الرسالة الأخيرة والبيان الختامي للمشير النذير !!
م/ سليمان حسن كوكو
صرح سعادة المشير، الفحل الضكر، في كلمة مضرية مدوية بولاية القضارف عقب ظهور نتيجة الإستفتاء بالجنوب: (أنه بدءاً من التاسع من يوليو 2011م، وبعد إعلان الجنوب إنفصاله، أن اليوم قد أكملت لكم رسالتي ورضيت لكم السودان دولة عربية ناطقة بلغة الضاد وأخترت لكم الإسلام ديناً دون سواه !! فلا مجال بعد اليوم للتعدد الإثني أو الثقافي أو اللغوي بالسودان، فأنتم اليوم عرب أقحاح، ناطقين بلغة القرآن ، ومسلمو الديانة والثقافة. فلا يأتيني أحدٌٌ غداً بالحديث "المغطغط" و"المدغمس" عن تعدد الإثنيات والديانات والثقافات إلا جلدته جلد غرائب الإبل وقطعته من خلاف وصلبته على قارعة الطريق عبرةً لمن يعتبر)، أو كما قيل. وبذلك يلغي سعادة المشير قانون الطبيعة وإرادة الله بالسودان الذي خلق شعبه "شعوباً وقبائل"، متعدد الأشكال والألوان، واللغات والديانات والعادات والتقاليد لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالى، ويعلن على رؤوس الأشهاد جنسية العروبة للجميع في "السودان" غصباً عنهم و"كياً" في خاله الطيب مصطفى ومن شايعه من زمرته بمنبرهم للعدالة "المايلة" ضد الزنوج السود "العبيد". و رغماً عن أنف لبنان الذي يعارض عضوية السودان بمنظمة الدول العربية ناهيك عن عروبته، وغصباً عن مصنفي البشر إلى "110/ 220"، والرمز "07" ، و"أولاد الخال" ، و"البدون".
نشهد ونبصم بالعشرة أننا قد إرتضينا العروبة جنسيةًً، وقبلنا العربية لغةً دون غيرها، وبالسودان دولة عربية، وآمنا –مرة أخرى وإضافة إلى ما كنا- بالإسلام ديناً، ونشهد أن المشير البشير النذير آخر المبلغين والمنذرين، وبايعناه ولياً فقيهاً علينا إلى يوم الدين. فقط أفيدونا، أفادكم الله، ماذا نفعل بألواننا المتفحمة سواداً، وأنفوفنا الفطساء المتفطسة، وأفواهنا ذات الشفاه الغليظة، وشعرنا الأكرد المتجعد المفلفل، وكل الصفات التي خصنا بها الرحمن وجعلنا مختلفين ولا نشبه العرب لا من قريب أو بعيد. وكيف نقنع من يعتقد غير ما تقول فينا يا سيادة النذير من الدول والشعوب العربية الأقحاح مثل لبنان وغيرها، بل كيف نقنع مجموعة الطيب مصطفى وأمثاله الذين "بين" بل "فوق" ظهرانينا ليغيروا نظرتهم العنصرية المتعالية ضد الناس الذين خلقهم ربهم أعاجم سوداً وأنزلهم أدغال إفريقيا في بقعة أطلق عليها إسم "السودان" ، ويعطوهم حقوقهم وأن يعاملوا بالعدل والإحسان والمساواة وقد أصبحوا الآن مواطنين متساوين في الجنسية والدولة والدين واللغة، ومبرئين من كل ذنب حسب البيان والفرمان الأخير لإبن أخته البشير النذير، ولإعترافه في خطاب الإستقلال "الوطن ملك للجميع ولا يحق لأحد أن يمن به على أحد"، وألا يكون مثل قراراته الكثيرة السابقة التي ذهبت أدراج الرياح وأصبحت "كلام ساكت"!!! بل وتسليماً لأمر الله: "و من آياته خلق السموات و الأرض و أختلاف ألسنتكم و ألوانكم ان فى ذلك لآيات للعالمين" ، و.."لو شاء لجعلكم أمة واحدة". وتطبيقاً لشرعه، "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس فأحكموا بالعدل"، و"لا ينهكم شنآن قوما ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى"، ......
