From sudaneseonline.com

بقلم : ثروت قاسم
تفاصيل الصفقة التي فشل الأستاذ علي عثمان محمد طه في إبرامها مع الرئيس اوباما ؟/ثروت قاسم
By
Sep 27, 2010, 18:04

تفاصيل الصفقة التي فشل الأستاذ علي عثمان محمد طه في إبرامها مع الرئيس اوباما ؟

 

ثروت قاسم

[email protected]

 مقدمة

 

في نيويورك ( يوم الجمعة الموافق 24 سبتمبر 2010 )، فشل الأستاذ علي عثمان محمد طه، المحرش من الرئيس البشير، في إبرام صفقة مع الرئيس أوباما، يلتزم  بموجبها نظام الإنقاذ بتفتيت بلاد السودان، وفصل الجنوب عن الشمال سلمياً ، كمرحلة أولي في التفتيت، مقابل أن تعمل إدارة اوباما علي شطب أمر قبض الرئيس البشير، (المشكلة الحصرية لبلاد السودان، وأهل بلاد السودان)، وأن تعتبر إدارة أوباما دارفور مسألة داخلية، يتم حسمها، ثنائياً، بين الذئب الإنقاذي والأغنام الدارفورية!

 

فشل الأستاذ علي عثمان في إبرام هذه الصفقة   مع أدارة أوباما ، رغم أن إدارة أوباما بحاجة إلى أي إنجاز في أي مجال، عشية الانتخابات النصفية الأميركية !

 

فشل هذه الصفقة اكده معالي الاستاذ كمال عبيد , وزير الاعلام السوداني , الذي  حمل حملة شعواء علي الولايات المتحدة ( الخرطوم  - السبت 25 سبتمبر 2010  ) ,  واعتبرها الدولة الأكثر عزلةً في العالم , بفعل تغيير سياستها من التعاون والمشاركة ( عام 2005 – عام أتفاقية السلام الشامل  والوعد ؟ ) إلى لغة التهديد والتخويف والعقوبات ( عام 2010 -  العام الذي يسبق الاستفتاء , عام الوعيد )  !   واستطرد معالي الاستاذ كمال عبيد قائلا  إن لغة الولايات المتحدة  أصبحت لغة الأمبراطوريات ، ووصف الموقف الأميركي  بغير المحترم !   . وتابع : (  المجتمع الدولي ليس لديه حق الوصاية علينا ، وإنّما عليه التزامات يجب أن يقوم بها !

كما أكد فشل هذه الصفقة معالي الاستاذ علي كرتي , وزبر الخارجية , الذي صرح ( واشنطون – الاحد 26 سبتمبر 2010 ) , بأن أدارة اوباما  عقدت أجتماع الجمعة ليس من أجل السودان , ولكن لمخاطبة الناخب الأميركي ( إنتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ ) , وأكد أن أجتماع الجمعة ليس له  علاقة بقضايا السودان ؟ واستطرد قائلا ان الولايات المتحدة لم تعد وسيطأ محايدأ في السودان !  

كلام معالي الوزير كرتي  الدراب ضد امريكا ( يومان  بعد أجتماع الجمعة ), وتوصيف معالي الاستاذ كمال عبيد للموقف الأميركي  بغير المحترم ( يوم واحد بعد أجتماع الجمعة ) دليل ناصع علي فشل الصفقة , التي سعي معالي الاستاذ علي عثمان الي  ابرامها مع الرئيس اوباما ؟

 

ولكن دعنا نبدأ الحكاية من طقطق!

 

الدكتورة سمانتا باور

 

ذكرنا في مقالة سابقة أن الدكتورة سمانتا باور تعمل مستشارة في مجلس الأمن القومي الأمريكي، ومسؤولة عن ملف السودان في البيت الأبيض! وهي التي كتبت إستراتيجية إدارة اوباما في السودان للثلاث سنوات القادمة، التي أعلنتها هيلري كلينتون في أكتوبر 2009م، في وزارة الخارجية الأمريكية.

 

سمانتا هي حلقة الوصل بين الرئيس اوباما ومجلس الأمن القومي الأمريكي من جهة ، والجنرال غرايشون من الجهة المقابلة.

