From sudaneseonline.com

بقلم : ثروت قاسم
الاستراتيجية الجديدة لحلحلة ازمة دارفور مؤسسة علي نظرية ( ديك تشينى ) الشهيرة !/ثروت قاسم
By
Sep 23, 2010, 13:33

الاستراتيجية  الجديدة   لحلحلة   ازمة دارفور مؤسسة علي   نظرية ( ديك  تشينى )  الشهيرة !

 

 

ثروت قاسم

[email protected]

 

 

ما هي  الاستراتيجية  الجديدة  ؟

 

الاستراتيجية  الجديدة  , التي دشنها نظام الأنقاذ  ( الاربعاء  29 يوليو 2010م )   لحلحلة ازمة دارفور  ,  أجازها مجلس الوزراء ( الخميس 16 سبتمبر 2010 )  , وبدأ في تنفيذها  بأجتماع  للجنتها التنسيقية برئاسة الرئيس البشير ( يوم الاحد 19 سبتمبر 2010)   .  لجنتها التنسيقية  مكونة من وزراء  الدفاع , الداخلية  , المالية , العدل , الشئون الانسانية , ولات ولايات دارفور الثلاثة   والدكتور غازي العتباني , مسئول ملف دارفور !

 

الاستراتيجية  الجديدة  مؤسسة  ( وقع الحافر علي الحافر )  علي   نظرية   ديك  تشينى   ,  نائب الرئيس الأمريكى بوش الابن ، والتى أطلقها بعد أحداث  11 سبتمبر 2001 .  

 

نظرية    ديك تشينى     تمت  تسُميتها  :

 

(  الحرب الوقائية ضد الإرهاب )

 

  وهي  تبرر الضربات الاستباقية  , حتى لو كانت نسبة الخطر المحتمل لا تتجاوز واحد  فى المائة .

 

أثبتت نظرية ديك تشيني  فشلها  الذريع عند  تطبيقها  في  العراق  وافغانستان .

 

رغم موت اكثر من خمسة الف شاب وشابة من الامريكيين , ( لا داعي لذكر الشهداء من العراق وافغانستان فقد تجاوزوا حاجز المليون شهيد وبكثير ؟ ) . ورغم صرف اكثر من الف مليار دولار مما ادي الي الازمة الاقتصادية العالمية الحالية , ورغم الالة العسكرية الجبارة من طيور أبابيل القاتلة , رغم كل ذلك , كانت نتيجة تطبيق نظرية ديك تشيني في

العراق وافغانستان  ...   قبض الريح !

 

مصير تطبيق الاستراتيجية الجديدة في دارفور سوف يلاقي نفس مصير تطبيق نظرية ديك تشيني  في العراق وأفغانستان ! ببساطة لان الاستراتيجية الجديدة مبنية علي نظرية ديك تشيني , التي تستبعد  الحل السياسي   , وتركز حصريأ علي  الحل الأمني الأستباقي الوقائي !

 

وفي المحصلة النهائية  ,  لن تستبق الأستراتيجية  الجديدة  حدثأ , ولن تقدم وقاية  من أمور محتومة  الوقوع !

 

اذا كان الداخل  ( العدوان العسكري ) الي  برنامج الاستراتيجية  باطلأ , فالخارج ( أبادة جماعية )  منها لن يكون حقأ , فانت لا تجني من الشوك العنب !

 

الاستراتيجية  الجديدة  في دارفور  يمكن أختزالها  وتوصيفها بأنها الحرب الوقائية  الاستباقية  ضد  ( إرهاب ؟  ) الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح , وبالأخص حركة العدل والمساواة  ! وهي حرب تبرر الضربات الاستباقية  ,  التي تقوم بها مليشيات نظام الانقاذ وجنجويده   ضد  الدارفوريين  الزرقة  العزل من السلاح  !

 

 اخر مثال لتدشين الاستراتيجية  الجديدة كانت مجزرة  سوق تبرا في شمال دارفور في يوم الخميس 2 سبتمبر 2010 , حيث أغتال الجنجويد ,  بدم بارد , وبدون اي اسباب أو أستفزازات , أكثر من 50 دارفوريأ  , لا أيدهم لا كراعهم  !  ضربات  الاستراتيجية الوقائية  , كما في سوق تبرا , تمت رغم أن  نسبة الخطر المحتمل  ( الواجب الوقاية الاستباقية  منه )  علي نظام الانقاذ وعناصره كانت صفرأ  !

