From sudaneseonline.com

بقلم: عواطف عبد اللطيف
خاطرة : السودان ونادى الكبار /عواطف عبد اللطيف – كاتبة مقيمة بقطر
By
Sep 27, 2010, 18:12

 

خاطرة :  السودان ونادى الكبار    

عواطف عبد اللطيف – كاتبة مقيمة بقطر

 awatifderar [email protected]

تابعت ذلك الحشد الضخم  من قادة العالم  الذين اكتظوا داخل اروقة الامم المتحدة للتداول حول قضية السودان  خاصة مسالة  استفتاء جنوب السودان 

وكان هناك شبه اجماع على ضرورة اجراء الاستفتاء فى موعدة مطلع العام القادم  رغم ان بعض الخبراء شبهوا تلك التظاهرة  السياسية بانه " اجتماع علاقات عامة "  لان قرار الانفصال الذى تبناه اوباما بقوة قد اتخذ بالفعل  واضحى واقعا لا مفر منه .. ويستاءل كثيرون عن الموقف الامريكى " المحرض "الذى تبناه  اوباما فى خطابه  وتلك الاشارات السالبة  التى اطلقها الرئيس الامريكى حيث لم يشر فى خطابه المرتجل باى شى عن حكومة الشمال خاصة فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية والسياسية المفروضة على الخرطوم وبما اسمته وسائل الاعلام الامريكية" بالحوافز " وركز  اوباما  فى كلمته  على دعم الجنوب وقضية دارفور  وكشف  اللقاء التناقض الكبير فى مواقف القوى الدوليه بسبب تضارب مصالحها السياسية و الاقتصادية  فى المنطقة  وفى تقديرى الشخصى ان اجتماع نيويورك   كان بمثابة " عصاه غليظة  "واداة ضغط اكثر على حكومة الشمال وليس الحركة الشعبية   وغالبية المتحدثين انحازوا بطريقة ما الى الحركة الشعبية فى ظل غياب واضح لروسيا والصين اللذان يدعمان الخرطوم والمفترض ان يكون الوسيط الامريكى وسيطا محايدا لتلعب دورها الاكبر فى الاستفتاء.. وها هى ..  القضية السودانية ..  تدخل  "اضابيرمعمة  الكبار "  ولكن فى الوقت الضائع..؟؟؟

 الدبوماسى الضليع عبد  المحمود عبد الحليم مندوب السودانت السابق فى الامم المتحدة قال معلقا على الحدذ : اجتماع  قنلة مفخخة ينعقد في اطار اجواء مشحونة وهو اجتماع  يرسل رسائل سالبة للاستفتاء ويهدف لتحييد اصدقاء السودان وتنفيذ المخطط الغربي بغطاء اقليمي عربي وافريقي حيث يحاول هذا الاجتماع الوصول لنتائج إستباقية لنتيجة الاستفتاء لاسكات الاصوات المدافعة عن السودان الواحد. 
وفى تصورى الشخصى فان  لعبة الكبار لن تحل القضية  بل تعقدها اكثر . .. لانها لعبة وراءها اجندة خاصة ومصلحية بالدرجة الاولى  ..  "الزولات  "يستطعيون وحدهم حل مشاكلهم السياسية  .. والتاريخ يقول لنا  ذلك ... ولكن الامر يتطلب البعد عن الاجندة  والاستقطابات السياسية و الحزبية والمصلحية .. يجب النظر للقضية بمنظار الوطن الكبير السودان الذى يمكن ان يسع الجميع بعرقياته الدينية و الثقافية العديده .. الذى عرف التعايش الاسرى والتسامح والعلاقات الاسرية المتتده  داخل " الحوش السودانى " الفسيح  دون  مشاكل ..  وحقيقة المتابع للساحة السياسية السودانية  هذه الايام يصاب بالفزع من تلك التحليلات التى تحمل  فى جوفها مخطط  معد سلفا لتدمير السودان ... العشرات  داخل السودان ومن ارجاء المعمورة تحولوا فجاة " الى محللين سياسيين "   بفذلقون الاحاديث السياسية ويفتون فى كل شىء ..  بالحق وبالباطل .. وكل واحد من هؤلاء له اجندته الساسية الخاصة ... وحولت القنوات السودانية  العديد من اؤليك  الاشخاص  لاسيما مجموعة من " الزملاء  الصحفيين والاعلاميين والاكاديميين   " الى  محللين سياسيين ونجوم ينافسون نجوم الكرة والفن .. يتحدثون كانهم يمسكون بخيوط اللعبة السياسية باكملها ويعرفون اسرارها ودهاليزها ويتسببون فى ارباك  المشاهدين  واحباطهم بمعلومات غير دقيقة وغير واقعية ..  اقول ان اهل السودان اذا وضعوا الرحمن فى قلوبهم  وتناسوا اجندتهم السياسية والشخصية والعنصرية والعرقية وحملوا مصلحة الوطن فوق اكتافهم وداخل ضمائرهم فان الحل ليس بمستعصى ابدا .. فطبيعة المجتمع السودان .. قائم على التواصل الاجتماعى والشراكة والحوار وسماع الراى الاخر .. لا ذلت  عند راي  بان هناك فرصة كبيرة يمكن اقتناصها  للبقاء على السودان الموحد لان الانفصال اذا حدث سيشكل ضررا بليغا للجنوبيين والشماليين معا ولن يكون هناك كاسب ابدا فى سباق الاستفتاء ...  بل  سيفتح الابواب امام الطامعين خاصة من بعضجيران السودان  لافتراس خيرات السودان ...  ويجب علينا التعلم من دروس دول سبقتنا فى ذلك وامامنا  تجربة  الشقيقة اريتريا عندما انفصلت من اثيوبيا دخلا فى حرب طويلة  عام 1998 بسبب نزاع حدودي حول قرية صغيرة ليس لها أي قيمة استراتيجية سياسيا او اقتصاديا  بالرغم من أنهما وقعا عشرات من الاتفاقيات ً لتنظيم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بينهما.  وحملت حرب  "ابناء العمومة "  معها الكثير من الماسى   وتسببت فى  وفاة  الاف الشباب من  البلدين  وتشريد مئات الآلاف من المواطنين خاصة بعد طرد الحكومة الإثيوبية  العائلات الإرترية التي ظلت تقيم في البلاد لأكثر من نصف قرن  اضافة الى تجربة تيمور الشرقية التىانفصلت من اندونسيسا والجبل  الاسود الذى انفصل من الصرب .

اننا من هذا المنبرنطالب قيادات السودان ونخبه السياسية خاصة من اهل الجنوب وحكومة الشمال  استخلاص تلك العبر  والدروس لاسيما و أن الظروف التي  تجرى فيها عملية الاستفتاء لا تقل تعقيداً عما واجهته تلك الدول التى كونت كيانات مستقلة لها  .. نقول بصوت عال  ان النوايا الطيبة  لن  تكفي  لتجنب تداعيات انفصال جنوب السودان خاصة وان العديد من الملفات الشائكة و الحساسة  لم تحسم بعد ولم يتبق سوى نحو مائة يوم  وينبغى على الشريكين سرعة حل القضايا  التى لم تحسم    خاصة قضية " قتبلة " ابيى وطبيعة العلاقة بين البلدين بعد الاستفتاء ومسالة المواطنة وترتيبات تقاسم ثروة النفط والحدود وتحركات القبائل فى مناطق التداخل والترتيبات الامنية وغيرها من القضايا المصيرية  ... 

همسة : واليحمى المولى شعب المليون ميل مربع  من تلك الشرور المتربصة به فى الداخل والخارج ..

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com