 

الدكتورة سمانتا أستاذة جامعية متخصصة في الإبادات الجماعية ، وكانت مستشارة لشئون أفريقيا في حملة المرشح أوباما. وأثناء الحملة عيرت سمانتا، المرشحة هيلري كلينتون بأنها صرصورة، وإنها وإنها وإنها. فجن جنون المرشحة هيلري، مما دعى سمانتا للاستقالة من الحملة الرسمية للمرشح أوباما. ولكنها استمرت كمتطوعة (لا قرش ولا تعريفة) في الحملة ! وصرفت على تنقلاتها وهوتيلاتها من جيبها الخاص، إيماناً منها بأوباما ورسالته. وأصبحت صديقة الشطر بالشطر لميشيل زوجة أوباما. وهاك يا طق حنك، وقرقريبة بين الاثنتين، خصوصاً حول الصرصورة هيلري.

 

 في ذلك الوقت كانت حظوظ المرشح أوباما في الفوز بالرئاسة ضبابية، لأن معظم المراقبين كانوا يراهنون على أن هيلري سوف تنتصر على أوباما. وحتى في حالة انتصار أوباما على هيلري، فإن الناخب الأمريكي الأبيض، سوف لن يصوِّت لرجل أسود ضد رجل أبيض، هو ماكين. كانت حظوظ أوباما بالفوز متدنية. ورغم ذلك راهنت سمانتا، وبكل ما تملك على أوباما.

 

أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى؟

 

ثم جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وأصبح أوباما رئيساً. وضحكت سمانتا أخيراً وكثيراً. كان أوباما يزمع أن يرشحها لموقع مساعدة وزيرة الخارجية للشئون الأفريقية، خلفاً للجهامة الدكتورة جنداي فريزر! ولكن السيدة هيلري لم تنس حكاية الصرصورة. فعينها أوباما مستشارة في مجلس الأمن القومي . ويمكنها أن تدق الباب، وتدخل على أوباما في مكتبه البيضاوي، على بعد عدة مكاتب من مكتبها، في أية ساعة من ساعات النهار. واستمرت القرقريبة بين سمانتا وميشيل زوجة أوباما القوية، التي تدعوها كل أحد والتاني لتناول العشاء معهما (أوباما وميشيل). 

 

باختصار مفيد، سمانتا هي المسئولة عن إعداد والاشراف علي تنفيذ خطة إدارة اوباما في  السودان ، تساعدها ميشيل غافين.

 

 سياسة الجزرة النقــّاطة

 

تؤمن سمانتا باستعمال سياسة الجزرة النقاطة مع نظام الإنقاذ!

 

كل ما يسمع نظام الانقاذ كلمة من الكلمات ويطيع، تقطع له سمانتا حتة من الجزرة، وتحشرها في فمه !

 

إلى أن تنتهي الحكاية بسماع نظام الإنقاذ لكل الكلام، وأكله كل الجزرة الأمريكية، ولكن علي مراحل وبالقطاعي! وليس بالجملة كما يطلب  معالي الأستاذ علي عثمان!

 

تختزل سمانتا قضية التحول الديمقراطي في موضوع احترام حقوق الإنسان الأساسية، دون المزايدة في هذا الأمر! ليس لأن قضية الديمقراطية، علي إطلاقها، لا تعنيها، ولكن لأن منهجها البراجماتي يتطلب منها التعاون مع نظم مستقرة، حتى وإن كانت غير ديمقراطية، من أجل مواجهة ما تراه إدارة اوباما إرهابا إسلاموياً !

 

تقول لك سمانتا إن السودان دولة مستقرة، ومحتواة، وتحت اليد، وتسمع الكلام، وإن لم تكن صديقة للولايات المتحدة ، كونها دولة استبدادية ودموية وعقائدية ! ولكنها أقل تهديدا للولايات المتحدة من الدول الصديقة غير المستقرة (مثل أفغانستان والعراق) ! كما أن السودان، وهو في موقف قوة واستقرار، يمكنه أن يكون أكثر قدرة على تقديم  وتنفيذ تنازلات  ، مقابل فتات جزرات ، من أجل تسوية صراعاته الداخلية والإقليمية، خصوصاً عند انفصال الجنوب، وتكوين دولته المستقلة في يوم الأحد 9 يناير 2011!

