From sudaneseonline.com

بقلم : ثروت قاسم
السر وراء الهدف الحقيقي لكل عنصر من العناصر الخمسة للاستراتيجية الجديدة في دارفور /ثروت قاسم
By
Sep 29, 2010, 17:50

السر وراء الهدف الحقيقي  لكل عنصر من العناصر  الخمسة   للاستراتيجية الجديدة في دارفور

 

 

ثروت قاسم

[email protected]

 

 

 

فاتحة

 

كان  الشيخ محمد احمد المهدي ( عليه السلام )  , مؤسس المهدية الأولي ,  ( هناك مرحلة  أحيائية ثانية , ومرحلة عالمية ثالثة نسعد بالتمرغ في عزها هذه الايام علي يد السيد الأمام , صاحب الاسم )  !

 

كان الشيخ يتطير من أقبال الدنيا عليه بمفاتنها وزخرفها , لانه  يعرف ان كل أقبال يتبعه أدبار , كما يتبع الليل النهار ! وكان عليه السلام  يصبر علي  أدبار الدنيا عليه !   أدبار  ربما كان فيه  شئ من الخوف ونقص في الاموال والانفس والثمرات ! لأنه يؤمن أن بعد العسر يسرأ , وأِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ,  وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ !

 

كان الشيخ لا يحب الإحساس بالزهو ,   فكل ما أصابته  حسنة اغتم , ولم يفرح  , لان الله لا يحب الفرحين !  وكان يردد أنا لله وأنا اليه راجعون , كلما اصابه قرح !

 

 ولهذا  جمع  الراتب  , وكان لا يفتر من تكرار  تلاوة راتبه  , لأن فيه جرعات من استحقار النفس , يحتاجها الإنسان حتى لا تفتنه الدنيا وزخرفها  ! ولأن المولى قال في محكم تنزيله  :

 

لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ , وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ .

 

أقول قولي هذا , لأذكر أهلي في دارفور بأن لهم في الشيخ قدوة , فهم أنصار الله ! عليهم بالأكثار من قراءة راتب  الشيخ , ففيه الطمانينة , وحتي ترجع نفوسهم الي ربها , بعد عمر طويل , بأذنه تعالي , راضية مرضية !

 

كما أذكرهم بخواتيم أل عمران !

 

ألم يوعدهم  سبحانه وتعالي  :

 

 فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ,  فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴿١٩٥﴾ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ﴿١٩٦﴾ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿١٩٧﴾ لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ ۗ وَمَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ ﴿١٩٨﴾ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّـهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩٩﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٢٠٠﴾ !

 

أبشروا  أهل دارفور , فقد وعدكم المولي عز وجل بالتكفير عن سيئاتكم

ووعدكم  بالجنة ,  التي  تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ,  ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ !  وذلك  لان الفئة الباغية  الجنجويدية قد أخرجتكم من دياركم ( أكثر من 4 مليون نازح ولاجئ )  , وقتلتكم ( أكثر من  300 الف شهيد ) !

 

لَا يَغُرَّنَّكَم  , اهل دارفور , تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا من الانقاذيين  فِي الْبِلَادِ !    مَتَاعٌ قَلِيلٌ في الدنيا ,  ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ

 

فاصْبِرُوا , أهل دارفور , وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ !

 

حكاية

 

 

تحكي المبدعة فتقول :

 

المهدية كانت زمان كربة شديدة !  يروى ان اثنين من البقارة , وقد ضجا بحالة الكربة هذه ,  ففرا من أم درمان ,  وحينما ابتعدا كثيرا ,  ناما  !  ولما جاء وقت صلاة الفجر , استيقظ أحدهما , وغز كوعه في الرمال من تحته  , وقال لصاحبه فرحأ :

 

تلقى الجماعة هناك في أم درمان ,  إلا رغّب رغّب  ! الحمد الله الفكانا!

 

الإشارة لطائف الفجر  من الأنصار  , الذي يعمل على إيقاظ النيام , ليقوموا , ويصلوا صلاة الرغيبة قبل الفجر  ,  واستعدادا لصلاة الصبح !  فهو بعد أن فر بجلده وزميله من تلك الانكرابة , كان يتمتع بالنوم فوق الرمال الناعمة  , ويتذكر حال ناس أم درمان !

 

لا فكاك , يا بني أدم  ,  ولا  راحة إلا تحت التراب ... 

 

فقط ندعو الله أن يطيب العمل !

