From sudaneseonline.com

فيصل على سليمان الدابي/قطر
هل أصبح تقسيم السودان أمراً حتمياً؟!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي
By
Sep 26, 2010, 10:01

هل أصبح  تقسيم السودان أمراً حتمياً؟!

 

من الملاحظ أن قمة السودان التي عُقدت بتاريخ 24/9/2010م بمقر الأمم المتحدة في نيويورك قد عكست مخاوف المجتمع الدولي من التداعيات الأمنية التي قد تصاحب استفتاء جنوب السودان كما حفلت بالعديد من التصريحات الدولية المتابينة التوجهات والمنطلقات!

الموقف الرسمي القطري الذي أكده سمو أمير قطر أكد سعي قطر إلى توحيد الشمال عبر استكمال مشروع اتفاق الحل النهائي لقضية دارفور ليتم توقيعه قبل إجراء استفتاء جنوب السودان في مطلع العام القادم كما أكد أن اتفاق السلام بشأن جنوب السودان قد نص على العمل من أجل ترجيح خيار بقاء السودان موحداً ودعا إلى إيجاد حلول للقضايا العالقة بين الشمال والجنوب.

أما الموقف السوداني فقد حفل بالشد والجذب ففي حين تعهد ممثلو الشمال والجنوب ، المنتميان للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، بإجراء الاستفتاء في موعده وبعدم العودة إلى الحرب ، صرح زعيم جنوب السودان سيلفا كير أن أغلبية مواطني الجنوب سيصوتون لصالح الإنفصال بينما شدد ياسر عرمان نائب الأمين العام ورئيس قطاع الشمال بالحركة الشعبية على العمل على تحقيق وحدة السودان الجديد الذي يحترم التنوع العرقي والديني والثقافي في السودان أما وزير الإعلام السوداني فقد صرح بأن المواطنين الجنوبيين سوف لن يكون لهم حق الإقامة في شمال السودان إذا ما اختاروا الانفصال!

الموقف الأمريكي جاء على مستويين فمن ناحية شدد أوباما على ضرورة إجراء استفتاء الجنوب في موعده وبشكل سلمي حتى لا يغرق السودان مجدداً في حمام دم ، أما مجموعة عمل السودان في الكونغرس فقد طالبت بإدخال مبدأ المحاسبة في استراتيجية سلام دارفور والتركيز على سياسة العصا لا الجذرة في التعامل مع حكومة السودان كما دعت الشعب السوداني إلى تقبل تبعات الانتقال السلمي عند ميلاد دولة جديدة في جنوب السودان!

وبعيداً عن التجاذبات الدولية بشأن القضية السودانية ، يجب على المجتمع الدولي الانتباه إلى خطورة الوضع الحالي في السودان لأن أول تبعات الانفصال ستؤثر سلباً على حياة أكثر من 13 مليون مواطن جنوبي وشمالي يعيشون فيما يعرف بمنطقة التمازج ناهيك عن حياة ملايين الجنوبيين والشماليين الذين يعيشون في شمال السودان أو جنوبه كما يجب وضع التبعات الإقليمية والدولية للإنفصال في الاعتبار لأن تأثيرات الانفصال لن تتوقف مطلقاً عند حدود السودان فالتباين الإثني والديني والثقافي يُوجد في كل دول العالم بلا استثناء ، وعلى أي حال فإننا لا نملك في الوقت الراهن إلا أن نمارس أضعف الإيمان السياسي وندعو الله بقولنا: ليبق السودان بجنوبه وشماله دولة واحدة موحدة بلا مناطق مهمشة أو حدود مقفولة وليظل السودان القديم هو السودان الجديد بنفس حدوده وسكانه رغم أنف الانفصاليين المحليين والدوليين الذين يجتهدون بشتى الوسائل والسبل لتجزئة السودان ، ذلك البلد الكبير الجميل ، وتحويله إلى دويلات صغيرة متناحرة لا حول لها ولا قوة!

فيصل على سليمان الدابي/المحامي

[email protected]

 



© Copyright by sudaneseonline.com