 

كما تسعي سمانتا إلى إبعاد السودان من خانة الخلافات الإسلامية - الأمريكية، وإبقائه في خانة السياسة ومصالحها، التي تتصالح أو تتصارع ! علي العكس من خانة الصراعات الدينية التي يسيطر فيها خطاب إعلاء الذات، ورفض الآخر. وهو تطور مهم بل ودعم للبراجماتيين من الطرفين اللذين يبحثون عن مساحة مشتركة لعلاج مشاكل السودان شديدة التعقيد والتداخل!

 

وأوضحت سمانتا  أن إدارة اوباما  سوف  تقترح على  الرئيس سلفاكير والاستاذ علي عثمان  اليات  لتعزيز التعاون  وبناء شبكة مصالح  مشتركة بين حكومتي شمال وجنوب السودان لحماية علاقاتهما من التوتر وتجدد الحرب ,   مثلا  :  تبني عملة موحدة  لمدة 10 سنوات , واستخدام الجنوب لخطوط أنابيب تصدير النفط الحالية  لفترة تستمر بين 20 - 25 سنة ، لضمان عدم فشل  حكومة شمال السودان  ماليأ , التي سوف تفقد حوالي  80 في المئة من مواردها  في حال استقلال الجنوب !

 

سمانتا  تقول إن من طالت عصاه قلَّت هيبته !  ولذلك فهي تقدم القوة الناعمة والدبلوماسية  , علي الردح   والمناطحة  .

 

 هل عرفت قوة مفعول القوة الناعمة والبراجماتية التي تنتهجها سمانتا الآن؟

 

هل عرفت لماذا تأخر الرئيس أوباما في تحديد خطته الإستراتيجية والتكتيكية بخصوص المسألة السودانية؟

 

امرأة واحدة مغمورة وناعمة في كفة، وفي الكفة الأخرى رامبو ويوسف وهيلري وسوزان  ...  وترجح بهم.

 

سبحانه وتعالى يضع قوته في أضعف خلقه. ويا بخت نظام الإنقاذ بالمنقذة الناعمة سمانتا. ولكنها نعومة تحاكي  مقولة ( ضحك كالبكاء ؟ ) , كما سوف نري أدناه !

 

 هيلري كلينتون

 

في خطابها أمام مجلس العلاقات الدولية في نيويورك ( يوم الجمعة الموافق 17 سبتمبر 2010 )، أشارت هيلري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، إلى نظرية (  لحظة أميركية جديدة  ) لإعادة ترتيب الأوضاع العالمية ! وألمحت إلى أن يكون السودان أول مكان لتنفيذ هذه النظرة الأمريكية الجديدة. كما حذرت هيلري كلينتون من أن (السودان قنبلة موقوتة تداعياتها كبيرة؟)، مشيرة إلى أن انفصال الجنوب بات حتميا، ويجب علي نظام الإنقاذ التعامل مع الوضع الجديد بعقلانية! وفي الوقت ذاته نصحت حكومة دولة الجنوب الجديدة بتقديم تنازلات لنظام الإنقاذ، خصوصاً في مجالي النفط وترسيم الحدود، لمنع الرجوع إلى مربع الحرب البغيض.

 

الرئيس كينيدي :

 

 كما ذكرنا في مقالة سابقة، فإن الرئيس أوباما يحاكي الرئيس السابق جون كينيدي في كثير من أفعاله وممارساته، وينبغي له ذلك.

 

 ومن هذه الصفات الحميدة المشتركة بينهما، أن الرئيس كينيدي كان لا يتخذ قراراً في أي موضوع عليه إجماع من مستشاريه، وهم كثر، قبل أن يسمع رأياً مخالفاً، ومسبباً من طرف آخر يعارض إجماع مستشاريه. وبعد أن يفلفل الرأي المعارض من كل جوانبه. يتخذ قراره، الذي ربما كان مخالفاً لرأي مجموع مستشاريه.

 

 الرئيس أوباما يتخذ نفس الأسلوب والنهج المتوازن.