 

مشروع  الاستراتيجية  الجديدة   لحل مشكلة دارفور من الداخل  , بأجراءات عسكرية  امنية  جنجودية , استباقية ووقائية  , بدون مصاحبة الحلول السياسية  ,   تجاوز  كثيرأ طموحات   نظام الانقاذ  !  لأن الطموحات نفسها  (  حل عسكري بدون حل سياسي مسبق )  ,  كانت أبعد كثيرا من تحديات الواقع  علي ارض دارفور  .

 

الحل من الداخل ؟

 

 في بدايات مشكلة دارفور ,  حاول  نظام الانقاذ  , حل مشكلة دارفور من الداخل  !  وفشل في حلها  من الداخل  , لانه استبعد الحلول السياسية , وركز علي الحلول الامنية . وكانت النتيجة الكارثية  أكثر من 300 الف شهيد , وحوالي اربعة مليون لاجئ ونازح , لا يزالون مشردين .

 ولفشل نظام الانقاذ في حل المشكلة  أمنيأ من الداخل ,  عمل المجتمع الدولي علي  تدويلها , ومحاولة  حلها    ,   سياسيأ  ودبلوماسيأ  , من الخارج البعيد  !   واصدر مجلس الامن اكثر من عشرين قرارأ بخصوصها , من بعض نتائجها قوات اليوناميد وامر قبض الرئيس البشير, والوجود الدولي الغليظ في دارفور  !

اصبحت مشكلة دارفور مشكلة دولية وليست مشكلة سودانية ! أذهب الي اي مدينة امريكية لتري ملصقات انقذوا دارفور في الشوارع والمترو وعلي صفحات الجرائد المحلية !

 ولكن بعد انتخابات ابريل المزورة , حاول نظام الانقاذ ايهام المجتمع الدولي بأن هناك واقعا جديدا افرزته هذه الانتخابات المضروبة , مما يستدعي  الرجوع  من المنطق الدولي الي الحل من الداخل , باستراتيجية جديدة  .

 وهذا تصور باطل , لانه مبني علي باطل الانتخابات المزورة ,  التي  اتت بناس الانقاذ حصريأ , بل أتت بغلاة الانقاذيين  , من أمثال معالي الدباب كرتي  ومعالي الدباب سوار !

 الوضع الماساوي , بعد الانتخابات المزورة ,   سوف يفضي الي مزيد من المواجهات  في دارفور , والي اعادة انتاج الازمة !

الحل من الداخل , عبر الاستراتيجية الجديدة ,  كابوس    ليلة صيف  من كوابيس  الانقاذ ! وسوف يصحو نظام الانقاذ من كابوسه بعد حين ! ليري مشكلة دارفور لا زالت قائمة , بل أكثر  تأزمأ   !

 

هل ينجح الحل العسكري هذه المرّة ؟

 

هل هناك أيّةَ   مُسوِّغات منطقيّة , مع قرائن عمليّة مجرّبة ,  للتفاؤل والأمل بنجاح الإستراتجيّة الجديدة , في حلحلة  أيِّ من القضايا الأساسية التي يُفترض أنّها جوهر القضيّة وخلاصتها المنشودة  ؟

 

 أم أنّها   نفس مريسة  الإستراتجيّات  القديمة  , ولكن  في كناتيش جديدة  ؟  

 

 هل كلمات الرئس البشير  ( الاحد 19 سبتمبر 2010 )  لحل مشكلة دارفور أمنيأ , وليس سياسيأ ,  تحمل  مسوّغات منطقيّة  ,   تجعل  فترة الأربعة أشهر الحرم  القادمة , فترة يتمُّ فيها حل مشكلة دارفور  امنيأ  ,  أم أنّ كلمات الرئيس البشير , نوع من الكلام الساكت , يمكن إعتباره , في أحسن الأحوال , نوع من التطمين  النمطي  ولحماية القوات   الدولية  , التي  تم استجلابها   لحماية  النازحين الدارفوريين  ,  فاصبحت تحتاج  لحماية  عناصرها  , كما برهنت أحداث مجزرة سوق  تبرا  في شمال دارفور ؟

 

سوف نعرف الإجابة علي هذه  الأسئلة  المفتاحية وغيرها  , عند إنتهاء    فترة الأربعة أشهر  الحرم المتبقية علي نهاية عام 2010, وليس قبل ذلك التاريخ  !

 

ذلك أنّ  الرئيس البشير  قد حدّد  نهاية هذه الفترة ,  للأنتهاء من  تفعيل وإنجاح الإستراتجيّة الجديدة ,  وحلِّ مشكلة دارفور أمنيأ  , وليس سياسيأ !

 

تخريمة

تم عقد مناظرة  ( الخرطوم   –  الخميس 16 سبتمبر 2010 )  حول تحديات الوحدة والانفصال , شارك فيها  سياسيون من كافة ألوان الطيف السياسي ، في الشمال والجنوب . وكانت مناظرة في موضوع وجودي لبلاد السودان ,  يستحق التحليل , والدراسة والبحث من كافة مثقفي السودان .

 وشد  أنتباهي أمران في هذه المناظرة الهامة :

الأمر الأول :

كان السيد الأمام  , رئيس حزب الأمة القومي ,  رئيس الحزب الوحيد الذي شارك في المناظرة . بقية المشاركين كانوا من الصف الاول والثاني وربما الثالث في احزابهم . كان يمكن للسيد الامام أن يبعث بأحد مساعديه الأكفاء , وهم كثر , لتمثيل حزب الامة القومي في المناظرة . ولكنه  لم يفعل ذلك , وأثر المشاركة الفاعلة بنفسه  وبشخصه !  لأنه يحترم  نفسه , ويحترم موضوع المناظرة , ويحترم المستمعين .

هذا يؤكد , بما لايدع مجالأ لأي شك , بأن السيد الأمام مسكون بهموم بلاد السودان . ويؤكد ان السيد الامام يثمن عاليأ الأهمية القصوي لموضوع المناظرة  ( وحدة بلاد السودان )  , الذي يوليه عناية ومتابعة شخصية مباشرة . السيد الأمام لايهظر في المواضيع كافة , وخاصة  في ما  له علاقة بمستقبل بلاد السودان . السيد الامام يأخذ كل المواضيع ,  سياسية أو خلافها , حتي التافه منها , مأخذ الجد , ويشارك في منتدياتها مشاركة شخصية مباشرة وفاعلة . الجدية لا تعني الصرامة  وصرة الوش والتحمير للسيد الأمام  !  ولكنها تعني له  الإحاطة ,   والتركيز علي التفاصيل , والأتقان   !   يقول السيد الامام عن  الهظار نفسه  ,  إنه  ليس عبثا  !    ويأخذه دومأ   بجدية  !   كما وضح في  كتابه  :

الفكاهة ليست عبثا!

صرح سفير بلد عربي معتمد في الخرطوم بأنه طلب مقابلة السيد الأمام ! وكم كانت دهشة السفير  كبيرة عند مقابلته السيد الامام , عندما سلمه السيد الأمام ملفأ كاملأ , أعده السيد الأمام بنفسه , حوي كل شاردة وواردة  حول الموضوع الذي حضر السيد السفير لمناقشته مع السيد الامام . ونفس الفيلم السيريالي يتكررمع كل من هب ودب , وحضر لمقابلة السيد الامام , حتي في أتفه الأمور !

هظار  , ولعب قعونج  , وأمور الثلاثة ورقات ملوص , وبيع الترماجات  ما فينا مع السيد الأمام !

 فلذلك  تجد الدكتور  عبده الغالي , الساعد الأيمن للسيد الأمام  بعد الكنداكة , في حالة وردة مستمرة , لضغط العمل العقلي القاسي في رحاب السيد الأمام !

غابت معظم الأحزاب الشمالية والجنوبية عن المناظرة . حتي الأيقونة هاله عبد الحليم , رئيسة حركة حق , ومفخرة نساء السودان , غابت عن المناظرة ؟

 كانت مشاركة الأيقونة هاله في المناظرة تضمن لنا اصطياد أكثر من عصفورة  بحجر واحد .

