From sudaneseonline.com

فيصل على سليمان الدابي/قطر
قراءة أوربية جديدة للتاريخ الإسلامي!/فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
By
Sep 25, 2010, 10:24

قراءة أوربية جديدة للتاريخ الإسلامي!

أفتتح مؤخراً في العاصمة البريطانية لندن معرض عالمي بإسم "ألف اختراع واختراع" وهو معرض يسلط الضوء على كثير من الإبداعات الإسلامية المنسية وحسبما أوردته قناة البي بي سي البريطانية فإن الغرض الأساسي للمعرض هو إعادة الاعتبار لمساهمات العرب والمسلمين في تحقيق التقدم التكنولوجي المعاصر وأضافت القناة أن معظم الغربيين يجهلون أن الأرقام التي يستخدمونها عربية، وأن الصفر واللوغاريثمات التي تعتبر أساسية في الكمبيوتر والصاروخ هي اختراعات عربية إسلامية، كما أن أغلبهم يجهلون أن الكثير مما نستخدمه في حياتنا اليومية ، بدءاً من القهوة وفرشاة الأسنان وأصناف العطور، مروراً بأدوات الجراحة وتصميمات المستشفيات والجامعات والصيدليات والمكتبات، إنتهاءاً بآلات التصوير وقياس الزمن وأسماء النجوم وحتى ثمرات علوم الفلك والكيمياء والفيزياء ، هو من منجزات الحضارة الإسلامية، ومن ضمن فعاليات المعرض يجري عرض فيلم بريطاني قصير يحتوي على صور لمخترعات عربية وإسلامية ذات أهمية تاريخية كبرى!

مما لا شك فيه أن الفيلم البريطاني قد أثار وسوف يثير ضجة فكرية ضخمة في أوربا لأنه يقول بفصيح العبارة إن العقل العربي والإسلامي هو المخترع الأساسي لكل مظاهر الحضارة العالمية الحديثة وليس العقل الأوربي اليوناني أو الروماني كما يشاع في كل كتب التاريخ الرسمي الأوربي!

من المؤكد أن توقيت انطلاق هذا المعرض هو توقيت ملائم إذ تم افتتاحه في وقت تحتدم فيه مظاهر حرب الإساءة إلى الرموز الإسلامية في الغرب كذلك فإن القيمة الثقافية للمعرض تأخذ أهميتها من أن المعرض هو انتاج غربي موجه للغربيين ويستهدف بشكل أساسي تغيير النظرة الاستعلائية لمعظم الغربيين الذين لا يعرفون من الحضارة الإسلامية سوى قصة ألف ليلة وليلة!

وغني عن القول إن هذا المعرض يؤكد أهمية حوار الحضارات الذي بدونه تتفاقم الاستفزازات والتحرشات وتستعر الحروب والصدامات كما أنه يثبت في ذات الوقت أن كثير من المسلمات التاريخية الشائعة هي مسلمات مغلوطة وأن كتب التاريخ الرسمي ، التي تعتز بها كثير من الشعوب ، تعج بألف كذبة وكذبة والأدهى والأمر من ذلك أن معظم كتب التاريخ الرسمي في العالم العربي والإسلامي تمارس جلد الذات ، الذي يقلل من شأن موروثها الحضاري ويهمش أجيالها المعاصرة ، حين تردد بعلم أو دون علم مصطلحات تاريخية متحاملة من قبيل مصطلح العصور المظلمة الذي يقول الفيلم البريطاني إن إطلاق وصف العصور المظلمة على تلك الفترة من التاريخ الأوربي ، التي امتدت من القرن الخامس وحتى القرن العاشر الميلادي ، فيه تحامل كبير على الإسهامات الحضارية الإسلامية لأن تلك الفترة بالذات هي التي شهدت العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في الأندلس!

  فيصل علي سليمان الدابي/المحامي

[email protected]

 



© Copyright by sudaneseonline.com