From sudaneseonline.com

قصة و شعر
البحر وشجرة التوت/يوسف حسن العوض
By
Sep 22, 2010, 19:57

 

 قصة قصيرة

البحر وشجرة التوت

كانت تحبه لدرجة الجنون وهو يعشقها لدرجة القدسية إشتركاء سوياً فى حب اللون الابيض كدليلاً على النقاء ... اخفياء حبهما هذا عن انظار الجميع ... ولكن اشهدا عليه المساء والبحر ... عند إنعكاس ضؤ القمر عليه ... والشاطئ وشجرة التوت الوحيدة التى كانا يحتميان بها عند هطول الامطار والعواصف

والعواصف ليست بالضرورة ان تكون رياح السماء .

اما البحر ... فكانا يشكيان اليه بأسهما ... ويلقيان بكل همومهما فيه ... وبالرغم من ذلك كان البحر فرحاً بهما ... خاصة عند لحظات الوداع التى يرسلان فيها بدموعهما التى تتساقط فى مياهه فكأنما تزيد من إرتباطهما ... وكذلك كان البحر يداعبهما بامواجه التى يرسلها من حين لآخر لطرف الشاطئ ويودعهما ثم يرجوهما ليوم غدأً ... لم يخيبا ظنه يوماً .

إستمرا على هذا النهج ثلاث سنوات الفا خلالها البحر وشجرة التوت التى لم تك تستضيف غيرهما ... ولم يك يعلم بها غيرهما ... حتى رمال الشاطئ كانت تتمنى ان لا تمحو الرياح اثار اقدامهما ... واحلامهما الصغيرة التى رسماها عليه ... لم يغيبا يوماً او يتأخرا عن موعدهما ... لذلك الفهما البحر وشجرة التوت ... والشاطئ ايضاَ .

فى يوم من الايام جأها والدها فرحاً ... وقد إنفرجت اساريره ... ليخبرها بأن إبن عمها ...يريدها زوجة له ... اخبرته بأنها تحب آخر وتريده زوجاً لها لكنه رفض كل توسلاتها ... وبالفعل خضعت لرآى والدها ... ومن ثم اخبرت حبيبها بذلك ... كانت من عاداتهم أن ترى العروس البحر ..............

يوم زفافها ... بالفعل جأوا بها إتباعاً للعادة .

كانت حريصة على أن تأخذهم الى شاطئ الحب القديم ... حيث شجرة التوت التى الفتها ... لحظة وصولهم إنتفضت من يد زوجها وإرتمت فى جوف البحر وماتت ... فاحتضنها البحر بكل رحابة صدر ... حينما ظلمها ابيها وإبن عمها ... ولم يلفظها .

عندما هموا بالخروج من البحر ... وجدوا حبيبها ... مشنوقاً على شجرة التوت التى الفته والفها ... فكان ملتقى روحيهما عند المساء على ذات شاطئ البحر وشجرة التوت

 

يوسف حسن العوض

 



© Copyright by sudaneseonline.com