ستات العرقى !
بقلم ـ أتيم أتيم بول ـ ملبورن ـ استراليا
العرقى شراب مخمرمقطر يتخذ فى مصر والعراق من البلح و فى الشام من العنب (المعج الوسيط ص ٦٢٦) ، صار وصمة عار على جبين كل جنوبى و جنوبية بالرغم من انه لم يكن مستخدماً بالجنوب منذ القدم فاشجار البلح لا تنموا بطقس الجنوب ، علماً بان البلح الذى تصنع منه العرقى ينموا بشمال الشمالية .
ست العرقى فى السودان هى المرأة المسكينة التى تحاول جاهدة بشتى الطرق فى توفير لقمة العيس لاطفالها الصغار الايتام ، الذين توفى أبيهم و تركهم بلا مصدر رزق يعيشون عليه. وهى التى تبيع او تصنع شراباً مخموراً ، يستخلص من البلح و العجوة الفاسدة التى لا تصلح للتناول الادمى او الحيوانى ، و هو شراب تكمن خطورته فى عدم معرفة و تحديد نسبة الكحول فيه ، كالتى تحدده الشركات المتخصصة بصناعة الكحوليات ، الامر الذى يقود متناوله (سكران ديمة) الى الهاوية ، فيترك عمله و يبيع كل ما له نظير كاسات ينتهى مفعولها بانتهاء مكانة المدمن بالمجتمع
هى مهنة عملت بها اغلب النساء الجنوبيات بالشمال من الفقراء الى نساء الوزراءلاعالة اسرهن ، بعد ان اغلقت حكومة الجبهة الاسلامية منافذ العمل ابان ما يعرف بالتوجه الاسلامى لدولة السودان حينذاك ، اغلقت منافذ العمل فى وجهه كل جنوبى يتوق الى الحرية و يعتزمفتخراً بافريقته .
فطرد من طرد و عزل من عزل و ظهر غول الصالح العام و ابتلع مئات الوزراء و الضباط و الموظفين ، وكانت حملة التطهير قد بداءت من مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى فقتل الشهيد دييوكوان لمواقفه ، و الصقت تهمة الفساد بمارتن ملوال اروب ، حتى القادمين من احراش الجنوب امثال اروك طون اروك بنية صادقة لتوقيع السلام ذهبوا برحلة تفقدية للجنوب و عادوا منها جثث ممزقة غير مكتملة الاعضاء .
كل هذه المظالم و غيرها تمت بمباركة و رعاية ثعلب الثورة انذاك الدكتور حسن عبد الله الترابى قبل ان يرتدى ثياب الواعظين . فاصبح اكثر من نصف الجنوبين المسئولين بقارعة الطريق ، يتجولون حول فندق اراك بالخرطوم متسولين ، عسى و لعلا يحصلوا على جُنيهاتِ يشترون بها رغيفات يابسة لاطفالهم من اولاد السوق و اصدقاء الامس .
تركت حكومة الجبهةالاسلامية منافذ عمل قليلة يلج اليها كل من قبل بالشهادتين (لا اله الا الله ، محمد رسول الله) فصارت الحكومة برد و سلاماً عليهم ، امثال السلطان عبد الباقى و نخبة سلاطين معسكرات النازحين بامدرمان و الخرطوم و المتسللين اليها .
اما عن الصليبين الجنوبين و الوثنين كما يسميهم الجماعة ، فحدث ولا حرج فقد انقلبت حياتهم راساً على عقب كيف لا وهم اوائل المستهدفين بحملة تطهير مؤسسات الدولة السودانية ذات التوجهه الاسلامى .
امسى العرقى احد اعداء المجتمع لمساهمته فى عملية تفكك الاسر ، الى جانب ارتفاع نسبة الجريمة فشرع بعض الفقهاء لتحريمه و الاخرين وصفوه بالمكروه ، اما الحكومة فوضعت ٨٠ جلدة مكافأة لكل مسلم يتناوله و ٤٠ جلدة لكل مسيحى ، منما ساهم فى زيادة عدد المسيحين اثناء المحاكمة فى العديد من المحاكم .
الطريف ان متناوله حينما يبداء بالشراب تتغير هيئته ، و تتسع دائرة عيناه اذا كانتا صغيرتان ، تتقلص دائرة عيناه اذا كانتا من الحجم العائلى ، اما لسانه فيصبح ثقيلاً تخرج منه الكلمات بصعوبة ، يتحدث و يتفوه بما ينفيه فى اليوم التالى حينما تفارقه المحبوبة (العرقى) صدق من قال السكران فى ذمة الواعى .
اذا كان البعض يراه) العرقى (عاراً على الجنوبين فهو ظلم بك مقايس الظلم ، لان البلح المستخدم لعمله يأتى من شمال السودان ، و الفحم يأتى من غرب السودان ، ومياه النيل الازرق من شرق السودان ، فان اصبح عار فيجب ان يكون عار لنا جميعاً ، لان دوافع صناعته واضحة للعيان كوضوح شمس الظهر بالخرطوم صيفاً .
اننا اكلنا و شربنا معاً بطريقة مباشرة او غير مباشر من اموال العرقى المحرمة اسلاميا ، فملايين الجنيهات التى كان يُغِرم بها قضاة النظام العام بما فيهم القاضى سيف بامبدة )ستات العرقى( كانت تذهب لخزينة الدولة ، التى تقوم بصرفها ضمن الرواتب الشهرية لموظفى الدولة ، و الرشاوى اليومية التى كان يتحصل عليها رجال الشرطة السودانية من ستات العرقى يتسوقون بها لاطعام اسرهم .
Atem Atem Bol
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة