From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
الشريعة..لكن ...فقط...عــنـــدمــا/ عباس خضر
By
Dec 29, 2010, 19:16

الشريعة..لكن ...فقط...عــنـــــــــــدمــــــــــا

 

      إندهشت كما إندهش من قبلي الكثيرون مثلي من المسلمين في هذا البلد الأمين بل (إنخديت) مثل ما يقول المصريون بلهجتهم الساخرة والتي تعني

(إنبهطت) باللهجة السودانية والكلمتان(إنخديت وإنبهطت) تعنيان الإندهاش شديد الوقع على العنقرة والعقل السوي السليم لدرجة مخولته . والمخولة هي أنه بالرغم من سماعك ورؤية الحدث يجري أمامك لكن يخال لك إن ما تسمعه وتراه للتو والحين واللحظة هو نفس ما علمت وسمعت ورأيت ولاحظت في لحظة أخرى مشابهة وطبق الأصل للحظة إندهاش وإنبهاط ومخولة ذلك العقل السليم في لحظة صراعه الآني لتبيان حقيقة مايحدث اليوم مقارنة بما حدث من صورفكرية مشابهة في تاريخ سابق من بداية عقد التسعينات.فنميري أعلن قوانين الشريعة والتي سماها البعض قوانين سبتمبرسنة83م وبدأ يجلدالناس ويقطع منذ ذلك

التاريخ ثم أتت هذه الحكومة(الـ ـلـ ـده) ـ  بدون وضع أي نقاط ـ فيمكنك

وضع ما تريد من نقاط حسب وصفك لها ــ واستمرت وعدلت هذه القوانين كما قالت ودعمتها بما سمته المشروع الإسلامي الحضاري وواظبت على القطع والجلد بشدة وإعتبرته ضمن إطار قوانين الحدود الإسلامية وأضافت الفصل والتشريد وطبقت قوانين النظام العام على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل والكاظمين الغيظ كل هذه السنين. لذلك أتى الإندهاش والإنبهاط والمخولة المذكوره أعلاه عندما أعلن البشير بأنه سوف يطبق الشريعة بعد إنفصال الجنوب ،فيبدو إنهم كانوا غيرمقتنعين بما كان يجري من جلد وقطع بأنه شرعا أو شرع غير مقنن، لهذا نود المساهمة والدعم الإضافي بحزمة نصائح

(لكن...فقط...عندما) لعلها تساعد في الجهد المبذول في عمليات التقنين.

فعندما نحاسب مثلاً من يهدرون المال العام ونعاقب المختلسين والذين نهبوا من مال الشعب هذا وتعلن  كل كشوفات المراجع العام في أجهزة الإعلام لأن أمثال هؤلاء هم الذين يؤثرون في إقتصاد البلد وقد تصل جريمة تخريب بعضهم لحد الحرابة.إذاً عندما نعلن تلك الكشوفات ونعاقبهم فسوف تساعد في إستتباب أمن المؤمنين فلايسرق أو يختلس أحد. فالمؤمن أخو المؤمن يؤازره ويشد من أذره بل هم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً .

عندما نكون مسلمين بحق وحقيقة..عندما نتعامل بقليل من أعمال الصحابة الكريمة أوبمثل معاملات دول الغرب في هذا العصر الحديث.. فالدين المعاملة ( أقرأوا بتأن مقال سابق لطه بامكار عن الدين المعاملة بسودانيز أونلاين) ..عندما تقرأونها ستجدون إن معاملاتنا بينها  وبين الإسلام ما بين سهيل والثريا .. فعندما يتحقق عندنا بعض أساسيات المعاملة الإسلامية، وعندما نمارس أخلاق الإسلام السمحة العظيمة بيننا ..وعندما نتماثل للشفاء من داء العظمة والكبرياء الكاذبة ..وعندما نتعالى على الصغائر وسفاسف الأمور..فاذا إنت في كل الأمور جالداً شعبك لن تجد بعد حين من تجلده ..وعندما تجلده قد تجده في دار الكفرمعززا مكرماً..عندما نصل مرحلة إسلامية مناسبة ومعقولة ـ فالإسلام كما تعلمون مراحل ودرجات: إسلام وإحسان إيمان  فإسلام ـ فدعوا الشعب يصل عمق أولها ويعمل بأخلاقها ويذوق طعمها وحلوها ولا نعلم أن للإسلام طعم آخر فكله حلو كريم  عظيم بالتطبيق المعروف السليم..عندما تكون التقوى ها هنا..وكما علمتم ودرستم فإن

