أسلفت لكنني علمت ممن شاهدوها أن الهلال فعلاً لم يقدم الأداء المتوقع وهي ليست مفاجأة بالنسبة لي، فقد كتبت أكثر من مقال خلال الأيام الفائتة عن المشاكل الفنية التي يعانيها الهلال.

·      لكن الأسئلة الذي يجب أن يوجهها أي صاحب عقل للمدرب أبو عنجة هي: ما دام الهلال بهذا الضعف لماذا لم يسجل فريقك لتكفوا أنفسكم شر وظلم الحكام؟!

·      لما أصر لاعبو فريقك على إضاعة الوقت ليسمحوا للحكم باحتساب دقائق إضافية أكثر من الزمن الذي ضاع أثناء الشوطين؟!

·      ومتى  سيفوز فريقكم على الهلال، ما دمتم تضيعون الفرصة وهو في أسوأ حالاته؟!

·       نعلم أن الكثير من المدربين الأجانب الذين يأتون للعمل في السودان لا يقدمون المطلوب منهم لأسباب متفاوتة.

·      فبعضهم ضعيف المستوى والخبرات والبعض الآخر لا تساعده الأجواء عندنا بحكم أننا نريد أن نلعب الكرة بلا نظام ولا انضباط ولا سياسات وخطط واضحة.

·      والأمر والأنكى أنه ليس لدينا إدارات واعية ومدركة لواجباتها وملمة بالأساليب الحديثة لفن وعلم الإدارة.

·      ولو كان لدينا هذه الفئة من الإداريين لما تجرأ مدرب حي العرب وقال ما قاله ولتمت مساءلة مدرب اتحاد مدني عن السبب الذي منعه من السعي لهزيمة الهلال الضعيف.