From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
السودان بلد الأمان/عبد الحليم أنور محمد أحمد محجوب
By
Dec 29, 2010, 05:12

السودان  بلد الأمان

 

لكل إنسان الحق في الأمن، لذا فإن من أكثر الحقوق أهمية وأكثرها قدسية مما يتعين على أي حكومة أن توفرها لأي فرد هو الأمن.

 

الأمن يشمل الأمن الغذائي والمأوى، ضمان حق التصويت، ضمان حرية التعبير، ضمان التعليم، ضمان الخدمات الصحية المجانية أو التأمين الصحي، ضمان العمل ..... الخ.

 

القائمة تطول، لكن الحقيقة هي أن هناك أشكال عديدة للأمن قائمة على حقوق الإنسان البسيطة التي يتعين على أي وجميع الحكومات توفيرها لأي وكل مواطن ...... فقط بهذه الطريقة يمكن لأي حكومة أن تطلق على نفسها اسم حكومة ديمقراطية......

 

ظللنا لسنوات طويلة نسمع كلمة ديمقراطية التي أصبحت تأتي في عدة ألوان وأشكال..... فكلمة ديمقراطية، كما هو معروف، نشأت لأول مرة في اليونان، وظلت تستخدم لأوقات من قبل حكومات كثيرة كما لو أنه دون هذه الكلمة ستختفي ببساطة حقوق الإنسان الأساسية.

 

الحقيقة هي أنه حتى يومنا هذا لم نشهد فعلياً أي ديمقراطية كاملة أو مكتملة في أي بلد.... إن السبب وراء هذه الحقيقة من حياتنا تكمن بالتأكيد في الضعف البشري الطبيعي.

 

 

هذا يعني أنه حتى لو كان هناك العديد ممن كان لديهم النية في توفير ما يسمى بنظام الحكم الديمقراطي "قد فشلوا".... نظراً للضعف البشري الطبيعي ..... لأعدائهم ... وليس بسببهم، ونعني بـ هم" جميع أولئك الذين كرسوا حياتهم لرفاهية أمتهم.

 

بالضعف البشري نريد أن نحدد نقاط ضعف الإنسان في الكره، الحسد، الشر، الخبث، في أن يكون ببساطة وقحاً أو لا يعرف حتى الرحمة.... ثم هناك ضعف الجشع وضعف السلطة، وكلها مزيج من الضعف البشري المعروف بغرور الإنسان.... لذا، إذا كان كل ذلك يعود إلى نفس الغرور البشري، فإن ذلك يقودنا نحن البشر إلى أوضاع يمكن أن تكون مدمرة.... مدمرة لنا أو لأصدقائنا، جيراننا، مواطنينا... إذاً، ما هو العلاج الحقيقي؟

 

الكثيرون سيقولون الدين، آخرون سيقولون النشأة، وغيرهم سيقولون "قل لي من هما أبواك وسنعرف من أنت".... لكن بعد ذلك فإن النار تلد الرماد... والرماد يذهب مع الريح.... هناك من سيقولون إذا كنت’ ذهباً فحتى النار سوف   تنشرقصتي فقط حينما تروى. النار والحرارة تعطي فقط القوة للذهب... لذا، هل النار هي ما نحتاجه عندما نقول أن   شخصيته  أو  شخصيتها من ذهب.... قرروا أنتم... فالنار نعني بها ترقي الأعمال الحسنة.... و النار هي أصل الضوء.

 

هناك الكثير من الإجابات المختلفة التي نتوقعها هنا، ولكن الحقيقة هي أن الكثيرين سيواصلون الحديث فقط دون أن يوفوا هذه المسألة حقها من التفكير. على كل حال، هذا شيء يجب أن يقرره كل واحد بنفسه.... على سبيل المثال حقوق المرأة وجدت في الإسلام منذ أكثر من 1400 سنة لكن لم يتم ممارستها أبداً بصورة فعلية من قبل العديد من الدول أو ما يسمى بالحكومات... ثم لدينا حقوق الإنسان في الإسلام التي وجدت أيضاً منذ 1400 سنة... كان هذا قبل إنشاء أو حتى التفكير في إنشاء الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية....

 

الحقيقة هي أن جميع الكتب السماوية قد كفلت الحقوق الأساسية والأمن للإنسان، لكن التقاليد والرؤية التي لا تعرف الرحمة من قبل الكثيرين من بني البشر تلاعبت على الدوام بهذه الحقوق الأساسية. 

إن هنالك  أشخاص لديهم حل سليم  و  رؤيا   شعبية  حقيقية و نية صادقة  و لا يحظون بشعبية كبيرة حتى يستيقظ الشعب على الحقيقة... والحقيقة تمر بثلاث مراحل: الأولى تتم السخرية منها، الثانية تتم معارضتها بعنف، والثالثة قبولها باعتبارها بديهية.

 

فأين نقف جميعاً في العام 2010؟ وهو ما يقابل في التقويم الإسلامي سنة 1431..

 

ما الذي تعلمناه وفهمناه، طورناه وبنيناه لأنفسنا، لأطفالنا وأحفادنا؟ ... أجيال المستقبل.... وإلى أين نحن متجهون... هل لدينا خطة ... و نعني بالخطة خطة قومية مدروسة تضم كل أصوات و رضى  الشعب... هذا هو المكان الذي يبدأ فيه اختبار الديمقراطية على الرغم من أنني أفضل كلمة "مساواة".... أليس هذا ما قيل لنا ونحن أطفال عندما نكبر.... أن نتقاسم ما لدينا بمساواة وعدالة...   

 

إننا نواجه الآن الأزمة الاقتصادية العالمية حيث إن الكثير من التغييرات الحيوية والهامة سوف تحدث في العام 2010 و 2011... عندما نقول الأزمة الاقتصادية فنحن نعني أزمة العملة الدولية... وأزمة العملة الدولية تعني سوء الإدارة التي خلقتها الحكومات... عندما يحدث ذلك لا تجد أمامك سوى التضخم ثم فرط التضخم... وإذا قاد السيئ للأسوأ فعليك أن تتوقع فرط الانكماش والركود العالمي كما حدث عام 1933 "فقط أكثر قوة 100 مرة"..... وهذا يعني أن الحياة والصراع اليومي من أجل البقاء سيزداد سوءاً..... وحدَّة الاستخبارات الاقتصادية، وهي قسم تابع لمجلة الإيكونومست في المملكة المتحدة والتى أصدرت تقريراً في مارس الماضي 2009 يفيد بأنه من المتوقع أن تمر 95 دولة مختلفة بأوقات اقتصادية عصيبة للغاية ستشمل ثورات، انقلابات عسكرية، تغييرات حكومية واضطرابات اجتماعية نتيجة أزمة عام 2008 الاقتصادية..... أنتم ترون أن الحقيقة هي أن الكثير من وسائل الإعلام تعرض علينا يومياً من قبلنا نحن البشر في هذا التاريخ والوقت من المعلومات، لكننا ننسى تلقائياً الكثير من هذه الوسائط التي يتم تمريرها في جميع أنحاء العالم سواء كانت تلفزيون، راديو، صحف أو انترنيت.

 

ويرجع ذلك إلى حقيقة أننا جميعاً مشغولون للغاية في صراعنا اليومي من أجل البقاء، بحيث أننا لا نرى بوضوح أن الحكم العالمي يأخذنا فقط في نزهة على قطار الوهم... لكن أغلب هذه الحكومات تنسى أن نفس الأخطاء التي ارتكبتها الإمبراطورية الرومانية تكررها ببساطة كل الحكومات تقريباً منذ ذلك الحين.... هذا يعني أنه في اللحظة التي بدأت فيها الإمبراطورية الرومانية تفرض الضرائب على الناس وتسئ إدارة ثروة البلاد وصلت إلى نهايتها.... هذا يحدث الآن لأمريكا والبلدان التي تتبع أمريكا... عندما نقول التي تتبع أمريكا نعني الدول التي لا تزال تؤمن بالدولار الأمريكي والطريقة الأمريكية في إدارة العمل اليومي.... ملاحظة: الامبراطورية الرومانية هي من ابتدعت جواز السفر للسيطرة على الضرائب، والولايات المتحدة وبريطانيا تخططان لابتداع أو الأفضل القول تقنين الرقاقة الإلكترونية للإنسان "ليتم زراعتها في البشر" أي نحن، أيتها السيدات والسادة .... لماذا؟

 

الدول التي تسعى للسيطرة على حركة الإنسان ... وخلق دولة الشرطة الدولية... المنتج موجود الآن كبطاقات عضوية "مزروعة في أجسام البشر"  لبعض الأندية الليلية وكبطاقات إلكترونية لسجناء أطلق سراحهم....

 

قولوا لي أنتم ياقوم ... متى يتحقق وجود كلمة الديمقراطية حقاً وفي أي بلد...

 

إن تحكمت في البشر تحكمت في المال..... التحكم هنا يعني معرفة كيف ومتى صرف شخص معين ماله... صدق أو لا تصدق، بعض الجامعات في أوروبا أصدرت بطاقة إلكترونية واحدة تكون بطاقتك الطلابية، بطاقتك للسحب الآلي، بطاقتك الصحية، بطاقة مواصلاتك... كل ما تبقى هو إضافة بطاقة طعامك، بطاقة استعمالك للمرحاض وبطاقة نومك ونكون بالتالي في كل أعمالنا تحت السيطرة الحكومية بنسبة 100%.... هل هذه ديمقراطية أم أنها محض نفاق.....

المال هو ليس الذهب. المال في معناه الحقيقي هو القدرة المنتجة التامة والكاملة للشعب الذي يشكل الأمة.... الذهب هو التحوط الحر ضد سوء إدارة الدولة أو الأمة. الذهب هو التحوط ضد الحكومات وسياساتها وليس مجرد أصول خاصة ترتفع وتنخفض مع ارتفاع معدلات التضخم كما تفعل البيوتات. فسعر الذهب يرتفع كما لم يسبق له من قبل وذلك بسبب حقيقة بسيطة وهي أن الذهب هو القيمة الحقيقية للمال عندما تبدأ الحكومات في إساءة استخدام المال العام.

 

لذا، الوقت الذي لا تبدأ فيه الولايات المتحدة وبريطانيا والعديد من الدول الأخرى التي تطلق على نفسها العشرين الكبار بإعادة تقييم عملاتها... نعني "إدارة المال العام بمسئولية افضل " فلا تتوقعوا سوى الارتفاع المستمر في أسعار الذهب. يمكننا الحديث عن الذهب للواحد وأربعين يوماً القادمة بكل الحقائق، الأرقام والمستقبل التاريخي والراهن، لكن دعونا نترك ذلك لوقت آخر.

النقطة الأكثر أهمية هنا هي أين نقف نحن كأمة سودانية من هذه السوق العالمية؟ هل لنا وجود في أعين السوق العالمية...     و الى ماذا وصلنا خلال العشرين سنة الماضية؟ أو حتى ال 40 سنة الماضية؟..... متى يحين الوقت لجعل السودان قوة عالمية حقيقية فاعلة في السوق العالمية؟ ...  نعم، لدينا جميع الموارد الطبيعية التي يمكن أن تجعل من السودان قيمة اقتصادية عالمية إيجابية، ونعني التعريف الاقتصادي المعياري وهو التالي: الاقتصاد هو دراسة كيفية صنع الخيارات، والموارد المصنعة تسمى رأس المال أو على نحو أدق رأس المال المادي. إذاً، فالموارد البشرية هي العمالة، والموارد المصنعة هي رأس المال، والموارد البشرية الخاصة هي الحرفية.

 

هنا تكمن الأسئلة الاقتصادية الحقيقية: كم من الأفراد المتعلمين والمدربين تدريباً جيداً لديهم وظائف بدوام كامل أو حتى وظيفة بدوام جزئي؟ كم عدد مراكز التدريب لدينا؟ هل هناك حقاً حاجة للعمالة الأجنبية؟ ما هي مواردنا الاقتصادية البديلة؟

هل لدينا أي بدائل تجارية عالية القيمة أو بدائل استهلاك عالية القيمة أو حتى بدائل استثمار عالية القيمة؟ هل الثروة القومية موزعة بعدالة؟ هل صندوق المعاشات يرعى المتقاعدين لدينا؟ هل لدينا صندوقا للمزارع وهل يحصل جميع المزارعين على آلياتهم واحتياجاتهم من صندوق المزارع؟ هل لدينا نظام رعاية صحية يتقاضى أجوراً من الأغنياء ولا يتقاضى أجوراً من الفقراء؟ هل لدينا صندوق بطالة يخلق فرص عمل للعاطلين عن العمل؟ هل لدينا مراكز حكومية مخصصة حيث يكون لكل فرد الحق في رفع شكاوى ضد الحكومة؟ يكون هذا بإرادته أو إرادتها الحرة في أي وقت دون أن يتعرض لعقاب من قبل الحكومة التي رفعت ضدها الشكوى.

 

هل تملك الحكومة سجلاً رسمياً عاماً "على شبكة الإنترنيت" أو "في الصحف" يصدر فصلياً مع كافة التفاصيل الخاصة بكيف وأين تم إنفاق المال العام خلال الثلاث شهور الماضية؟ هذا يعني إعلان تقارير ربع سنوية حول كيفية قيام الحكومة بإدارة الأموال العامة ... أموالنا ... أموال الشعب... ثروات البلد ... هل لدينا منطقة حرة معفاة من الضرائب يمكننا نحن السودانيون العيش فيها دون فرض ضريبة علينا؟  ... على سبيل المثال: منطقة البحر الأحمر الحرة المعفاة من الضرائب؟ ... هناك العديد من الأسئلة المطروحة والعديد من الحلول الممتازة ... لكن من الذي لديه القدرة على تنفيذ ما يريده الشعب... الحكومة أم الشعب ... الشعب هم المواطنون   والشعب ينبغي أن يكون الحكومة ... هل نحن جمهورية السودان الديمقراطية او جمهورية السودان  ام ينبغي أن نكون جمهورية السودان الاتحادية؟ ...  هذا لأننا الآن لدينا بشكل قوي جدًا مناقشات حول الجمهورية الاتحادية بولايات اتحادية ومحافظين اتحاديين، وزراء اتحاديين، إلخ. ... الفدرالية ......