 

 ولهذا فهو يدرس حالياً مع مستشاريه كل الخيارات المتاحة للاتفاق على إستراتيجية بعيدة المدى، وخطة مرحلية قصيرة المدى، بخصوص معالجة المسألة السودانية، خصوصاً عملية الاستفتاء وتداعياتها.

 

 في هذا السياق يمكن الإشارة إلى الضغوط الكثيرة على الرئيس أوباما لعمل ما يجب عمله، لوقف المجازر والإبادات الجماعية وجرائم الحرب في دارفور. هذه الضغوط تأتي من مصادر مختلفة من داخل وخارج أمريكا: من كثير من أعضاء الكونغرس، ومن اللوبيات الصهيونية في أمريكا، ومن الرأي العام الأمريكي والمتنفذين فيه، وآخرهم الممثل والناشط الأمريكي جورج كلووني، الذي زار معسكرات اللاجئين في شرق تشاد! وقابل الرئيس أوباما بعد زيارته للاجئين، وأطلعه على وضعهم المأساوي، وضرورة إيقاف الإبادات الجماعية المستمرة في دارفور (سوق تبرا؟) بأسرع فرصة، والآن وليس غداً.

 

وقد لاحظنا , بكثير من الأسف , أن خطاب الرئيس اوباما المفتاحي  امام الجمعية العامة للامم المتحدة ( نيو يورك -  الخميس 23 سبتمبر 2010 ) ,   لم يركز بما فيه الكفاية علي مشكلة  دارفور ؟

 

داخل السودان , تركز أدارة أوباما علي سورة الأستفتاء . وخارج السودان علي عزل  وأضعاف ايران , قبل ضربها !  تمامأ كما فعلوا مع العراق !

 

 

 

وفدي الحكومة والحركة

 

 

أرسل المؤتمر الوطني وفده برئاسة نائب رئيس الجمهورية معالي الأستاذ علي عثمان محمد طه ، وأرسلت الحركة الشعبية وفدها يرأسه النائب الأول  فخامة السيد سلفا كير ميارديت ! إن وفادة الحزبين لأمريكا لحلحلة مشاكلهما , برهان آخر على غياب النظرة الإستراتيجية لديهما , وغياب الالتزام الوطني , وتدويل اللي يسوي واللي ما يسوي  ! 

ولكن ولعجائب بلاد السودان فإن وفد السودان داخل اجتماعات الأمم المتحدة لا يرأسه النائب الأول , ولكن النائب ( ساي ) ؟

 كلا الوفدين ,  وقبل أن يبدأ اجتماع  الجمعة   , قام باستجداء الولايات المتحدة لتدعم موقفه الحزبي , ومصلحته الخاصة ,  ( وليس مصلحة بلاد السودان)  , وبمقابل معين ! وقبيل الاجتماع وخلاله , أستقوي معالي الأستاذ علي عثمان بعبد المعين ( الاستاذ عمرو موسي , الذي ما قتل ذبابة ) , وامراء قطر والكويت , الذين يسمعان كلام العم سام كما يسمع معاليه كلام رئيسه البشير ! وأستقوي الرئيس سلفاكير بالعم سام نفسه وبالامين العام للامم المتحدة !

قسمة ضيزي !

وفي هذا المقال سنفلفل كلام معالي  الأستاذ علي عثمان .

ولكن  أراك , يا هذا , تقول إن الأمريكان لم  يستطيعوا التجاوب مع مطالب معالي الاستاذ  علي عثمان ...    ببساطة لأن  الرأي العام الأمريكي يحبه ويحب نظام الأنقاذ , تماما كما يحب  أحمدي نجاد والنظام الأيراني   ؟

لا يبادل الراي العام الامريكي ( وبالتالي أدارة أوباما ) حب نظام الأنقاذ له بحب مماثل !  فالمسألة تظل حبا من طرف واحد؟

وأسمعك تقول , يا هذا ,  إن السيد سلفاكير  ووفده قد وجدوأ  تجاوبا أكبر , لأن هذا هوى اللوبيات , التي تؤثر في الرأي العام  الامريكي , وبالتالي في أدارة أوباما ! ولكنه تأييد لا يدخل في حسابه ما سيدور بالجنوب , وما سيتعرض له من مخاطر حقيقية ,  ولا السودان كله  ,  في حالة الانفصال!

