From sudaneseonline.com

بقلم : زين العابدين صالح عبدالرحمن
الصاوى وعصر التنوير السودانى/زين العابدين صالح عبد الرحمن
By
Sep 6, 2010, 19:46

الصاوى وعصر التنوير السودانى

زين العابدين صالح عبد الرحمن

قبل الدخول فى جدل فيه شىء من الفكر مع عبد العزيز حسين ألصاوي" محمد بشير" جاءت معرفتي بالأستاذ الصاوى فى منتصف عقد السبعينيات فى القرن الماضي و نحن طلبة جدد على جامعة بغداد كلية الإعلام و كانت الكلية فى ذلك الوقت تقتسم الفناء " الحوش" مع كلية الأداب قبل أن يتم نقل كلية الإعلام لمباني جديدة. فى بداية العام الدراسي اجتمع الطلبة السودانيون فى الكليتين فى احدي الكافتيريات داخل الفناء الجامعي للتعارف و نحن طلبة جدد و كان يقوم بالتعريف الصديق محمد سيد احمد عتيق و عندما صافحت احد الأخوات و على ما اذكر اسمها "عائدة" قال الي عتيق "الأستاذة هى شقيقة الأستاذ عبد العزيز حسين الصاوى" انطبع الاسم فى عقلي رغم إنني لا اعرف عنه شيئا فى ذالك الوقت و بعد انتهاء التعارف أخذت الأخ عتيق جانبا و قلت له من هو عبدالعزيز الصاوى فقال الىً أنت ما بتعرف الصاوى فقلت "لا" فقال أنا عندي عدد من كتابات الصاوى سوف عطيك إليها و بالفعل بعد مطاردة استمرت قرابة الشهرين استطعت الحصول على كتابات الصاوى من الدكتور بكرى خليل و ليس من عتيق الذى مازلت انتظره حتى اليوم لكي يمدني بكتابات الصاوى.

منذ استلمت تلك الكتابات من الدكتور بكرى خليل بدأت بمتابعة الرجل و التعرف على ما يدور فى فكره و مخيلته فى عدد من الإصدارات أهمها مجلة المستقبل العربي دون التعرف الشخصي عليه حتى فى أواخر عقد التسعينات جاء الرجل فى زيارة الى القاهرة  و كان هذا أول لقاء معه بحضور الصديق حسين حامد و فى ذلك المساء رغم انه كان لقاء تعارفيا و لكنه اخذ ساعات طوال فتحنا فيه عددا من الملفات بشكل سريع جدا ألا أن الرجل كان مهموما بقضية الحداثة و الديمقراطية و الصراع الحضارى مع الغرب باعتبار انه صراعا سوف يأخذ مسارات جديدة فى المستقبل و أذا لم تهيء الآمة نفسها فى تطوير ذاتها وأدوات صراعها سوف تظل امة مستعبدة و الأستاذ الصاوى يريد لمشروعه التنويري أن يأخذ خطوة الي الأمام من خلال فتح حوارات فكرية مع النخب السودانية بكل انتماءاتها الفكرية و الأديولوجية حول قضية الاستنارة و الحداثة و الديمقراطية و لم يكتف الرجل بنشر مشروعه فى الصحف و الصحف الالكترونية إنما أرسلها لعددا من الكتاب في بريدهم الالكتروني لكي يضمن وصول المبحث للأغلبية بهدف فتح حوار فكرى جاد فى الموضوعات المطروحة.