 

في الوقت الحالي، ألاحظ أننا نندفع نحو الانتخابات التي لن تؤدي إلا إلى القضاء على وحدة السودان في الوقت  الحاضر وهذا سيساعد الأعداء الخارجيين على نحو "فرق و سد" ... لا شيء جديد بالنسبة للمستعمرين ... في ستينات القرن العشرين، أبرز وزير الخارجية البريطاني بضعة كلمات خلال إحدى المناقشات أو بالأحرى في حديث مع محمد أحمد محجوب ... وكان  المحجوب وزير الخارجية في حينه ... قال الوزير البريطاني بأنهم، أي البريطانيين، جاءوا إلى السودان لتمدين وتحضير  الشعب السوداني ... وعليه رد محمد أحمد محجوب قائلاً ... نحن "الأمة السودانية" موجودون منذ ما يزيد عن 6000 عام ومعروفون بالحضارة النوبية وممالكها، إلخ. ... وأنتم البريطانيون في ذلك الوقت في القرن الثامن عشر كنتم تحرقون النساء أحياءً في العلن، فقط للاشتباه في كونهن ساحرات أو عرافات ... لهذا إن كان هناك من أحد ليمدن ويحضر الآخر، فهو بالتأكيد نحن ...

 

الآن أسألك سؤالاً هامًا جدًا ... هل نحن – الشعب السوداني - نتجه لأن تكون لدينا انتخابات بطريقة متحضرة لشعب متحضر وقضية متحضرة؟ أو هل نحن نندفع بقوة لبدء انتخابات في جو تتطلع فيه أيادٍ خارجية لتقسيم بلدنا الحبيب إلى جنوب وشمال، وبعد ذلك إلى 50  دولة  مختلفة؟

 

 

إذا لم نقم أولاً بحل المشكلات الحالية التي تقسمنا كشعب فسوف يكون الفشل موكبنا. أعتقد أنه من الأفضل تأجيل الانتخابات إلى سبتمبر/ ايلول 2010 القادم حيث أننا نواجه أيضًا أزمات اقتصادية دولية ستؤثر بالتأكيد علينا كبلد يشكل جزءًا من القرية العالمية. إذا لم نعتني ونهتم جدًا كشعب بالنظر في هذا الأمر الحساس ، فعندئذٍ أعتقد أننا سنشهد الكثير من الاضطراب الاجتماعي في جميع مناطق السودان بسبب الحقائق الواردة أعلاه. أما إذا قمنا كشعب واحد بالاعتناء والاهتمام برفاهيتنا ووحدتنا، فعندئذٍ يجب علينا أولاً تهميش أعدائنا الموجودين داخل بلدنا ويعملون لصالح العدو الخارجي.

 

 

فقط بعد ذلك يمكننا تنظيم وترتيب جميع الاستعدادات اللازمة لإجراء الانتخابات التي سيكون لها تأثير إيجابي على شعبنا.

 

 

 

 

الحاجة للمعرفة:

هناك مثل قديم يقول:

الأفضل هو أن تعرف وتعرف أنك تعرف.

الأفضل التالي هو أن تعرف أنك لا تعرف.

الأفضل الثالث هو أن تعرف، لكن لا تدرك ذلك.

الأسوأ هو ان لأ تعرف أنك لا تعرف.

 

و ختاماً

 

اتمنى من الله ان يبدل حالنا من ........هذا زمانك يا مهازل فامرحي ...

 

الى  ...هذا زمانك يا مكارم فامرحي .....

                                  ...  قد عد  شعب  العز  و الكرم   للا و طان

 

مع خالص أمنياتي لأولئك الذين بكل صدق وإخلاص يرغبون الأفضل

لشعبنا الكريم...

 

 و لهذا  لا بد ان  يكون  السودان  بلد الأمان لتحقيق وحدة السود ا ن ..

 ارضاً و شعباً و تنمية قدر ا ته و زيادة   ثر و ا ته و رخاءه و المحافظه على ابناءه و اجياله تحت مظلة السلام للجميع. و هاذا ليكون سوداننا قوة بين الامم و انموزجاً يقتدي به في التقدم و العمران, في الاقتصاد و التنمية حسب الاسس العلمية المدرؤسة والاساليب الفنية المضمونة.

و هاذا يعني التقدم للجميع..

 

والله ولى التوفيق ...

عبدالحليم أنور محمد أحمد محجوب                                           [email protected]

15.01.2010                   

 



© Copyright by sudaneseonline.com