اولأ :

 ضمان  مشاركة المرأة السودانية في المناظرة ! فقد غابت المرأة السودانية  عن المناظرة ولم نسمع متحدثة بأسمها , رغم كثرة المنضمات المبصرات بين عوين السودان !

ُثانيأ :

ضمان مشاركة رئيس حزب سوداني ثاني , بدلأ من كون السيد الأمام رئيس الحزب الوحيد المشارك قي المناظرة , رغم اهميتها .

ثالثأ :

حرمتنا الايقونة هاله من سماع والأستمتاع بفكرها الثاقب , ورؤيتها التي تحاكي رؤية زرقاء اليمامة , ومقترحاتها النيرة المتألقة كشخصيتها المبدعة ؟

لو كنا اخذنا بأقتراح هاله  في ملتقي جوبا  العام الماضي بأعتماد الرئيس سلفاكير مرشحأ  رئاسيأ موحدأ  واحدا أحدأ  لكافة  قوي تجمع احزاب جوبا  المعارضة , لما كنا وجدنا أنفسنا في هذا الحيص بيص  الحالي , ولتجنبنا تفتيت بلاد السودان , ولكان السودان ...  اقتباسأ  من مقولة   يكون أو لا يكون الشكسبيرية  ّ!

غابت هاله , وغابت المرأة السودانية , وغاب جميع رؤوساء الأحزاب السودانية !

وحضر السيد الامام !

وتاني !

وتيب !

الأمر الثاني :

أرتجل كل المشاركين في المناظرة كلماتهم. الأ السيد الامام  فقد قرأ مداخلته من ورقة مكتوبة ! ليس لان السيد الامام عيي  لا يستطيع أن يرتجل كما الاخرون ! فهو بعد ابو الكلام , وافصح لسان في بلاد العرب قاطبة !

هو الذي نظر الأعمي الي ادبه , واسمعت كلماته من به صمم !

لا ... لم يرتجل السيد الامام كلمته , وقرأ من ورقة مكتوبة ,  ليس لانه عيي وعاجز عن الارتجال ! لم يرتجل السيد الامام كلمته لانه يحترم  ويقدر جمهور المشاركين في المناظرة , مع أن معظمهم من الرجرجة والغوغاء ! لم يرتجل السيد الامام كلمته لانه يحترم  ويثمن موضوع المناظرة !   لم يرتجل السيد الامام كلمته  لانه يحترم عقول  ووقت جمهور المشاركين , ولذلك يريد ان تكون مداخلته  مختصرة ومفيدة  ومركزة ! ثم ان السيد الامام   يريد   أن يتكلم  في موضوعات محددة  , ويخشي أن يستدرجه   الحماس  وتشيله الهاشمية ,  فينسي ,   في  أرتجاله , ألاهم  مما   جاء  من أجله !

لم يرتجل السيد الامام كلمته , وقرأ من ورقة مكتوبة ,   لانه يحترم نفسه قبل ان يحترم المستمع اليه !

كل من يحترم نفسه , ويحترم مستمعيه  , يتحدث ويحاضر ويخطب من ورقة مكتوبة !

كان تشرتشل يخطب دائمأ من ورقة مكتوبة , ولا يرتجل أطلاقأ ! فبقيت خطبه , كما خطب السيد الأمام , مراجع  فكرية في السياسة والأدب. أما ملك الملوك فانه يرتجل جميع خطبه , ولا يقرأ من ورقة , فيضطر المستمع الي الاستماع له لمدد  تفوق الثلاثة ساعات في كل خطبة !

القوم في بلاد السجم والرماد يعيبون علي الذي يخطب من ورقة ! القوم في بلاد السجم والرماد يعيبون علي الذي لا يرتجل ! والعيب فيهم وفي خطبائهم !

كل زعيم يحترم نفسه يقرأ خطبته من ورقة مكتوبة ! هل رأيت أوباما في خطبة القاهرة ؟ كان يقرأ من جهاز ، تماما كقراء نشرات الأخبار، يبدون كأنهم يرتجلون  , والحقيقة أنهم يقرأون ...