(عندما) هي ظرف لما يستقبل من الزمان وليس لما يفترض في الظاهر بما قد كان أو سيكون في الزمن السابق أو الحالي، فيجب أن لانحكم بالظاهر لأن الإسلام ما وقر في القلب وطبق بالعمل والممارسة الحياتية اليومية السليمة ( فالدين المعاملة)كما قلنا.فنكون مسلمين عندما نلغي كل ما يشابه منبر الإنفصال الآن والذي دعى ويدعو لتمزيق الوطن.. كذلك عندما نهاجم دولاً قبل الأعداد ودون أسباب مما يتسبب في أذى المغتربين دون ذنب جنوه.

( فأعدوا لهم ماأستطعتم من قوة)

فأعدوا......الإعداد الصحيح هو الإستعداد الحقيقي بالتدريب المستمر واللياقة التامة عقلياً وبدنياً والمكتمل العدة والعتاد التي على الأقل تساوي إعداد العدو إن لم تفوقه قوة وتأهيلاً.

لهم........ هو العدوالذي يهدد الإسلام في عقر داره ويمنعه من إقامة عباداته وشعائره ومناسكه كالحج والزكاة والصلاة والصيام.

ماإستطعتم....... ليس كما يذكر البعض ويقول عندما يكون عندك مجرد  عكاكيز وسيوف وكلاشات ودبابات وشوية طائرات هي خلاص تكفي لعذاب العدو ، بل إن كان للعدو مثلاً 200 قنبلة نووية فلن يدنو عذاب مثل هذا العدو الخطر إلابعد أن تتحصل ما تستطيع مثله من قنابل نووية وذرية وصواريخ بلاستية أوأكثر من نصف هذا العدد على الأقل.فكل أمور المسلمين عندنا لاتفسر التفسير السليم. والإعداد للإسلام يكون بالمثابرة وبالقدوة الحسنة والدعوة المستمرة فهو رسالة كاملة شاملة لاتختصرولا تبتسر.. فعندما ندعوبالحكمة والموعظة الحسنة..  عندما نوحد كل الشعب على قلب رجل واحد..

وعندما يعيش في سربه وبكل طوائفه وعقائده آمناً مطمئناً غنياً مزدهراً وعندما نحمي دولتنا  ونعد ما إستطعنا من قوة لنرهب به أعداءنا المتوهمين أو المتوقعين وليس أحزابنا وشعبنا. عندما تكون هناك نقابات قوية تعمل من أجل العاملين.. وعندما لانبخل بالجنسية للذين سكنوا معنا مئات السنين..وعندما يتم تفعيل قانون من أين لك هذا!!!

عندما نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ..وعندما ننمو ونسمو ونزدهرونتطورفي جامعاتنا وكل أعمالنا وعلمنا ومعيشتنا .. وعندما نصل مرحلة الإسلام الحقيقي والدرجة العميقة للمعاملة السمحة الكريمة وعندما نعطي الطريق حقه والضعيف زاده ومأواه.. وعندما لاتكون هناك مجاعة وهدام وتصحر.. وعندما تكون الصدقات والزكاة للفقراء والمساكين وأبناء السبيل والمشردين وفي الرقاب أي عندما لايشكو هؤلاء من المثغبة والجوع والعطش..وعندما توزع هذه الزكاة بالمساواة والعدل لمستحقيها فتغنيهم عمَا في أيدي الآخرين.

عندما يستطيع هؤلاءالفقراء والمساكين وأبناء السبيل أن يتقدموا للقضاء وينصفهم دون دفع رسوم هنا وهناك.. وعندما يصل لهم حتى التمويل

الأصغر(2ـ3مليون) الذي يسمع به القليلون جداً والكثيرون لا يرونه وعندما يروه لايلمسوه لشروط الضامن ودراسة الجدوى الإقتصادية المطلوبة و....

عندما نستطيع جلب المليارات التي أخذها بعضهم وخرج ولم يعد حتى اليوم.