 

عناصر الإستراتجيّة الخمس :

 

 

الاستراتيجية  الجديدة  , التي دشنها نظام الأنقاذ ( الاربعاء  29 يوليو 2010م )  ,  لحلحلة ازمة دارفور  من الداخل  ,   ترتكز علي خمسة عناصر رئيسيّة  , هي :

 

الأمن ,

 

أعادة التوطين ,

 

المصالحة ,

 

المفاوضات,

 

والتنمية .

 

 

  دعنا  ً  نقيم , ونتدبّر ونتملّي  ونستعرض  بنود  ومرتكزات  وقواعد الإستراتجيّة الجديدة  الخمسة , كل واحدة علي حدة !  وحسب أفعال  ( وكذلك  أقوال ؟ ) نظام الإنقاذ  علي الأرض , منذ بداية المحنة ,   لنعرف إلي أين نحن مساقون ؟ ولنعرف ما وراء الاكمة ؟

 

العنصر الأوّل

 

  الأمن

اكد نظام الأنقاذ   رغبته  في اتخاذ  إجراءات امنية ( عسكرية )  احادية ,  استباقية ووقائية    ( في أطار الاستراتجية الجديدة )  ضد أعداْء  نظام الأنقاذ . وقد أثبتت التجربة المعاشة طيلة السنوات السبعة الماضية فشل هذه السياسة  العدوانية الاستباقية الوقائية ! التي لم تستبق شيئأ , ولم توق  ضد أي شئ ؟  بل أشعلت النيران في هشيم دارفور !

السبب المنطقي    لفشل  الاجراءات الامنية العسكرية الوقائية المقترحة  لبسط الامن  هو انعدام الحل السياسي لمشكلة دارفور  .

 لا   يمكن معالجة قضايا الأمن  من دون تسوية سياسية مسبقة  في دارفور !

نقطة علي السطر !

والا نكون قد وضعنا العربة أمام الحصان !

 مما يقود  الي مزيد من  الاقتتال , والنزاعات والتفلتات الامنية , بدلا من احتوائها  .  اي المحصلة النهائية سوف تكون عكس الهدف المرجو تماما ... مزيد من عدم الامن بدلا من حفظ  امن  غير موجود أصلأ ! 

  أستباب الامن في أطار الاستراتجية الجديدة  هو اسم الدلع  لأعادة أنتاج العدوان ؟   هذه   سياسة  عسكرية انقاذية  قديمة  أثبتت فشلها  علي أرض الواقع  , خلال السبعة سنوات الماضية ؟

العدوان كالكفر ملّة واحدة ! ولقد لعن الله الكفر والكافرين ؟

وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين ) َ   ....  )

( 190 – البقرة )

ثم ماذا يكون شعور الجنوبي المقبل علي الأستفتاْء , وهو يري رأي العين ,  نظام الأنقاذ ينفذ استراتيجية امنية  جديدة ,   تشعل النيران في دارفور من جديد , بأعتمادها  علي  القتل , والعدوان ,  والحرب ,   والعمليات العسكرية الاستباقية والوقائية  ؟

 قطعأ سوف ينفر الجنوبي من الوحدة مع نظام  عدواني يقتل زملائه الأفارقة من   أبناء الهامش السوداني ؟ وسوف سيعزز ذلك من فرص انفصال جنوب السودان  ؟  والأدهي والأمر , سوف تقود هذه الاستراتجية الجديدة الي  تبني الفصائل الدارفورية لمبدأ حق تقرير المصير , أسوة بأخوانهم المهمشين في جنوب السودان , كما صرح  بذلك في وضوح وبفضوح  معالي الدكتور التجاني السيسي  ( الدوحة – يوم الأحد 26 سبتمبر 2010 )  ! فيزداد الطين بلة ؟ وتتري  قرارات مجلس الامن حول دارفور ,  التي فاقت حاليا العشرين قرارأ , كل واحد فيها يشجب ويدين  نظام الانقاذ ؟

 

 كما  يؤمن نظام الانقاذ بان اكبر مهدد للامن  في دارفور , هي قوات اليوناميد التي  يتهمها ,  جورأ وبهتانأ ,  بمد المتمردين بالسلاح  ؟   وبأنها تحمي المجرمين من يد العدالة السودانية  ؟  كما فعلت مؤخراً بحماية ستة من عناصر حركة تحرير السودان في معسكر كلمه  ,  ورفضها عدم تسليمهم لشرطة ولاية جنوب دارفور؟

 حماية المدنيين مهمة أصلية واصيلة  لليوناميد  !  ومع ذلك , لم يشفع لليوناميد  لدي نظام الأنقاذ , أنها فشلت فشلا ذريعأ  في حماية المدنيين  أبان أحداث معسكر  كلمه الأخيرة ، حيث مات العديد منهم سنبلة !   بل , وصدق أو لا تصدق  , صرحت اليوناميد , وعلي رؤوس الاشهاد , وعلي عينك يا تاجر , وبالمفتشر ,    بأن حماية المدنيين ليست  من مهامها  !!

