From sudaneseonline.com

استفهامات بقلم: أحمد المصطفى إبراهيم
الحدث الكبير يحتاج رجالاً كبار/أحمد المصطفى إبراهيم
By
Dec 29, 2010, 20:48

بسم الله الرحمن الرحيم

استفهامات

 أحمد المصطفى إبراهيم

[email protected]

  الحدث الكبير يحتاج رجالاً كبار

 

 

       عندما يفقد الإنسان طرفاً من أطرافه او حاسة من حواسه فهو بين واحد من حالتين أن يظل يولول ويناظر إلى طرفه المقطوع وتتدهور صحته النفسية وقد يموت أو يصبح في حالة (أخير منها الموت).أو الحالة الثانية أن يواجه الفقد بصلابة وقوة واحتساب، هنا يعوضه الله خيرا ويزيد من قوة حواسه الأخرى.

ما المطلوب في حالة السودان الآن؟ في رأيي انتهى زمن الحديث السياسي والمناكفات السياسية وحزب هنا وحزب يقوم وحزب لا يقوم هذه الملايين من الشعب ملت المشهد السياسي الكالح الذي يدور الآن بكل أطرفه.الشعوب لا تأكل احزاباً ولا تعيش (بالنقة) وكثرة الحديث، والدول لا يبنيها الغوغاء من السياسيين، الدول يبنيها رجال الفكر والسياسة المسترشدين بالعلم العلماء.

نريد رجالاً يقلبون هذه الصفحة الكالحة من حياة السودان شماله وجنوبه. رجال همهم بناء ما آل اليهم من جزء شمالي او جنوبي رجالاً لا يكيدون لبعضهم بل ينصرفوا لمصلحة رعاياهم. ماذا يستفيد شعب الشمال او شعب الجنوب  من حزب عرمان الجديد؟ عرمان وأمثاله لا يريدون إلا أن يعيشوا على السياسة واتخذوا منها مهنة ووسيلة من سبل كسب العيش ولا يهمهم  على حساب من هذا.

وفي الشمال عرمانيون كثيرون يتكسبون من السياسة بلا مقابل يؤدوه. لذا المرحلة المقبلة ليست مرحلة هؤلاء وليعوض كل جزء  من السودان ما فقده خلال السنين الطويلة التى أضاعاها السياسيون في حديث كثير وبناء قليل يجب تبديل المعادلة إلى عمل كثير وكلام قليل.

ما بين أيدينا من معطيات لا يطمئن فحديث السياسيين في ازدياد وعملهم في تناقص وكل عرمان يقابله في الطرف الآخر غرمان وكل باقان يقابله في الطرف الآخر شخصٌ نافع.

كم تمنيت أن يطمئننا القائمون على الأمر بحديث ذو بال بدلاً من الأحاديث السياسية التي لا تنطلي على أحد مثل سنطبق الشريعة. كم تمنيت لو كان بدلاً منها أن يقول سيكون عدد الوزراء عشرون  وعدد الوزراء الولايون أربعة وليس هناك وظيفة مستشار لا في المركز ولا الولايات ولن تكون هناك مجاملة على حساب الشعب ولن تكون السياسة مصدر رزق لأحد بل سيجد العلماء مكانهم في الدولة بقدر عطائهم واضح النفع لشعبهم.

كم تمنيت ان اسمع خططاً واضحة ومدروسة للسنة القادمة وكل بند فيها موكول لجهة بعينها لنتجاوز بها المحنة. أما الذي بين أيدينا الآن فهو أقرب الى حركة المأتم الكل مشغول في تجهيز الصيوان وأيام المأتم ثم ماذا بعد؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان تكون إجابته واضحة للطرفين أما أن يظل الناس في هذا الحزن والتلاوم فكل هذا لا يبني دولة شمالية أو جنوبية.   

نريد للعقلاء ان ينطلقوا بالجزأين والجار القوي خير من الجار الضعيف هذا أمر يعرفه الصغير والكبير لماذا لا يعرفه السياسيون؟

نريد للمرحلة القادمة رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه وعليه يتوكلون.

 

 

Ahmed almustafa Ibrahim

M . EDUCATION TECHNOLOGY

tel. +249912303976
http://istifhamat.blogspot.com/

© Copyright by sudaneseonline.com