يعتبر الصاوى احد أعمدة الفكر القومي العربي ليس على مستوى الساحة السودانية إنما على مستوى الوطن العربي فهو رجل كثير الإطلاع واسع المعرفة غزير الإنتاج مع الجودة و رغم الأيديولوجيا التي كانت تحكم ذلك الإنتاج في بداية مسيرة الرجل الفكرية إلا إن كتاباته الأخيرة تجاوزت الإطار الأيديولوجى الى الفكر المفتوح و يرجع ذلك لسببين الأول إن الليبرالية أصبحت احد المراجع الأساسية له و السبب الثاني إعادة قرأته للفكر العربي على ضوء القضية السودانية و تطوراتها السياسية و إشكاليات التنوع الثقافي في المجتمع هذه الإعادة لم تكتف فقط بمراجع مرجعيات فكرية على الإطار النظري إنما الرجل ذهب خطوة ابعد فى اتخاذ موقفا فكريا في المؤسسة الحزبية التي ينتمي إليها و يميز نفسه كتيار فكرى جديد ينادى بالتحديث و الإستنارة و التحديث و هي مدرسة سودانية فى الفكر القومي العربي تعطى أولوياتها لمعالجة القضايا القطرية في الإطار العام القومي و هى قضية إذا تناولنها سوف تأخذ مساحة كبيرة و أفضل أن نفرد لها مبحثا أخر حتى لا يضع الموضوع الذي نحن بصدده في زحمت تشابكات القضايا.             

في حوار مع مبحث ألأستاذ الصاوى سوف أتناول عدد من القضايا التي اعتقد إنها تحتاج لشيء من الإضاءة أكثر و ربما هي نفسها تكون نقاط للخلاف تحتاج لمزيد من الحوار  و في حواري سوف أجترح القضايا بشكل مفضوح و لكن بقدر عالي من الاحترام لان احد مشاكل النخب السودانية في إستخدامها للمنهج النقدي  تحاول أن تلمس القضايا سطحيا و لا تسبر غورها ليس لأنها عاجزة عن ذلك و لكن الحياء الذي يلتحف ثقافتها و يحدد مساراتها و التربية الأبوية التي تختزنها تمنع إسًلوب النقد المباشر للقضايا.   

يقول الأستاذ الصاوى في عنوان المبحث " معا نحو عصر تنوير سوداني – إطار عام لأستراتيجية معارضة مختلفة" إن معركة التنوير معركة عامة في المجتمع و يجب أن تطال الكل دون تحديد و لا اعرف لماذا حاول الصاوى يجعلها معركة تخص فقط المعارضة رغم أن المعارضة نفسها كانت حكام الأمس و كانت تحتاج تنوير و تحديث و مازالت تحتاج له فى الظرف الحالى لكي ينتشلها من حالة الضعف التي تعيش فيها فهي حالة ليست و ليدة ألحظة أو مرتبطة بتاريخ نظام الإنقاذ أنما حالة انتابت النخبة عندما تركت وراء ظهرها كل تراكمات خبراتها في الممارسة الديمقراطية التي اكتسبتها منذ تكوينها لجمعياتها الأدبية في الأحياء ثم قيام نادي الخريجين عام 1918 مرورا بمؤتمر الخريجين عام 1937 فاعتقد أن قضية التنوير في المجتمع يجب أن لا تحدد بإطار معارضي أو حكومي لآن الأزمة السياسية في السودان أزمة عامة الكل شريك فيها بدرجات مختلفة و قضية التنوير التي حدثت في أوروبا ما كانت مخصصة من اجل المعارضة فقط إنما كانت معركة ضد ألنظام السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الديني و القانوني  و المعرفي الذي كان سائدا في القرون الوسطى كما إن التنوير نفسه لا يمكن تحديد أطار له لان لديه قدرة على اختراق الحواجز الصماء و لاسيما  أن القصد من التنوير فتح حوارت على أفق واسع بين النخب على مختلف مدارسها الفكرية و انتماءاتها السياسية لكي تخلق الوعي الجماهيري المطلوب لبناء الدولة السودانية الديمقراطية الحديثة.

و اعتقد إن الصاوي مقتنعا بعدم تحديد إطار للتحديث و الاستنارة عندما يقول " في السودان ظلت الديمقراطية الهدف المشترك المعلن بين مختلف القوى و التيارات السودانية آزاء الإنقطاعات الدكتاتورية المتتالية منذ الاستقلال بينما تدل حالة التمزق الأفقي و الرأسي للبلاد وحدة وطنية و مجتمعا بصورة قطعية على خطورة الفشل في تأسيس مشروع ديمقراطي سوداني حتى ألان" هنا يرجع الصاوي فشل تأسيس المشروع الديمقراطي لكل القوى السياسية المختلفة أذن هي جمعيا أذا كانت في المعارضة ا وفى السلطة تحتاج لهذا المشروع التنويري الأمر الذي يؤكد ما ذهبت إليه عدم وضع إطار محدد لقضية الاستنارة إنما يجب أن تكون معركة فكرية مفتوحة في المجتمع السوداني.