 وفي النهاية فإن الأمريكان لم ( وفي الغالب لن )  يستخدموا نفوذهم بالشكل الذي يجنّب بلاد السودان مخاطر الاستفتاء المختلف عليه !  وسيجري الاستفتاء بنفس مواصفات كذبة أبريل الانتخابية !  وهذا معناه بلغة ناس أم درمان :

استئناف الحرب ، وإهمال دارفور، والتفريط في الحريات ...

صفقة الأستاذ علي عثمان

 

في يوم الجمعة الموافق 17 سبتمبر 2010، أصدر الأستاذ علي عثمان محمد طه  ,  من واشنطون , بياناً موجهاً لإدارة اوباما ، لتأخذه في الاعتبار عند المشاركة في اجتماع يوم الجمعة 24 سبتمبر 2010. احتوى البيان علي اقتراح صفقة مغتغتة لإدارة اوباما ، لحل المسألة السودانية بما يرضي جميع الأطراف.

 

بموجب هذه الصفقة تقوم إدارة اوباما بتخفيف الضغط علي الرئيس البشير، الذي يملك في أياديه ، وحصرياً ، خيار السلام أو خيار إشعال الحرب في بلاد السودان.

 

 في كلمتين كما في مية... الرئيس البشير هو الحل !

 

إما أن تخففوا الضغط علي الرئيس البشير، وإما مساخة كدة !

 

 وترجمة هذه الكلمات بلغة اوكامبو الأسبانية هي أن تعمل إدارة أوباما علي استرجاع ملف دارفور من محكمة الجنايات الدولية إلى مجلس الأمن. وتحويل قضية دارفور من قضية جنائية أمام المحكمة ، إلى قضية سياسية أمام مجلس الأمن . وبالتالي شطب أمر قبض الرئيس البشير.

 

بالنسبة للأستاذ علي عثمان، أمر قبض الرئيس البشير هو أم مشاكل السودان.

 

السودان ليس عنده مشكلة غير هذه المشكلة.

 

 لن يقبل نظام الإنقاذ بتجميد أمر القبض لمد سنة قابلة للتجديد، لان ذلك الإجراء يحمل تهديداً مبطناً ، ولا يبرئ الرئيس البشير من تهمة الإبادة الجماعية. بل يزيد في إضعاف الرئيس البشير، وبالتالي في إضعاف فرص الحل للمسالة السودانية حسب الرؤية الأمريكية. ولكن ربما قبل نظام الانقاد بتسليم معالي الوالي احمد هارون والسيد علي كوشيب لمحكمة الجنايات الدولية , اذا كان هكذا تسليم للدقدق والصير ,  يضمن شطب أمر قبض سمك القرش الكبير  ؟

 

حسب بيان الأستاذ علي عثمان ، يجب علي الإدارة الأمريكية، بموجب هذه الصفقة، العمل على:

 

أولاً:

 

شطب أمر قبض الرئيس البشير، لوقف إضعاف الرئيس البشير، الذي يقرر وحده في أمور السلام والحرب!

 

ثانياً:

 

اعتبار ملف دارفور مسألة سودانية داخلية، يلتزم نظام الإنقاذ بحلها من خلال الإستراتيجية الجديدة، ومن دون تدخل خارجي، خصوصاً من محكمة الجنايات الدولية.

 

للأسف لم يدخل الأستاذ علي في تفاصيل الآليات التي يقترحها لحل مشكلة دارفور... هل هي آليات عسكرية أمنية استباقية وقائية ، أم آليات دبلوماسية سياسية  ؟ ولكنه طلب  ، علي استحياء ، بأن تصير مشكلة دارفور مسألة داخلية، بعكس مشكلة الجنوب التي يمكن للأمريكان أن يسوطوا فيها !

 

وفي المقابل، يلتزم نظام الإنقاذ بعقد الاستفتاء في مواعيده (يوم الأحد 9 يناير 2010) ، وتبسيط وتسهيل إجراءته ، والاعتراف بنتيجته ، خصوصاً إذا كانت انفصال جنوب السودان عن شماله .

