From sudaneseonline.com

بقلم : حسن الطيب / بيرث
دفاعاً عن السودان / حسن الطيب / بيرث
By
Sep 22, 2010, 21:43

بسم الله الرحمن الرحيم

 دفاعاً عن السودان

 حسن الطيب / بيرث

الدولة التي تعاني من مشكلات داخلية يصعب عليها الدفاع عن مصالحها الحيوية، وتكون غير قادرة على صنع سياسة خارجية تعبر عن مصالح وطنية.
المواطن الأمريكي أيًّا كان عسكريًّا أو مدنيًّا، لا يمكن أن يخضع لأي محاكمة في أي بلد في العالم إلاّ أمام القضاء الأمريكي، مهما ارتكب من جرائم حرب، أوإفساد في الأرض، كما يحدث طوال السنوات الثماني الماضية في أفغانستان والعراق، وآخر ذلك قتل بعض الجنود الأمريكيين لبعض المدنيين العراقيين، والاحتفاظ بأجزاء من أجسادهم كتذكار، ذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية ، ورفضت منذ تأسيسها التوقيع على اتفاقيتها، ووقعت مع الكثير من دول العالم اتفاقيات بحصانة مواطنيها، مهما ارتكبوا من جرائم وفظائع، ورغم ذلك فهي تدير هذه المحكمة الدولية من وراء ستار لخدمة سياساتها ومطامعها.
وللأسف الرئيس السوداني عمر البشير، لا يتمتع بهذه الحصانة الدولية، التي يتمتع بها أقل مواطن أمريكي، فضلاً عن الإسرائيلي، وهو في نظر هذه المحكمة المهزلة مجرم حرب دولي مطلوب القبض عليه، ممّا يجعل ما يعلنه المسؤولون الأمريكيون عن جهود واسعة لتحسين العلاقة مع السودان  نوعًا من المسرحيات الهزلية التي لا تطابق الواقع، ولا تتفق مع سلوك السياسات الفعلية.
لذلك استبق علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية، زيارته  لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، باتهام الإدارة الأمريكية بالسعي لإضعاف السودان والرئيس عمر البشير، واصفاً إياه بأنه الرجل الأوحد الذي يملك قرار الحرب والسلام، وقال طه في تصريح مكتوب وزعته السفارة السودانية بواشنطن، إن أمريكا تريد حل مشكلة دارفور، وإجراء الاستفتاء في الجنوب، ومواجهة «النتائج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المعقّدة إذا انفصل الجنوب»، وفي نفس الوقت لا تريد أن تسأل نفسها كيف يقدر السودان على كل هذا، وهي تسعى لإضعافه وأكد طه أن انقسام السودان ستتأثر به جميع الدول الأفريقية، وأنه إذا تحقق سيكون نتاج حملة شرسة لتشويه صورة السودان وإضعافه عن طريق سياسات المقاطعة والعزلة.
وما جاء في حديث  نائب الرئيس عن امريكا لن يغير كثيرا ما تود الحكومة الأميركية  فرضه في الواقع  ما دام الحكومة السودانية تعاني من أنقسام في نظامها السياسي وبالانحناء امام املاءات الخارج ومصالحه، وما دام العرب  وهم اقرب الأقربين صامتين على حالهم منذ عقود ولكن بعدما فات الآوان تحركت جامعة الدول العربية، ففي القاهرة، كان البند الرئيسي أمام اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الأسبوع الفائت، مناقشة ورفض قرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير، والتضامن معه، وقالت مذكرة الجامعة العربية إن هذا الطلب يأتي ليعبر عن مدى التضامن العربي مع السودان، ودعمه في مواجهة قرار المحكمة، واستكمالاً لقرارات التضامن العربية التي صدرت سابقًا، حيث اعتبرت القمة العربية قبل الماضية بالدوحة، عبر قرار وبيان صادرين عنها، اعتبرت هذا القرار سابقة خطرة تستهدف رئيس دولة، لا يزال يمارس مهام منصبه ويعد خرقًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961، ولقواعد القانون الدولي العرفي، ومطالبة القادة العرب بإلغاء الإجراءات المتخذة من قبل الدائرة التمهيدية، وداعية الى تقييم الموقف العربي من المحكمة، وعدم تجاوب الدول العربية مع إجراءاته في حق الرئيس السوداني.
ليس هذا كافيًا بكل تأكيد، ونحن نرى على الفضائيات  ونقرأ على الصحف عن جرائم الحرب في دارفور والإغتصاب  والإبادة وغير ذلك من أكاذيب، والدليل علي ذلك ماكشفة منشقون من حركة العدل والمساواة المتمردة عن تفاصيل أكبر فضيحة من نوعها تتعلق بالقيام بتمثيلية دارت فصولها بين دول أوربية والولايات المتحدة تم خلالها فبركة معلومات حول المدعوة حليمة بشير التي أصدرت كتاباً ادعت فيه أنها إحدى ضحايا دارفور بتعرضها للاغتصاب والاضطهاد ووصل الأمر لحد ترتيب مقابلة لها مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في البيت الأبيض الذي قدمها في المؤتمر الصحفي الشهير وقام بالمشاركة في الترويج لكتاب حليمة (دموع في الصحراء). ووجد الكتاب رواجاً واسعا إذ تصدر مبيعات موقع »أمازون« بسعر25 دولارا رغم احتوائه على قصة مفبركة تدور أحداثها منذ العام 1979م أسهمت في تضليل الرأي العام الغربي. وقدم منشقون عن الحركة شاركوا في إعداد التمثيلية أن عدداً من المنظمات الغربية قامت بتوفير التمويل لحبك سيناريو القصة من الألف إلى الياء، وكشفوا أن د. مريم سليمان مسؤولة المرأة بحركة العدل والمساواة هي التي جسدت شخصية حليمة الوهمية وأن اختيارها جاء لعدة أسباب أهمها إجادتها للغة الانجليزية بطلاقة إضافة لثقة الدوائر الغربية بها للعلاقات الواسعة التي أقامتها معها من خلال منظمة تأهيل وانقاذ ضحايا دارفور.
وهذا قليل من كثير،المأمول أن تنضم القوى السياسية المعارضة  ومنظمات المجتمع المدني  وأصحاب القلوب الغيورة والطرق الصوفية الذين تتوجه الأمنيات إلى رؤيتهم والى سماع تداعيهم لإيقاف هذه المهزلة التي يريدها الأمريكيون سيفًا مصلتًا على كل من لا يوافق سياساتهم، أو يقاوم أطماعهم لإنقاذ البلاد والعباد من ويلات بعض من أبنائه ممن استحوذت عليهم ذواتهم فغلبوها على ولاء الأوطان، لعلها تزرع أملا لغد جميل في السودان 


© Copyright by sudaneseonline.com