و في هذه العجالة أتذكر تعريف ألي المفكر الدكتور على حرب لعملية التنوير حيث يقول " إن التنوير هو عودة العقل على ذاته بالنقد بداهة اللامعقول أو فضح ممارساته المعتمة أو تفكيك أدواته القاصرة و غير عقلانية لان العقل ليس جوهرا ما ورائيا أو مبدأ مسبقا أو هدف مقدسا وإنما هو فاعلية فكرية تتيح للإنسان ابتكار القيم و المعايير أو المفاهيم و المناهج أظم نشاطه أو يقيم تسوية مع هوائه ورغباته على سبيل التواصل و التداول" و الدكتور حرب يؤكد على إعمال العقل بمنهج نقدي يحاول به تفكيك كل أدواته القاصرة التي لا تعتمد على العقل و بالتالي هو ينادى بعدم محدودية العقل أو وضع موانع في طريقه تعطل إعماله و أذا قسنا هذا التعريف على وضعنا في السودان نجده مفارقا حالة فكر النخب السودانية التي تعتمد على خليط في دراستها للظواهر الاجتماعية كما إن الأيديولوجيا تشكل ركنا أساسيا لبعض القوى السياسية المساندة لقضية العقل.

و في رأى فكرى حول قضية التغيير و التنوير  نجد إن الدكتور عصمت سيف الدولة رغم إنه يؤكد ما ذهب إليه الدكتور حرب و لكنه يعتقد أن للنظرية دور كبير في عملية التغيير و ألاستنارة حيث يقول في كتابه "نظرية الثورة العربية" يقول " إن التغيير هو تلك الإضافة التي يحدثها الناس في الواقع رفضا لما هو متوقع منه. فتغيير الواقع الاجتماعي ذاته يفترض المقدرة على الاختيار بين ما هو كائن و ما يجب أن يكون" و يضيف قائلا " إن عملية تغيير الواقع تتم من خلال نظرية لتغيير الواقع و لابد لنا من أن نعرف أولا كيف اهتدينا ألي تلك النظرية بالذات دون غيرها. نحن أذن في مواجهة مشكلة المنهج التي لا بد من حلها قبل حل مشكلة النظرية" و يعتقد الدكتور سيف الدولة يجب علينا معرفة المنهج الذي يقودنا ألي للوصول لنظرية التغيير أذن النخبة السودانية أمام ثلاثة عناصر تعتبر أعمدة لعملية التغيير و الاستنارة  هي " العقل النقدي الذي أشار أليه الدكتور حرب ثم منهج علمي يدلنا للوصول لنظرية التغيير و التحديث"  و هو الموضوع الذي لم يشير أليه الصاوي في مبحثه و هو يعرف الخلاف ألفكري الحاد بين القوى السياسية السودانية ليس في صراع الأحزاب مع بعضها البعض إنما في داخل المؤسسة الواحدة " و حزب البعث نموذجا" قائم للعيان.