وهل سنرى بداية تطبيق الشريعة من قمة الهرم إلى قاعدته، بدءاً بالرئيس النذير نفسه بصون لسانه وعدم الإساءة إلى شعوب السودان الآخرين من غير "بني جعل"، مثل ما قال في أهل دارفور، وأن يعتبر الجميع إخوان في الدين والوطن والجنس، وألا يحلف -حتى بالله- إلا مضطراً جدأ جداً، وألا نسمع أقوالاً مثل "علي الطلاق"، و"تحت الجزمة"، و "لحس الكوع"، و"أشربوا من البحر"، و"بلوها وأشربوا مويتها"، و"تطهروا بماء البحر"، و"إغتسلوا وتوبوا"، ولن يطلب "ملاقاته في الشارع بره"...إلخ، فهي ليست من أخلاقيات العاديين من عامة الناس، دعك من شيم وحكمة القادة والزعماء والرؤساء، خاصة المؤمنين منهم، فليس المؤمن بطعانٍ، ولا لعانٍ، ولا فحاشٍ، ولا بذيء. وأنه من الآن سيتوخى الأمانة والصدق في القول والفعل، ولن يكذب علينا ولن ينقلب علينا، ولن يتحايل "إن إذهب أنت إلى السجن وانا إلى القصر"، ولن يحدثنا عن الأشجار التي تتحرك، والقرود التي تزيل الألغام وروائح المسك والعنبر التي تهب في الإدغال أو الغمائم التي تظلل المجاهدين، ... ولن يخوننا ويصفنا بالطابور الخامس أو عملاء الشيطان والصهاينة والنصارى، ولن يعتقلنا ويعذبنا ويحاكمنا إذا إشتكينا من ظلم أو جوع أو مرض، أو من الغلاء وإنعدام المواد، أو من نقص في الخدمات الماء والكهرباء، أو طالبنا بحقوقنا من متاع الدنيا الفانية التي يتمتع بها هو وبطانته ويحرمنا منها. وسيخبرنا بأن كل السودانيين سيركبون البكاسي وليس فقط أهل الجزيرة، وأن التنمية ستشمل جميع الأصقاع المتبقية من السودان دون إقصاء أو تهميش، وليس فقط نهر النيل وأهل الجزيرة ومثلث حمدي!! وفوق ذلك أنه سيقوم بإعطاء جميع شعوب السودان حقوقها المستحقة شرعاً: كتنفيذ بروتوكول المشورة الشعبية بجبال النوبة والنيل الأزرق، وإحترام تعهداتها وإتفاقاتها والإيفاء بها لإنفاذ ما تبقى من بروتوكولات إتفاقية السلام الشامل وتثبيت حقوق أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق، وتطبيق بروتوكول أبياي، وإيقاف نزيف دم المواطنين "المسلمين" ، والآن عرب، في دارفور بحل قضيتهم العادلة وإعطائهم حقوقهم المستحقة من الثروة والسلطة، ..إلخ.، وأن جميع السودانيين متساوون لديه، وهو الراعي والمسئول عنهم جميعاً دون إستثناء، وليس فقط "المسيرية" و"حوش بانقا"، ... وكله بالشريعة والإسلام، الذي إرتضاه لنا وطبقه علينا، لا نطالب بغيرها!!!!
وهل سيقوم بمحاسبة الخال الرئاسي "الدكتور المهندس" الطيب مصطفى، "الإنفصالي، المتعالي، العنصري، الشتام، اللعان، الفحاش، البذيء"، الذي جبر وتكبر وفجر في الخصومة بعيداً عن الإسلام وأخلاق المسلمين، وبعيداً عن الدين الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر، ويدعو للحكمة والموعظة الحسنة وعفة اللسان واحترام الانسان. حيث يقول خاله أن الجنوبيين سرطان في الجسد السوداني، ولن نعترف بهم حتى إن أسلموا!!! والآن بعد أن أعلن الجنوب إنفصاله صوب سمومه، بلسانه الذرب بالسباب والشتم وينضح بالحقد والتحريض بالكراهية "أربعة وعشرين ساعة في اليوم"، نحو أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق السكان الأصليون الذين لم يأتوا إلى السودان على ظهر إنس أو جان، كما أنهم مؤمنون وموحدون وليسوا بشيوعيين أو علمانيين، وحتى الجهالة التي كانت لدي بعضهم، فقد تابوا عنها كما تاب غيرهم من قبلهم كانوا أشد كفراً ونفاقاً !!! وعلى كلٍ فأن المعتقد والعقيدة والدين ليس مدعاة لظلم الناس وحرمانهم حقوقهم المشروعة أو التسويف عليها بالنصب والإحتيال وبتلفيق وتدبير الدسائس والمؤامرات، والكذب وقلب الحقائق وتشويه صورتهم بعداوة متوهمة... أفليس "لكم دينكم ولي دين"، و"جادلهم بالتي هي أحسن"، و"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"،.. و"لو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" !!!. وفي النهاية.. ألسنا جميعاً من ادم و ادم من تراب؟!!