وعندما يتمكن أهل دارفورمن أخذ كافة

مستحقاتهم وعندما يتمكن المفصولون والمشردون مقاضاة من فصلوهم وتسببوا في أذاهم وإهدار كرامتهم وشردوهم بالطعن في الظهركل هذه السنين.

عندما يقف علي بن أبي طالب مع اليهودي أمام القضاء العادل عندنا ويأخذ اليهودي حقه .. وعندما يجلد عمرالأربعة الذين لم يثبتوا حادثة الزنا حداً بالقذف.. وعندما أخطأ عمر وأصابت إمرأة..عندما لانقيم الحدود على الضعفاء ولانترك فاطمة لو سرقت..عندما يبول أحد السكارى في مسجد فيقول الرسول(ص) لأصحابه أتركوه لاتعينوا عليه الشيطان.. عندما نرحم صغيرنا ونوقر كبيرنا.. عندما يشعر أصحاب الديانات الأخرى بالأمان الكامل وحرية الأديان..وعندما نحترم  كافة الأديان السماوية الأخرى..عندما تكون الأطراف غير مهمشة وأخذت كافة حقوقها .. وعندما يأخذ كل المفصولين حقهم الأدبي والمادي..

عندما نتفوق على دول الغرب وأمريكا في الأخلاق والمعاملات فيكون ساعتذٍ عندنا إسلام ومسلمين ونحن للأسف الشديد لم نصل مرحلتهم الأخلاقية هذه حتى نتشدق بأننا مسلمون.......وعندما نضع رسوم قليلة مناسبة غيرإستعمارية إستعبادية على كاهل الشعب المنهك..أو عندما تؤخذ ضرائبنا وجباياتنا وأتاواتنا وجزاءاتنا الكثيرة المرهقة هذه بإسلوب  وأهداف تحقق فوائد واضحة في صالح دافعيها.. عندما نأخذ رسوم المرورومخالفاته أيضاً الكثيرة المرهقة يومياً نأخذها عند التراخيص والفحص الدوري للمركبات أي لتؤخذ مرة أو مرتين في السنة بإسلوب راقي حضاري..  عندما نمنح العطالة ما يقيهم من الوقوع في المهالك والرذائل إلى حين توفير عمل شريف لهم..فلا نجلدهم حينما يبيعون حتى المخدرات كطالبان أفغانستان فالضرورات تبيح المحظورات..عندما نستطيع أن نعطل الحدود عند الحوجة الماسة للشعب كما في حالته الراهنة التي تحنن العدو منذ 89م..

عندما نتمم جزء قليل فقط من مكارم أخلاقنا والأخلاق الإسلامية العظيمة ونقتدي بالقدوة المهداة سيد البشرالمعصوم الرسول الكريم (ص) (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)...عندما نكون كذلك ونعمل بذلك حينها يادوبك نكون أهلاً بتطبيق الإسلام بصورة صحيحة معززاً مكرماً ويكون حقيقة مصدراً أبياً وأساسياً للتشريع ويسري كالنسيم العليل بين الناس حتى دون أن نكتبه.عندها نكون قدوة للعالم أجمع  وعنده يمكن أن تطمئن كل الفئات المختلفة للشعب أن الإسلام هوالذي يجمعها في بوتقة منصهرة من الإنسانية الكاملة التي تعتزبها وتفاخربه بين العالمين فيجب أن يكون هو أهم مصدراً بل المصدرالأول والأهم والأساسي من مصادر التشريع في السودان الجديد لكن عندما.

 الشريعة إذاً ممكنة..لكن بعد حين من الدهرحتى نستقرسياسياً.. فقط يجب التريث .. عندما نصل لهذا المستوى ويقوى عود الشعب.

وحينها سأغني..بما يشبه أغنية آسيا وإفريقيا ..سأغني آخر المقطع..

   سأغني أغنية سمراء للأرض اليتيمة

أرض الجنوب وأرض دارفور العظيمة

وسأهتف بكل أشواقي يابلادي..يابلادي

ستعودين لنا حتماً قريباً أرض واحدة حبيبة

    فلقد مدت لنا الأيدي الصديقة

              ستعودين

      أرض مليون مربع

  حتى لولبسنا دموراً مرقع

ستعودين وسيعزف قلبي احلى الأناشيد الحبيبة وسيغني ..وأغني عندها للصبح ألف قصيدة

 

                                        عباس خضر



© Copyright by sudaneseonline.com