 حيث أن أبناء التنظيم الواحد " البعث العراقي" قد فشلوا في حل خلافاتهم عبر الحوار وتوسيع مواعين الديمقراطية في المؤسسة فنشطر الحزب ألي عدد من المجموعات المختلفة المجموعة الأولى هي التي جعلت الديمقراطية همها و اختارت التحرر من الايدولوجيا و الانفتاح على جميع المعارف و أصبحت مرجعياتها مفتوحة و هي المجموعة التي ينتمي أليها الصاوي و محمد على جادين و حسين حامد و يحي الحسين و محمد سيد احمد عتيق و آخرين و المجموعة الأرثوذوكسية و هي ظلت تحافظ على أن هناك رباطا جدليا بين الوحدة و الحرية و الاشتراكية كشعار رفعته القيادات التاريخية للبعث دون أن تقدم فيه أية إجتهادات نظرية تبين صحة أو خطأ الشعار  رغم أن أنظمة حكم البعث جمعيا لم تكون لها علاقة جدلية بالثلاثة تيمات و هي مجموعة ينتمي أليها أبو رأس و محمد الضو و على حمدان و آخرين و المجموعة الثالثة تبنت الفكر الليبرالي و بحث عن مؤسسات تتبنى هذا الفكر ووجدت في الحزب الاتحادي ضالتها و منهم الدكتور معتصم احمد الحاج و حسن كمال و المجموعة الرابعة هي المجموعة التي اعتقدت أن عملية التغيير لا تتم ألا من خلال أدوات الدولة و أية حوار يتم بعيدا عن مؤسسات الدولة سوف يكون جدلا بيزنطيا لا فائدة منه و تبنى هذا الخط عمر مهاجر و تيسير مدثر و التجاني حسين و المجموعة الأخيرة هي مجموعة أثرت فيها قيام الثورة في إيران عام 1979 و اعتقدت أن الإسلام به طاقة إبداعية كبيرة جدا في تحريك الجماهير و أخذت الإسلام مرجعية فكرية لمسألة التغيير و تبنى هذا الخط الدكتور محمد ألمهدي هذا الانقسام الذي حدث في حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر السوداني ضروري ذكره هنا بهذا التصنيف لكي أوضح إن أهل الفكر الواحد عندما يفقد التنظيم الثقافة و الممارسة الديمقراطية كشرط أساسي للحوار تذهب كل مجموعة في اتجاه مخالف للآخرين و هو الشرط الذي يجب توفره لعملية الاستنارة و التحديث المطلوبة.

المبدئية الناقصة عند النخبة السودانية

أن النخب السودانية و خاصة

حول البيئة الحاضنة للديمقراطية يقول الصاوي " الأحزاب الكبيرة انتخابيا " الوطني الاتحادي/ الديمقراطي و الأمة" لم تكن بيئة لانضاج الرصيد ألاستناري النهضوي بسبب غلبة الثقل الطائفي في تكوينهما على تفاوت في الدرجة بينما الأحزاب الكبيرة نوعيا الأكثر تمثيلا للقوى الحديثة كان تكوينها الأيديولوجي الماركسي الشيوعي و الديني و الإسلامي و فيما بعد القومي العربي ألبعثي متنافيا مع النظام الديمقراطي الليبرالي" السؤال الذى يجب أن يطرح أن تكوين الأحزاب كان مرحلة متقدمة من ألوعي و تجاوز للبناءات الاجتماعية القديمة و يعتبر مرحلة تحديث اجتماعي و لاسيما أن النخب التي ساهمت في تكوين الأحزاب بمدارسها الفكرية المختلفة كانت تعلم أن مرحلة النضال الوطني كانت في حاجة لمثل هذه المؤسسات الحديثة لماذا تراجعت النخب عن عملية التحديث ألاجتماعي و استدعت في صراعها السياسي التكوينات الأولية للمجتمع من قبلية و عشائرية و طائفية و تتجاهل مؤسساتها السياسية يقول صموئيل هانتنتون في كتابه " النظام السياسي لمجتمعات متغيرة" يقول " إن أهم أوجه العصرنة السياسية هو, فوق مستوى القرية أو المدينة, في نطاق المجتمع كله و تطوير مؤسسات سياسية جديدة كالأحزاب السياسية لتنظيم هذه المشاركة" و يضيف قائلا " التغييرات الاجتماعية و الاقتصادية تمزق بالضرورة التكتلات الاجتماعية و السياسية التقليدية و تقوض أسس الولاء للسلطات التقليدية" أذن التطور الذي حدث في المجتمع السوداني منذ قيام نادي الخريجين حتى قيام الأحزاب و بدأ يمزق تكوينات القديمة و تتراجع الولاءات التقليدية ألا إنها كانت مرحلة تاريخية بسيطة ثم بدأت الولاءات التقليدية تعود بفضل النخب الحديثة في صراعها من اجل السلطة.    