، وإن كان يظن غير ذلك وأن طينته أكرم من طينتهم أو أن بياضه أفضل من سوادهم أفليس هذا نكران وإفتئاب على الله وخلقه للناس وضد الشريعة؟!! قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابذوا بالألقاب". وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه". وأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده!!! وهل سيقوم بإغلاق جريدة الخال التي تنشر سموم البغضاء والكراهية والتفرقة والعنصرية بين شعوب السودان؟؟ بل هل سيحاسبها كما يحاسب بقية الجرائد السودانية الأخرى؟؟
وكذلك نتساءل هل سيقوم المشير النذير بعد تطبيق الشريعة بإسكات أصوات المستبدين المنفلتين من قيادات وسفهاء المؤتمر الوطني، من شتم السودانيين والإساءة إليهم وإذلالهم؟!!! وماذا سيفعل "بالفساد الذي ينخر في بيت الرئيس" (صحيفة الراكوبة – 3/4/2011)، ومع الفساد المستشري في كل مفصل من مفاصل الدولة؟ وهل ستطبق الشريعة على كبار الحرامية والنصابين الذي سرقوا أموال الشعب؟ وهل سيحاسب عماله من الحكام والوزراء (ال99 حرامي) والموالين إزاء سرقاتهم ونهبهم أموال الدولة والموثقة من قبل المراجع العام في كل سنة؟. وهل سنرى شريعة صحيحة معافية وليس فقه الضرورة! وفقه السترة!، وفقه الفهلوة والشطارة والتلفيق والتضليل والتبرير لظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل بأنه: "خير ساقه إليهم الله!!!" ونعجب للخير الذي ينهمر على فئة بعينها ولا يعم، أو ينزل قطرة على غيرهم من العباد، أهو من عند الله الواحد الصمد، أم بفعل وتدبير وتخطيط شياطين وأبالسة الإنس والجن والعياذ بالله.
ختاماً، نسأل الله أن يهدي المشير النذير سبل الرشاد ويسدد في طريق الخير خطاه، ويحميه ويشفيه من الغواية ومن مرض السلطة والإستبداد!! وأن يجعله رجلاً ضكراً بحق وحقيقة، صادقاً وأميناً، كما كانت تقول دعاياته الإنتخابية "القوي الامين"، وأن "يملص" و"يخلع"–تواضعاً "تواضع العلماء والحكماء" دبابيره ونياشينه التي تنوء عن حملها أكتافه دون معني، ويضع العصا التي يحملها أبداً ملوحاً ومهدداً بها مواطنيه، ويرفع بدلاً عنها يد السلام والمحبة والوئام مع الجميع. وأن لا يقمط الناس حقهم، ولا يعذبهم أو يقتلهم ظلماً وعدواناً بإسم شريعة "الهوى والغرض" التي يرهب بها الناس وليس شرع الله!! وأن يكون بشيراً بحق يحبه جميع الناس وليس نذيراً تتعوذ منه العباد، وأن يتقمص مبادئ الاسلام السامية: من العدل والمساواة والرحمة والاحسان والتسامح والامانه والنزاهة والسماحة والعفة , فقد قال نبينا (صلعم): بعثت لأتمم مكارم الاخلاق , وانه ابتعث رحمة للعالمين , وقال تعالي: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم". وليته يستمع ولو مرة واحدة لأصوات الحق وأنات المحرومين والمظلومين، لا تطبيل بعض المنتفعين والمرجفين و"المدروشين" حوله، وعلماء السوء الذين يزينون له الباطل، ولا يقولون كلمة حق واحدة "والساكت عن الحق شيطان أخرس"، ولا ينصحونه بما يرضي الله والعباد، بل يسارعون لنيل رضاه طمعاَ في جاه أو عطاء يصيبونه. فإن ما يصدحون به أناء الليل والنهار ليست من شريعة الرحمن، ولا لوجهه الكريم أو إعلاء لشرعه، ولا هي لله! كما يدعون!!! ، وإنما طمعاً في ما قد ينالون من عروض الدنيا، فهم يأكلون باسم الدين وبغطاء الدين، ألا فهم سفلة السفلة، أو كما قيل!!!! والعياذ، ولا حول ولا قوة إلا، بالله العلي العظيم!!
غرة إبريل 2011م
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة