From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
حديث الإفك.. عندما يدخل الطاعون على الجسد المعافى!! «2 ــ 2»/الطيب مصطفى
By
Dec 29, 2010, 10:05

زفرات حرى

الطيب مصطفى

حديث الإفك.. عندما يدخل الطاعون على الجسد المعافى!! «2 ــ 2»

 

أوردنا في مقالنا السابق بعض ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في دار الحركة الشعبية بالخرطوم بحضور كل من باقان وعرمان ومالك عقار وعبد العزيز الحلو والذي قلنا فيه إن عرمان أراد بحضور الثالوث معه وباختيار المكان «الخرطوم» والزمان أن يوجه رسالة بأن الحركة الشعبية باقية في الشمال حال الانفصال تأكيداً لمقولة باقان بأن الحركة ستعمل على قيام مشروع السودان الجديد في حالة الوحدة أو الانفصال وقلنا إن حضور عقار نائب رئيس الحركة ووالي ولاية النيل الأزرق حتى بعد الانفصال له رمزيته الموحية وكذلك الحال بالنسبة لعبدالعزيز الحلو الذي يشغل منصب نائب والي جنوب كردفان والذي تحدث عن مشاركته في انتخابات الولاية المزمع قيامها في أبريل القادم كما قلنا إن انعقاد المؤتمر الصحفي بعد خطاب إعلاء الشريعة واللغة العربية مما أعلن عنه البشير خلال لقائه الجماهيري بالقضارف والنقد اللاذع الذي وجَّهه عرمان ورفاقه يكشف سر توقيت المؤتمر الصحفي الذي تحدث الحلو خلاله عن التنوُّع الثقافي والعِرقي واللغوي في البلاد وتساءلنا عمّا إذا كان اسم عبدالعزيز الحلو يعبِّر عن لغة اثنيته النوبية أم اللغة العربية التي يكنُّ لها عداءً شديداً والتي ما درى والداه المسلمان حين سمّياه بها انحيازاً للغة القرآن أنه سيتنكَّر لها ويقود الحرب عليها كما فعل المرتدّ أحمد ألور حين شنَّ الحرب على اسمه وعقيدته التي اعتنقها والداه فإذا به يركلها في ختام دراسته الجامعية بعد أن أضلَّه الله على علم!!

الحلو قال إن أي تعديلات دستورية في حال الانفصال يجب أن تُعرض على ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وهذا لعمري استعمار جديد لا يختلف عن ذلك الذي مارسته علينا الحركة الشعبية حين رفضت حتى بعد أن استقلت بإقليمها جنوب السودان وحكمته بشريعة الغاب وأخرجت منه الإسلام واللغة العربية... رفضت إلا أن تحشر أنفها في شأن الشمال لتعوِّق انحيازه لمرجعيته الفكرية والعقدية وهُويته الحضارية فهاهم اليوم يسعون للحيلولة دون انحياز الشمال لدينه وهُويته حتى بعد أن أذهب الله عنا الأذى بالانفصال وحتى بعد أن حُسم أمرُ التنازع حول الهُوية وانحاز الشمال المسلم إلى دينه ولغته بعيداً عن تسلط الأقلية التي كانت تُمسك بخطامه وتحرِّكه ذات اليمين وذات الشمال!!

عجيبٌ والله أن يسعى الحلو إلى استغلال أخطاء نيفاشا التي زرعت شوكة حوت في الشمال حين منحت الجنوب تلك السلطة التي أتاحت له حق التدخل في أرض الشمال بل والتنافس على تزعم السلطة داخل الشمال من خلال نظرية قرنق الذي أدخل مصطلح الجنوب المحارب في الولايتين المذكورتين كإضافة إلى الجنوب المقاتل.. عجيبٌ والله أن يسعى عرمان وصحبه في حربهم على الإسلام واللغة العربية إلى وضع العصا في عجلة الشمال المنطلقة نحو الاحتكام إلى هُويتها باختلاق تلك الفِرية المسمّاة المشورة الشعبية وباختلاق فكرة عرض التعديلات الدستورية على ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.. ذات المنطق الغبي الكفور الذي ساقه للاحتجاج ورفض إدخال البسملة في الدستور الانتقالي!!

متى بربكم تعمد الدول في وضع دساتيرها إلى استرضاء كل فرد فيها ومتى كانت القوانين الفرنسية أو البريطانية مثلاً أو الأمريكية تعمل بمقتضى رغبات الجاليات المسلمة؟! ثم متى كانت القوانين والدساتير تُجاز خارج الهيئات التشريعية والبرلمانية بحكم الأغلبية التي تمثل المنطق الديمقراطي؟!

إنه عرمان عدو أهله وبني جلدته بل الأحرى أن أقول عدو الله ورسوله والذي يأبى إلا أن يستمر في الكيد والتآمر وتعويق الإجماع الشعبي في الشمال المسلم ذي الثقافة العربية الإسلامية!!

إنه عرمان هذا الشيطان الذي جاءت به نيفاشا بعد أن خرج مذموماً مدحوراً طريداً عقب فِعلته الشنعاء في شبابه الباكر وهروبه.. جاءت به وأدخلته إلى المسرح السياسي السوداني الذي تعافى منه ردحاً من الزمان لينفث سمومه وينشر شره في البلاد!!

أذكر والله كيف أطلّ عرمان من سلم الطائرة عند عودته بعد نحو عشرين عاماً من فراره رافعاً يده بعلامة النصر (V) مما صوّرته عدسة صحيفة أخبار اليوم وليت تلك الصورة رآها شهيدنا العظيم علي عبدالفتاح!!

عقار بدوره قال خلال المؤتمر الصحفي إنه يستبعد احتمال انضمام المنطقتين «النيل الأزرق وجنوب كردفان» إلى الجنوب!!... لكنه رأى حسب الخبر «إن هناك شعوراً لدى الأغلبية المسيحية بالانضمام للجنوب.. لن يظهر الآن وربما في المستقبل»!!

يا سبحان الله عن أية أغلبية مسيحية يتحدث هذا الأحمق؟! أين هي الأغلبية المسيحية يا هذا وأي اتجاه ذلك الذي يفرضه المسيحيون في الشمال لضم الإقليمين للجنوب بعد أن قطعت اتفاقية نيفاشا قول كل خطيب في هذه القضية؟! أم أن عرمان ورفاقه يسعون إلى استنساخ نيفاشا أخرى يستكملون بها ما غفلت عنه نيفاشا الأولى؟!

عرمان بدوره قال ـ فُضَّ فوه  ودُمِّر تدميراً ـ إن الطريق أمام الوحدة لا يزال مفتوحاً وطالب المؤتمر الوطني بتقديم عرض دستوري جديد للناخب الجنوبي يضمن رئاسة دورية وترتيبات لقسمة الثروة والسلطة تمنح الجنوب الحق في الاحتفاظ بالجيش الشعبي واعتبر ذلك مهماً حتى في حال قادت النتيجة للانفصال لفتح فرصة جديدة للوحدة!!

صدقوني إن قلت لكم إنني في هذه اللحظات أكاد أن أنفجر غيظاً!! هذا الرويبضة الذي أُوقن أنه لا في العير ولا في النفير وأن كلامه لا يمثل أي قيمة بالنسبة للحركة الشعبية... أقول هذا الرويبضة يتحدث عن رئاسة دورية بما يعني أن يكون رئيس الجنوب رئيساً للجنوب كما كان لا يتغير ولا يتبدل لكن يُضاف إلى ذلك أن يرأس الشمال لمدة ستة أشهر كل عام بحيث يتم التناوب على رئاسة الشمال بين شمالي وجنوبي أما الجنوب فهو جنوب لا دخل للشمال به!! ثم تُمنح الحركة في تعديل جديد آخر لنيفاشا التي أعطت الحركة ما لم تكن تحلم به.. تُمنح الحركة والجنوب حق الاحتفاظ بجيشه مع القوات المسلحة السودانية بما يعني أن يظل الجيش الشعبي قائماً ثم بعد ذلك يشكل خمسين في المائة من القوات المسلحة السودانية وفقاً لبروتوكول الترتيبات الأمنية!!

يا أهل الشمال.. هذا هو عرمان العميل الذي يريد منكم أن تنصبوه رئيساً عليكم!! هذا هو عرمان الذي ظل يشنُّ الحرب عليكم طوال عمره ويوالي أعداءكم ويقتل أبناءكم ويرمل نساءكم!!

نسيت أن أقول إن ما أوردته في المقالين أخذته من جريدة الصحافة البعيدة عن الاتهام بموالاة الإنتباهة!!

بعد كل هذا طالب عرمان المؤتمر الوطني «بعدم النظر للحركة في الشمال كمهدِّد أمني» وأضاف: على المؤتمر الوطني أن ينظر إليها «كرابطة سياسية بين الشمال والجنوب»!!!

بربكم أبعد كل هذا الذي قيل في المؤتمر الصحفي هل يحق لعرمان والحلو وعقار أن يقولوا إن الحركة ليست مهدداً أمنياً للشمال؟! أبعد كل هذه العمالة للجنوب والمطالبة بأن يستمر الشمال في تقديم التنازلات وبأن يمد عنقه بل وظهره للجنوب حتى يمتطيه ويرأسه ويولي جيشه عليه ليحميه «ويحرس ماله ودمه» كما يحرس الذئب الأغنام؟! أبعد كل هذا هل يبقى هذا الرويبضة في الشمال أم ينبغي أن يُنفى إلى الجنوب الذي سخّر حياته لخدمته؟!

أخيراً هل فهمتم قرائي الكرام معنى الخطة «ب» لاحتلال الشمال من خلال الانطلاق من ولايتي عقار والحلو ومن خلال وجود مسمار جحا «عرمان» ومن خلال الجنسية المزدوجة أو الحريات الأربع التي يسعى عرمان وباقان وأمريكا وأوربا لمنحها لأبناء الجنوب في الشمال؟!



© Copyright by sudaneseonline.com