أن النخبة أن كانت في الأحزاب الكبيرة أو الصغيرة هي المسؤولة مسؤولية مباشرة لعمليات الانهيار التي حدثت لأنها نخب غير مبدئية في أطروحاتها الفكرية و الأمثلة كثيرة على ذلك و لنبقى في التيار القومي بينما تناضل نخب حزب البعث العربي الاشتراكي في الخرطوم من اجل الديمقراطية و تملأ الحوائط بالشعارات التي تطالب بالحرية و الديمقراطية هي نفسها تمجد الديكتاتورية في دول آخري كإنما الديمقراطية صالحة لبلد دون الآخر و في الوقت الذي تعتبر فيه النخب المتعاونة مع الديكتاتورية في الخرطوم هي خائنة لشعبها تصف المعارضة التي تناضل في كل من بغداد ودمشق و تطالب بالحرية و الديمقراطية و منع سياسة التوريث في نظم جمهورية تنعت أفراد تلك المعارضة بأنهم عملاء للامبريالية و الصهيونية الغريب في الأمر إن تلك النخب رغم الممارسات غير الأخلاقية و كل انتهاكات حقوق الإنسان التي كانت تحدث في بغداد أيام نظام البعث ويمارسها حتى اليوم النظام السوري ضد المعارضة لم نجد بيان استنكار واحد من تلك المجموعات يؤكد مبدئيتها في قضية الحرية و الديمقراطية و هذا التناقض في المواقف يحتاج لدراسة نقدية لوحده.

أن التناقض الذي يحدث في عقلية النخب السياسية و حتى التي التزمت جانب الفكر أذا لم يحدث فيها تطور لفك طلاسم التناقض تبقى عملية التحديث و الاستنارة فارقة من محتواها و مضامينها الفكرية خاصة أن عملية الاستنارة تقوم بها النخب الفكرية الواعية و المثقفين العضويين في المجتمع كما أشار غرامشى  و لكن هولاء المثقفين العضويين يعانون من مشكلة انفصام فكرى فإن قضية الاستنارة تحتاج ألي وقت طويل حتى تعالج تلك النخب و المثقفين العضويين حالة الغيبوبة التي يعيشون فيها باعتبارهم النخب المناط بها عملية التحديث و الاستنارة.

يعتقد الصاوي أن عملية إصلاح في المجتمع و التحديث و الاستنارة تبدأ في محوريين أساسيين التعليم و المجتمع المدني  حيث يقول الصاوي "لفشل المشروع الديمقراطي السوداني و الأزمة المتعددة الطبقات و المترتبة على ذلك فأنه لابد لاى إستراتيجية سياسية ترمى ألي تفكيكها من إفساح مكان لهدفين محوريين مترابطين يتناسب و أهميتهما هما الإصلاح التعليمي و المجتمع المدني"  ووفقا للفلسفة الماركسية البناء الفوقي للمجتمع و أجد نفسي مؤيدا الأطروحة  الماركسية إن البناء الفوقي هو انعكاس طبيعي لحركة الاقتصاد و تتطور بتطور الاقتصاد الذى يمهد لبروز الطبقة الوسطى القوية القادرة للقيام بعملية الاستنارة و التحديث و ليس المعارضة السودانية الحالية التى تعانى من إشكاليات منهجية و فكرية و تحتاج مؤسساتها لإعادة بناء هيكلي و تنظيمي كما إنها فاقدة للنخب ألتي تمتلك الاستعداد المعرفي الذي يمكنها من استخدام المنهج النقدي لنقد الواقع الذي يعيش فيه المجتمع.

تعد هذه قرأة أولية لجزء من مبحث الاستنارة و التحديث للأستاذ عبد العزيز حسين الصاوي مع خالص تقديري و احترامي لمجهوداته الفكرية القيمة  و سوف اواصل فى مقالات اخرى بقية الحوار.        

                

                                                        



© Copyright by sudaneseonline.com