 

في صفقته  هذه  ، دول الأستاذ علي عثمان المسألة السودانية  عديل كده ، واختزلها في صفقة بين نظام الإنقاذ والإدارة الأمريكية  ، مستبعدا الحركة الشعبية ، والقوي السياسية السودانية الحية الأخرى تماماً.

 

نسي أو ربما تناسى نظام الإنقاذ ، أنه في إعلان رفضه المبدائي للتدويل  ,   قد أهدر دم السيد الأمام  ، عندما أعلن موافقته علي استقبال قوات اليوناميد في دارفور، الأمر الذي حلف وقتها الرئيس البشير بالإيمان المغلظة ( والله العظيم، والله العظيم والله العظيم... ثلاثة مرات) بأنه لن يحدث ,  وهو علي قيد الحياة !

 

ولكنه حدث، ووصلت قوات اليوناميد، وتم تدويل مسألة دارفور!

 

ويعيد الآن الأستاذ علي عثمان تدويل المسألة السودانية برمتها، ويبصم بالعشرة علي تفتيت بلاد السودان، مقابل إطلاق سراح الرئيس البشير؟

 

في سبيل شطب أمر قبض الرئيس البشير تهون كل المحاذير، ويجوز تجاوز كل الخطوط الحمراء!

 

لسان حال معالي الأستاذ علي عثمان يقول:

 

 في يدي اليمين كرة ساخنة هي : أمر قبض الرئيس البشير، وفي يدي الشمال كرة ساخنة ثانية هي : خيار الحرب ! أطلب من الرئيس اوباما أن يساعدني بالقذف بالاثنين معاً في مزبلة التاريخ !

 

دعنا نري ادناه رد الرئيس اوباما علي عرض معالي الأستاذ علي عثمان؟

 

اجتماع الجمعة

 

دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى اجتماع وزاري في نيويورك (الجمعة 24 سبتمبر 2010) ، علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العادية السنوية، لمناقشة المسألة السودانية، خصوصاً الاستفتاء المزمع عقده في يوم الأحد الموافق 9 يناير 2011. ولكن تمكنت سمانتا من إقناع الرئيس اوباما بالمشاركة في الاجتماع، وصرحت في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض (يوم الاثنين 20 سبتمبر 2010) بأن الإشارة التي يريد أن يرسلها اوباما بمشاركته الشخصية في هذا الاجتماع هي أهمية عقد الاستفتاء في ميعاده، والعمل علي حريته ونزاهته، والالتزام بنتيجته ، خصوصاً بواسطة النظام في الخرطوم.

كما كون الأمين العام للأمم المتحدة (الثلاثاء 21 سبتمبر 2010) لجنة استشارية عليا، برئاسة رئيس جمهورية تنزانيا السابق بنيامين مكابا، لمتابعة إجراءات استفتاءي الجنوب وأبيي !

 

وافق اجتماع الجمعة علي عقد الاستفتاء في مواعيده ( 9 يناير 2011) , وتسهيل أجراءته وتبسيطها , والأعتراف بنتيجته . هذا هو جانب  الصفقة الذي تعهد معالي الاستاذ علي عثمان بالالتزام به . ولكن لم يوافق أجتماع الجمعة علي تجميد أمر قبض الرئيس البشير لمدة عام , قابل للتجديد , كما طالب بذلك الأتحاد الافريقي . مبدأ التجميد الذي اعلن نظام الأنقاذ من قبل , وبقوة , أنه غير مقبول لديه ! أذ يصر نظام الأنقاذ علي شطب أمر القبض ؟

 

وفي المحصلة النهائية  , لم يحصل نظام الانقاذ لا علي الشطب ولا علي التجميد !

 

 كما لم يناقش   ( دعك من أن يقبل )  أجتماع الجمعة  ألأستراتيجية الجديدة التي ينوي نظام الأنقاذ تفعيلها في دارفور , بحل المشكلة داخليأ , وثنائيأ , بين الذئب الأنقاذي والغنم الدارفورية , كما تهدف الي ذلك الاستراتيجية . 

 

وفي المحصلة النهائية , كان نصيب نظام الانقاذ من صفقة معالي الاستاذ علي عثمان ...    قبض الريح !

