From sudaneseonline.com

بقلم : حسن الطيب / بيرث
الوحدة أو الطوفان / حسن الطيب / بيرث
By
Sep 30, 2010, 22:49

بسم الله الرحمن الرحيم
الوحدة أو الطوفان  
 حسن الطيب / بيرث

 من المهم أن تستشعر حكومة الوحدة الوطنية السودانية أن اتفاقها على الاحتكام إلى الحوار والجلوس على طاولة واحدة لمناقشة كافة القضايا التي تهم الوطن لإنهاء حالة الانسداد التي تكتنف علاقاتها، ومغادرة نفق المكايدات والمناكفات، والاتجاه نحو الحوار وطرح الرؤى والأفكار والتصورات، وإخضاعها للمداولة، واستخلاص كل ما هو مفيد ويسهم في تعزيز وتمتين جسور الثقة والشراكة الوطنية في وطن تم تأسيسة  قهرا، فلا شيء  يجمع سكان اقاليمة المتعددة ، عرقيا أو  ثقافيا أو دينيا،إضافة إلى ( فرق تسد) الذي مهد له الاستعمار البريطاني من خلال قانون المناطق المقفولة الصادر سنة 1922، ومنذ ذلك العام ظلت العلاقة بين المواطنين في الشمال والجنوب علاقة هشة يؤكدها التاريخ والواقع ، وشابتها منغصات بسبب الصراع  بين الشمال والجنوب  جعلت العيش المشترك في ظل دولة واحدة متعذراً.
لذلك وافق المتفاوضون على تقريرالمصير بعد فترة انتقالية كان من المأمول أن تمتص مرارات الصراع ويزول فيها الاحتقان وتقدم فيها سياسات وبرامج تقنع الجنوبيين بتفضيل الوحدة على الانفصال.
ولكن  خطاب التصعيد لدى الطرفين آخذ في التمدد، ولهجة الحديث تنحدر نحو الحافة، فما ان يعلن احدهما موقفا أو مطلبا حتى يرد الآخر بموقف أكثر تصلبا وتعنتا مما قال به سابقه، فعندما أعلن المؤتمر الوطني على لسان وزير الإعلام وعضو المكتب القيادي للحزب كمال عبيد موقف الحزب بقوله (إنه لن يكون للجنوبي في الشمال موطن حال وقوع الانفصال، وكذلك لن يتمتع بحق المواطنة والوظيفة والامتيازات ، ولا بحق البيع والشراء في سوق الخرطوم  ( و لن نعطيه (الجنوبي) حقنة في المستشفى).
رد عليه نائب رئيس حكومة الجنوب ونائب رئيس الحركة الشعبية رياك مشار بالقول (بأن حكومته تمتلك خيارات عديدة)، ترد الصاع صاعين للخرطوم في حال تنفيذ التحذيرات التي أطلقها كمال عبيد، وهدد القيادي بالحركة أتيم قرنق باستهداف ستة ملايين شمالي يرعون نحو 25 مليونا من الماشية في الحدود بين الشمال والجنوب وداخل الجنوب، ولوح قرنق باستهداف الشماليين في حقول البترول وقال إن 80% من آبار البترول في جنوب السودان وكل من يعملون بآباره من الشمال، فهل فكر المؤتمر الوطني في مصيرهم إذا ما أخطأ بحق الجنوبيين في الدولة الشمالية.
وعندما أعلن رئيس البرلمان القومي أحمد إبراهيم الطاهر لدى مخاطبته (البرلمان القومي للشباب) ان الانفصال سيفقد مواطني الجنوب بالشمال والشماليين بالجنوب حق التمتع بالتجوال كما يشاؤون والسكن كما يشاؤون، وأكد ان الانفصال إذا وقع سيجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية في البلدين المنفصلين، وسيتطلب ذلك إذنا للدخول والعمل والإقامة والامتلاك، وهذا ما يجعل المواطن من الدرجة الثانية، عندها قرر برلمان الجنوب دعم خيار الانفصال في الاستفتاء المقبل، وشكّل لجاناً لتعبئة شعب الجنوب بالداخل وفي بلاد المهجر للتصويت بكثافة لمصلحة الانفصال كخيار أفضل للجنوب.
وقال رائد المجلس التشريعي في برلمان الجنوب بشير باندي إن برلمان الإقليم تداول في جلسة عن الاستفتاء، وقرر ان ليس هناك ما يجعل الوحدة الخيار الجاذب إلى شعب الجنوب، ولذلك قرر أن يُعبئ مواطنيه في جميع ولايات الإقليم وفي الشمال وبلاد المهجر ليصوتوا لمصلحة الانفصال كخيار أفضل
مثل هؤلاء لا يسعون فقط إلى إجهاض فرص الحوار والتوصل إلى توافق وطني حول القضايا التي سيجري التحاور بشأنها، بل إنهم يرمون إلى الزج بالبلاد في أتون الفوضى والانفلات العارم الذي يأكل الأخضر واليابس، ويأتي على كل شيء بالخراب والدمار الشامل ، وعليهم أن يعلموا علم اليقين، أن هذا الوطن هو ملك كل أبنائه وأنه ليس كعكة نتقاسمها، ولا بقرة نحلبها، ولا رقعة جغرافية يستبيحها الغوغائيون والمخربون والقتلة وقطاع الطرق ومروجو ثقافة الحقد والكراهية.
آخر الكلام:-
مهما توارى الحلم في عيني

وأرّقني الأجل
مازلت ألمحُ في رماد العمرِ
شيئا من أمل
فغدا ستنبت في جبينِ الأفقِ
نجمات جديدة
وغدا ستورق في ليالي الحزن
أيام سعيدة



© Copyright by sudaneseonline.com