كل مسؤول  يحترم نفسه لا بد أن يقرأ من ورقة !

نقطة علي السطر !

ولكن أحترام السيد الأمام لنفسه وللمستمعين , وبالتالي قراءته من ورقة , أديا   الي عكس النتيجة المتوقعة في مناظرة الخميس .

كيف , يا هذا ؟

 كانت مداخلة السيد الامام  حنيثية , مركزة  غاية التركيز , ومحددة  , ودثمة ودسمة  غاية  في الدثامة  والدسامة  , لانها مكتوبة ومعدة مسبقأ  , وحصيلة ساعات من الجهد العقلي والفكري  للسيد الامام شخصيأ !  بالاضافة الي مراجعات ومشورات مع اخوانه وبنيه في الحزب ! وبالتالي كانت مداخلة السيد الامام  تحتاج لهدؤ وعقلانية وحسن انصات , لتدبر مراميها , وفهم مقاصدها , واستيعاب محتواها وجوهرها .

 أنت , يا هذا , لا تستطيع شرب المركز من العصير , كما تشرب   موية  الله والرسول الزرقاء  !  تحتاج لمصه في تؤدة وبشويش , وجرعة جرعة ,  والا شرقت , يا هذا  !  وبالمثل كانت مداخلة السيد الامام  تحاكي العصير المركز  , وتتطلب الهدؤ وحسن الانصات والتركيز , حتي تنساب في سلاسة الي داخل العقول .

ولكن , وللأسف كانت هذه المقومات معدومة تماما في مناظرة الخميس ! كانت الجموع الغوغائية مشحونة عاطفيأ !  أعطت عقولها أجازة !  وبالتالي لم تستطع جماهير المستمعين من الغوغاء والرجرجة  استيعاب مداخلة السيد الامام  وفهمها ! طارت كلمات السيد الامام  الحكيمة فوق رؤوس القوم ! فالاذان كان بها وقر غليظ , وعلي القلوب والعقول أقفالها ! فرأينا حالات صخب من الرجرجة , الذين حاكوا التيران في مستودعات الخزف . رغم ان السيد الامام دعاهم  , دعوة أبوية , لعدم الخلط بين الرأي والعاطفة !   بعدها   أثر  السيد الامام , احترامأ لنفسه , وأحترامأ لمستمعيه ,  أنهاء قراءة كلمته المكتوبة !

السيد الامام أمة !

قال له احد المعجبين المبصرين :

أراك  ياامام  تجسد الأية 43 من سورة الأعراف , وكأنها تمشي علي رجلين  !

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ   .    تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ  .   وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ۖ .     لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ   .   وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ .

﴿  ٤٣  _ الأعراف ﴾

 

ألأ تسمع المنادي يأ أمام ؟

 

قالوا نعم !

 

فأذن مؤذن بينهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون !

 

رد السيد الامام في تواضع العالم العارف :

 بل قل الاية 32 من سورة النجم :

  الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ,  إلا اللمم ,  إن ربك واسع المغفرة !  هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الأرض ,  وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم , فلا تزكوا أنفسكم  . هو أعلم بمن اتقى ) .

( 32 – النجم )

حقأ وصدقأ السيد الأمام  من الذين أحسنوا بالحسنى , من  المحسنين  الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش , ولا يتعاطون المحرمات الكبائر ,  وإن وقع منهم بعض صغائر الذنوب ( اللمم )  فإنه يغفر لهم ويستر عليهم ! كما قال  تعالي في الآية 31 من سورة النساء  :

( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) .

 ( 31 - النساء )

وليس هناك بمعصوم غير الرسول الكريم .

 بخ  بخ  ...    روعة وقمة في التواضع وعدم تزكية ,  مع احترام   , للنفس ...   فهو اعلم بمن اتقي !

أعطني  مثلأ  أعلي ,  وموديلأ ,  وقبسأ يهتدي  به ,   ومرجعية  لشباب بلاد السودان أعلي قامة وأكثر أشراقأ وتألقأ من السيد الامام ؟

السيد الامام ... ابو الكنداكة ...  هذا الليث من تلك الشبلة !

وأنعم به من ليث وانعم بها من شبلة !

 

يتبع

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com