 

 رغم التنازلات التي تطوع بها الأستاذ علي عثمان في ملف الجنوب  ، لم توافق إدارة اوباما علي شطب أمر قبض الرئيس البشير!

 

في هذه الحالة، هل ينفذ الأستاذ علي عثمان وعيده، ويحرك الخيار الذي يمسك به في يده الشمال ( خيار الحرب ؟ ) ؟

 

موعدنا الصبح لنرى!

 

أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ؟

 

رسالة للرئيس البشير ؟

 

معالي الأستاذ علي عثمان مرضي عليه من الأمريكان  لدوره في اتفاقية السلام ,  والتنازلات التي قدمها برغم الموقف المتعنت لزملائه  من قبل  ! وقد جر عليه ذلك غضب كثيرين يمثلهم منبر السلام العادل ,  وتصريحات معالي الدكتور غازي صلاح الدين !  وقد صعد نجم معالي الأستاذ علي عثمان بعدها , حتى تمت قصقصة جناحاته ,  وابتعد فترة طويلة , يلعق في جراحه !


وفي الصراع الداخلي الإنقاذي , يقول نفر من الأبالسة ,  إن معالي الأستاذ علي عثمان  كان يزين نفسه كخليفة  للرئيس البشير بعد  سقوط  فاس اوكامبو  علي رأس الرئيس البشير  ! وهناك أبواق أنقاذية كثيرة تنعق بحكمته وتوازنه ! مما أثار حفيظة الرئيس البشير  وحسده !

 

ومن ثم رغبة معالي الأستاذ علي عثمان لكي يزايد علي هؤلاء واولئك , حتي يضمن رضاء الرئيس البشير  عنه , ومن ثم تجاوز مصير شيخه الترابي !


أذا لم يكن ذلك كذلك , فهل من مغزى أن يقول معالي الأستاذ علي عثمان نفسه ,  في عاصمة الامريكان , إن الرئيس البشير ,  وليس أي قائد مدني آخر  ,  هو الذي أمكنه وقف الحرب ؟

 

هل هذه رسالة  تطمين للأمريكان أم للرئيس البشير ؟

 

هل من مغزى أن يقول معالي الأستاذ علي عثمان نفسه إن الرئيس البشير ,  وليس أي قائد مدني آخر  ,  هو الذي أعطي الجنوبيين حقهم في تقرير المصير ، كما لو كان ذلك منة من  الرئيس البشير ؟

 

 كما  تعرف , ياهذا , كان ذلك في فرانكفورت في يناير 1992م (  ثلاثون شهرا بعد  أنقلاب الانقاذ وليس عشرون كما  كتب  معالي الاستاذ علي عثمان في بيانه )  !

 

وقتها  ( يناير 1992 )  , لم تنادي الحركة الشعبية بمبدأ تقرير المصير !  وكانت الحكومات  الديمقراطية المدنية , قبل الأنقاذ , رافضة لمبدأ حق تقرير المصير ؟ ولكن أكد معالي الاستاذ علي عثمان في بيانه ,  ان الرئيس البشير  ( من خلال الدكتور علي الحاج  في فرانكفورت في يناير 1992  ) هو الذي عرض  علي الدكتور لام اكول ومجموعة الناصر , مبدأ حق  تقرير المصير للجنوب ,  كحل لمشكلة الجنوب  !

 

ونعرف الان أن ذلك لم يكن  وقتها , إلا مراوغة  حربوية ,  لتفتيت الحركة الشعبية واضعافها !    

 

نعم  ...    حينما يؤكد معالي الأستاذ علي عثمان أن الرئيس البشير أقدر من أي قائد مدني آخر ,    فهذا لا يهم الأمريكان في شيء ، ولكنه يهم  الرئيس البشير جدا  وكثيرأ ,  أن يقول معالي الأستاذ علي عثمان هذا الكلام وعلي رؤوس جميع  الأشهاد , والمجتمع الدولي  كله جلوس في نيويورك ! 

 

( رسالة تطمين من جانب معالي الأستاذ علي عثمان للرئيس البشير , حتي لا يلحقه  الرئيس البشير بالشيخ الترابي  ؟  ) 

 

يتبع

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com