From sudaneseonline.com

أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
انفصاليون في اسرائيل بقلم : د. ياسـر محجوب الحسين
By
Sep 25, 2010, 20:35

انفصاليون في اسرائيل

 

بقلم : د. ياسـر محجوب الحسين

ليس غريبا أن تسعى إسرائيل لفصل جنوب السودان، وإن لم تفعل ذلك فليست هي إسرائيل التي نعرف، لكن الغريب والمستهجن أن تنظم مجموعة من الجنوبيين تظاهرة بتل أبيب تطالب خلالها بإجراء الاستفتاء في موعده المحدد وإقامة علاقة مع اسرائيل وافتتاح سفارة لها بدولة الجنوب المنتظرة!!.. المجموعة  (الشاذة) تطلق على نفسها (شباب من أجل الانفصال).. السؤال هل يحتاج موضوع الانفصال إلى جماعات ضغط وحركات بهلوانية؟!.. تقرير المصير جزء من دستور السودان وأمر أقرته اتفاقية السلام الشامل، وأعلن الرئيس البشير أن الحكومة في الخرطوم ستكون أول من يعترف بالدولة الجديدة في جنوب السودان إن كان ذلك خيار الجنوبيين، بل أن السودان سيدعم تلك الدولة دعما كاملا.. أيضا أن موعد الاستفتاء يصر عليه المؤتمر الوطني أكثر من الحركة الشعبية نفسها، وسبق أن تجاهلت الدولة كل دعوات تأجيل الانتخابات في أبريل الماضي. 

التغلغل الاسرائيلي في القارة الإفريقية سياسة تهدف إلى إحداث فجوة في العلاقات العربية - الافريقية، وذلك من خلال استغلال بعض الدول الأفريقية التي لها حدود مع أخرى عربية.

 اسرائيل لا تسمح لدولة مثل السودان بأن تكون موحدة وقوية ومستقرة، لأنها تعلم أن كل مقومات الدولة الكبرى تتوفر في السودان وهذا ما أعلنه من قبل وزير الأمن الاسرائيلي.. العراق كان حالة مماثلة دمرته الولايات المتحدة الأمريكية حتى غدا شزرا مزرا.. الاستراتيجية الأمريكية – الاسرائيلية هي استراتيجية واحدة وموحدة، فلم يكن غريبا ولا مستغربا أن تدلي وزيرة الخارجية الأمريكية بتصريحات (انفصالية) على شاكلة أن الانفصال أمر حتمي، وأن السودان قنبلة موقوتة.

قبل عدة سنوات أعلن متحف ما يسمى بمحرقة ضحايا النازية (الهولوكوست) في نيويورك تضامنه مع الجنوبيين المسيحيين، وكون لجنة تعرف بـ(لجنة الضمير)، ترأسها اليهودي "جيري فاولر" لهذا الغرض، وأقامت اللجنة معرضاً ملحقاً بالمتحف يصور "مآسي حرب الجنوب".. في كتاب وثائقي صدر عام 2002 عن مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب للعميد في المخابرات الإسرائيلية "موشي فرجي" بعنوان "إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان"، يوضح الكاتب أن "بن جوريون" أسس الانطلاقة لفرضية رئيسية أقام عليها الإسرائيليون تعاونهم ودعمهم غير المحدود للأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي، وأصدر بن جوريون أوامره إلى أجهزة الأمن للاتصال بزعامات الأقليات في العراق والسودان وإقامة علاقات مختلفة معها!!.. العميد فرجى يؤكد أيضا أن دور إسرائيل بعد انفصال الجنوب وتحويل جيشه إلى جيش نظامي سيكون رئيسيا وكبيرا، ويكاد يكون تكوينه وتدريبه وإعداده صناعة كاملة من قبل الإسرائيليين

 



© Copyright by sudaneseonline.com