ربما كانت مهامها حماية المخصصات   المالية المعتبرة لعناصرها ؟

ربما كان تصريح اليوناميد الفاجع  ارضاء لنظام الأنقاذ  , حتي لا يسعي الي  طردها , فتفقد عناصرها مخصصاتها المالية المعتبرة ؟

هكذا  ؟

هل تصدق هذا الكلام , يا هذا ؟

ولكن هذا ما حدث بالفعل في بلاد الا معقول !  وأكان مغالطني , أسأل حليمة  بغم !

 

   استتباب الامن  , حسب الاستراتيجية  الجديدة , يعني  اربعة  أمور :

 

اولا :

 

تجريد كل قبائل الزرقة المعارضة لنظام الانقاذ , وكذلك الحركات المعارضة الدارفورية الحاملة للسلاح   , تجريدهم من السلاح  !

 

ثأنيأ :

 

هجوم  عسكري مكثف  , مدعوم بالجنجويد علي الارض , علي مناطق نفوذ الحركات المسلحة , للقضاء عسكريأ علي هذه الحركات قبل حلول موعد الأستفتاء .

 

وفي هذا السياق , قام نظام الانقاذ , بمساعدة  متمردي حركة « جيش الرب » الأوغندية  بالهجوم على مناطق حركة التحرير والعدالة  في منطقة دافاك في ولاية جنوب دارفور، يوم الاثنين  13 سبتمبر 2010 .

 

وفي تفس الوقت يزمع نظام الانقاذ  معاودة المفاوضات ( الغير عبثية  ؟ )  مع  حركة التحرير والعدالة   ( الكديسة بدون أسنان ؟ )  في الدوحة , لكي تبصم بالعشرة علي مسودة أتفاقية سلام  , اعدها  نظام الانقاذ ,  ثنائيأ , مع الوساطة القطرية – الدولية  , وبدون مشاورة الحركة  , كما أعلن   بذلك   ,  وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود , والوسيط الدولي جبريل باسولي , في بيان أصدراه قي الدوحة يوم  الأربعاء  22 سبتمبر 2010    !

 

   أستهجن  معالي الدكتور التجاني السيسي  ( الدوحة – يوم الأحد 26 سبتمبر 2010 )  صدور بيان الوساطة الأستفزازي ,  بدون أي مشاورة مسبقة مع حركتة !  كما أستنكر اتجاه نظام الانقاذ والوساطة ,  لتصفير حركته  , وكأن  التفاوض  معها  في الدوحة لا معنى له   !

 

في حقارة أكتر من كدي ؟

 

هل هذا يكفي لتقييم عبثية منبر الدوحة ؟  

 

طق حنك هوائي باليد اليمين ,  وطق حنك عسكري ( مبيد جماعي ؟ ) باليد الشمال , و في نفس الوقت !

 

ثالثأ :

 

  اعادة تسليح القبائل العربية  وحرس الحدود ( الجنجويد ؟ )  , ومليشيات  الدفاع الشعبي , حتي تتمكن من صد هجمات الشفتة , وقطاع الطرق , وسارقي الابقار , التي ازدادت في الاشهر الاخيرة , حسب أدعاء الأنقاذ ؟

 

عديل كده وبلا خجلة  وبدون أختشاء ؟

 

عاد ده كلام , يا رندا عطية  ؟

 

رابعأ :

 

العمل علي أقناع مجلس الأمن بعدم التجديد لقوات اليوناميد عند انتهاء دورتها الحالية في اغسطس 2011 !

 

لكي يستفرد ذئب الانقاذ بحملان دارفور  المهجرة !

 

هناك سابقة ماثلة للعيان , فقد طرد الرئيس ديبي قوات الامم المتحدة المتمركزة  في شرق تشاد  ,  دون ان يرفع المجتمع الدولي  الأصبع السبابة  !  وسوف تغادر هذه القوات شرق تشاد قبل نهاية هذه السنة !

 

أنقلبت الأية , وأصبح السودان يحاكي تشاد في كل شئ ؟ فالسودان تالت الطيش , وبعد تشاد مباشرة , في قائمة الدول الفاشلة !

 

نواصل استعراض  العناصر الاربعة الباقية في الحلقة القادمة



© Copyright by sudaneseonline.com